قال محمد ناصر نصر، أستاذ زائر الهندسة الكيميائية، بجامعة مكسيكوالجديدة التكنولوجية، في الولاياتالمتحدةالأمريكية "إن المتتبع لأزمات النظام المالي العالمي في القرن الماضي كانت ذات تأثير كبير على اقتصاديات الدول المرتبطة مباشرة في النظام المالي العالمي واليوم مع التطور المالي والتكنولوجي وإتساع طرق ووسائل التجارة العالمية وإنتشار البورصات وإرتباطها مع بعضها البعض أصبح لزاما على النظم الإقتصادية التنبه للعوامل الإقتصادية والظروف المالية لأنه عند حدوث أي مشكلة مالية أو إقتصادية قد تصيب بلداً ما قد تأثر على دولتك طالما ما لم تحصن الدولة نفسها إقتصاديا ومالياً ، ولا أحد ينكر دور الولاياتالمتحدة في الإقتصاد العالمي لسنوات وخاصة النظام المالي وذلك لان الولاياتالمتحدة هي أول إقتصاد في العالم فيعتبر ثلث الإنتاج العالمي من الولاياتالمتحدة كما أن أكثر العملات تداولاً في النظام المالي العالمي هو الدولار الأمريكي وتحقق الولاياتالمتحدة من هذه الميزة فائدة عظيمة حيث لا يعبر إصداره عن القيمة الحقيقة الإقتصادىة بمعنى ان تكلفت طباعة الدولار السوقية تكلف عدة سنتات لكن على أرض الواقع لا يغطي إصدار هذا الدولار من ذهب أو عملات أخرى وكثيراً ما أصدرت الولاياتالمتحدة الكثير من مليارات الدولارات بدون أي غطاء إقتصادي حقيقي ، وكان حقيقة هذا الإصدار تعتمد على إستغلال إقتصاديات الدول الأخرى وخاصة ذات الفوائض المالي". وأوضح ناصر أنه بسبب العجز المتزايد في الميزانية الأمريكية يقدر الدين العام الذي يبلغ حاليا 14.3 تريليون دولار، بما يعادل عائدات الولاياتالمتحدة من تجارة البضائع والخدمات في سنة واحدة" منوّها أنه حينما يقسم الدين العام الأمريكي على عدد دافعي الضرائب الأمريكان فهذا يعني أن حصة كل واحد منهم هي قرابة 130 ألف دولار أمريكي والذي من أسباب هذا العجز النفقات الكبيرة على الدفاع والقوات العسكرية الأمريكية المنتشرة في العالم و نتيجة الأزمة المالية العالمية التي حصلت في العام 2008 والتي عرفت بأزمة الرهن العقاري ، وأجبرت الإدارة الأمريكية الحالية على ضخ كميات هائلة من الأموال لكي تعمل على إنعاش قطاعات اقتصادها، إضافة إلى تناقص في عائدات الضرائب في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض السياسات المالية والنقدية التي أنتهجتها الولاياتالمتحدة مثل سياسة مكافحة التضخم التي ساهمت في رفع نسبة العجز . وتطرق ناصر إلى أسباب رفع عجز الموازنة الأمريكية قائلا "لذلك سببين الاول إرتفاع أسعار الفائدة ، والثاني السياسات النقدية والضريبية التي تنتهجها الولاياتالمتحدةالأمريكية مع ملاحظة ان الولاياتالمتحدة تعتبر من الدول ذات النسبة الإدخارية المنخفضة مما يدفعها لرفع أسعار الفائدة الأمريكية ، فيؤدي ذلك بدوره على جذب كميات ضخمة من رؤوس الأموال من الخارج لتساهم في رفع سعر الصرف للدولار الأمريكي ، وبسبب أن الجزء الاكبر من الديون الدولية يسدد بالدولار الامريكي فيؤدي إلى إرتفاع صرف العملة الأمريكية إلى زيادة كبيرة في خدمة الدين والفوائد حالها كحال الدول النامية". وأشار ناصر إلى وزارة الخزانة الأمريكية تعمل على تقليص الدين الأمريكي العام من خلال التبرع أو بيع السندات الحكومية وقد حدا هذا التدهور في أرقام الاقتصاد الأمريكي مؤسسات للتحليلات المالية إلى إنذار الولاياتالمتحدة من أن دفع ديون الولاياتالمتحدة سيكبدها سعر فائدة أعلى من ذي قبل حين تضطر إلى الاستدانة وتواجه الولاياتالمتحدة خطر إعلان إفلاسها وتدهور قيمة الدولار الأمريكي إذا لم تتمكن إدارة الرئيس أوباما من خفض العجز وفي حال عجزت إدارة أوباما وسوف تتكبد الدول التي تملك السندات الأمريكية خسارة كبيرة أولها الصين تليها اليابان ثم بريطانيا وستقع أزمة مالية عالمية جديدة لا يتوقع خسائرها ووقتها وعواقبها . الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة