كتب: خالد الطواب ومعتز الجمال ومصطفى إبراهيم اتهم خبراء "جبهة الخراب" بإطلاق دعوات تخريبية تحت مسمى "العصيان المدنى"، لتنفيذ أهدافها بزعزعة استقرار البلاد، مع بوادر تفككها وتناحر أعضائها وتقديم بعضهم استقالاتهم من الجبهة، وفى ظل تضارب التصريحات والمواقف السياسية لقياداتها بعدما أشعلت الانتخابات الخلاف داخل الجبهة. وقال علاء أبو النصر -أمين عام حزب البناء والتنمية-: إن العصيان المدنى فشل تمامًا، لأن جبهة الإنقاذ تواجه بكراهية شديدة فى الشارع المصرى، ولقد كنا أول من تنبأ بتفكك جبهة الإنقاذ لعدم امتلاكهم أيديولوجية أو فكرا أو مشروعا وطنيا تستحوذ به على أفكار الشعب، مشيرًا إلى أن الجبهة لم تتشكل إلا لمحاربة المشروع الإسلامى. وأكد أن العصيان المدنى "خاب كما خابت" جبهة الإنقاذ، وإن الصعود إلى مصلحة حكومية أو قطع الطريق وتهديد المواطنين لتصوير أن هناك عصيانًا مدنيًا، يعد بلطجة فعلية، والدعوة مرفوضة من الأساس قبل تطبيقها. وأكد د. يسرى حماد -نائب رئيس حزب الوطن- أن تلك الدعوات لم تلقَ أى استجابة من جانب المواطنين، مشيرًا إلى أن ما حدث فى بور سعيد ما هو إلا عصيان "فوضوى همجى"، يهدف لتعطيل المنشآت وقطع الطرقات وتوقف المواصلات، ويهدد الحياة الطبيعية للمواطنين، مشيرًا إلى أن هدف الجهات الداعية للعصيان خلق نوع من أنواع الفوضى. وقالت د. علية المهدى -أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة-: إن للعصيان المدنى آثارًا سلبية كبيرة تضر بالاقتصاد المصرى، حيث تتوقف المصالح الحكومية والمدارس والأنشطة الاقتصادية كافة فى المكان الذى يتم فيه العصيان المدنى، مشيرة إلى أن تلك التصرفات تؤثر سلبًا على الإنتاجية وعلى الخدمات التى يحتاجها الأفراد. تصاعدت حدة الخلافات بين قادة ما يسمى ب"جبهة الإنقاذ " قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية، بعدما تيقنت الجبهة تراجع شعبيتها فى الشارع المصرى وفشلها فى تحريض المؤسسة العسكرية على الانقلاب على النظام الشرعى، وعدم سماع صوتها للعصيان المدنى فى المحافظات. وعلى الرغم من أن «التيار الشعبى» الذى يتزعمه المرشح الرئاسى الخاسر حمدين صباحى، وهو الطرف البارز فى «الجبهة»، قد استبق قرار مرسى، وأعلن عن عدم مشاركته فى الانتخابات، كما أكد رئيس «حزب الدستور» محمد البرادعى أن خيار المقاطعة هو الأفضل وألمح السيد البدوى رئيس حزب الوفد إلى إمكانية قيام الأحزاب المشاركة فى جبهة الإنقاذ الوطنى بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، إلا أن قوى أخرى داخل الجبهة أعلنت مشاركتها. فعلى النقيض ألمح رئيس «الحزب المصرى الديمقراطى» محمد أبو الغار إلى إمكانية خوض حزبه الانتخابات، مبررًا ذلك ب«عدم إضعاف المعارضة فى الشارع»، ومطالبًا بأن يحارب الجميع من أجل تحقيق الشروط التى تضمن نزاهة الانتخابات، علمًا أن «الحزب المصرى الديمقراطى» فاز بنحو 16 مقعدًا (3%) فى أول انتخابات برلمانية بعد الثورة. كما قال فتحى دسوقى -القيادى بحزب المصرى الديمقراطى-: إن فكرة مقاطعة الانتخابات التى ترددها الجبهة خلال الفترة الماضية مرفوضة، موضحا أن الجبهة تدّعى شيئا وتفعل آخر حيث تعلن أمام الشاشات أنها ترغب فى المقاطعة بينما تكثف الاستعداد للبرلمان فى الخفاء، مشيرًا إلى أن الجبهة عرضت عليه النزول على قوائمها. ونفى دسوقى فكرة الحشد لمقاطعة الانتخابات، على أساس أنها تعيق بناء المؤسسات وقد تؤثر بالسلب على الاستقرار فى مصر، مشيرًا إلى أهمية العمل لصالح الوطن بعيدا عن المزايدات، موضحًا أنه لا يعلم سبب دعوة الجبهة للمقاطعة رغم أنها تستعد للانتخابات فى الحقيقة.