اتهموا «ميليشيات إسلامية» زورًا.. وكوّنوا هم «ميليشيات مسلحة يسارية وعلمانية» لترويع المصريين المخربون يعيدون بورسعيد إلى ما بعد «النكسة» وفاة أكثر من 50 شخصًا نتيجة الاعتداءات المسلحة على المواطنين ورجال الأمن
عاشت مصر فى الأيام الماضية أوقاتا عصيبة سالت فيها الدماء وتعرضت فيها منشآت عامة وخاصة لاعتداءات آثمة بيد حركات وميليشيات مسلحة -عدا البلطجية واللصوص- تسترت وراء التظاهرات السلمية فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير المجيدة. وبعدما كان معارضو الرئيس والتيارات الإسلامية يتهمون الإسلاميين بتشكيل ميليشيات لم يثبت أنها مارست أعمال عنف؛ ظهرت ميليشيات يسارية ويمينية متطرفة مسلحة تعلن على الملأ أن «سلمية ماتت»، وترفع شعارات الدم والرصاص!. أبرز هذه المجموعات الفوضوية التى حملت السلاح ومارست العنف بالفعل كانت «بلاك بلوك»، و«الأناركية»، و«الحرس الثورى المصرى» وغيرها.
المخربون ينشرون الفوضى قبل ساعات من بدء الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، قادت ميليشيات «بلاك بلوك» مسيرة من ميدان طلعت حرب حتى ميدان التحرير؛ للمشاركة فى إحياء ذكرى الثورة الثانية. وأكد المعتصمون بالميدان أن ميليشيات «بلاك بلوك» ستكون بديلا للجان الشعبية لمواجهة قوات الأمن إذا لزم الأمر. وبدأت أعمال التخريب باقتحام الحاجز الخرسانى فى شارع قصر العينى، وقذف كثير من قنابل الملوتوف على قوات الأمن الموجودة أمام مجلسى الشعب الشورى، التى نجحت فى إحباط محاولة المخربين إحراق مقر مجلس الشورى. ومن أعلى منصة ميدان التحرير، أعلن المخربون أنهم سيطروا على محافظة الإسكندرية ومدينة السويس، وقطعوا السكك الحديدية فى مناطق أخرى، ورفعوا الأسلاك الشائكة الموجودة أمام الباب الرئيسى لقصر الاتحادية، وفرضوا سيطرتهم على المترو، وأشعلوا الشماريخ على قضبانه وشلّوا حركته تماما، وحاولوا إزالة الأسلاك الشائكة أمام مبنى ماسبيرو، وتحطيم إحدى بوابات المبنى استعدادا لاقتحامه، بعدما حطموا أعمدة الإنارة وكاميرات المراقبة وإشارات المرور. وقد اقتحمت العصابات «المخربة» فندق «سميراميس» عدة مرات؛ لسرقة محتوياته وترويع السائحين، وأطلقوا الخرطوش على المتظاهرين الذين رفضوا اقتحامهم الفندق، وقطعوا شارع الهرم أمام ديوان محافظة الجيزة، كما قطعوا خطوط السكة الحديدية بمزلقان أرض اللواء بالجيزة؛ للحيلولة دون وصول القطارات إلى الوجه القبلى، وأعلنوا مسئوليتهم عن حرق العديد من مقرات جماعة الإخوان المسلمين وعن تدمير الموقع الإلكترونى «إخوان أون لاين».
المخربون يعيدون بورسعيد إلى ما بعد حرب 67 باستخدام الأسلحة النارية والثقيلة، بدأت أحداث العنف فى بورسعيد، يوم السبت الماضى؛ حينما حاول عدد من المخربين والبلطجية اقتحام سجن بورسعيد العمومى؛ لتهريب متهمى «مجزرة بورسعيد»، بعدما قضت محكمة جنايات الإسماعيلية بإحالة أوراق 21 من المتهمين إلى مفتى الجمهورية. وأطلق المخربون وابلا من النيران العشوائية على حى الاستثمار الذى يقطنه مغتربون من المحافظات المختلفة، واقتحموا مقر قسم شرق بورسعيد ودمروا محتوياته، كما اقتحموا جراج الإنقاذ والطوارئ الخاص بالمحافظة، وأضرموا النيران فى سكن جنود الأمن المركزى المقابل لمستشفى بورسعيد العام. وحاول المخربون اقتحام كافة أقسام الشرطة فى بورسعيد بالسلاح الآلى وقنابل الملوتوف والحجارة، كما اقتحموا مبنى فرع شركة القناة لتوزيع الكهرباء بمدينة بورسعيد، وحاولوا تدمير مكونات الشبكة داخل المدينة وتحطيم لوحة التغذية الرئيسية التى تغذى مدينة بورسعيد كاملة. بالإضافة إلى ذلك، اقتحم «المخربون» كليتى الآداب والتربية، واستولوا على كل محتوياتهما، وأضرموا النيران فيهما، إلا أن الأمن نجح فى السيطرة على الحريق، وتجمهروا أمام مبنى إرشاد هيئة قناة السويس الملاحى ومرفق المعديات، وهدد البعض باقتحام المبنى، وتصدت لهم قوات تأمين القناة. هذا، وكشف الرئيس «محمد مرسى» عن أن مجموعة من المخربين كانت تقف فوق أسطح البيوت القريبة من سجن بورسعيد، وحاولت إطلاق النار على طائرة عسكرية كانت تحلق فوق السجن بغرض تصوير الأحداث. ونتيجة الأحداث لقى 40 شخصا مصرعهم، فيما تجاوز عدد المصابين ألف مصاب. وخرجت بورسعيد لتوديع الضحايا، فتغير وجه المدينة الباسلة، وتحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح، وشبهها البعض بحال المدينة أثناء التهجير بعد حرب 67.
النيران تلتهم السويس أما فى مدينة السويس، فقد بدأت المواجهات مبكرا عما جرى فى بورسعيد؛ إذ قطع المخربون، ظهر الجمعة، طريق ديوان عام المحافظة، واعتدت العناصر التخريبية على مجمع المحاكم، وحطموا الواجهة الخلفية للمحكمة، واقتحموا مبنى قسم المركبات التابع للأمن المركزى، ونهبوا محتوياته. وأضرم المخربون النار بجراج مديرية أمن السويس، وأحرقوا كافة السيارات الموجودة به، كما أشعلوا النيران فى مبنى الدفاع المدنى «الإطفاء» المواجه لقسم شرطة السويس، وأحرقوا كل المعدات الخاصة بسيارات الإطفاء. وفى مساء السبت 25 يناير، وبخطوات ممنهجة، اقتحم المخربون قسم شرطة السويس الذى التهمته النيران كاملا، كما استولوا على قسم شرطة الأربعين وسرقوا جميع محتوياته، وكذا فعلوا بأقسام شرطة «فيصل»، و«الجناين»، و«عتاقة» تمكنوا من تهريب 36 سجينا من الأقسام. هذا عدا إضرام النار فى مبنى إدارة مكافحة المخدرات بعد سرقة المواد المخدرة التى بداخله، وحاولوا إحراق قصر «محمد على» بالسويس الذى يعود إنشاؤه إلى 200 سنة، بالإضافة إلى تحطيم أجزاء هامة بداخله. بالإضافة إلى عمليات سلب ونهب وإحراق فى كافة أرجاء المحافظة، إلى أن انتشرت قوات الجيش الثالث الميدانى بكثافة بعدما انسحبت قوات الشرطة نتيجة تعرضها للضرب بالأسلحة النارية والثقيلة من قبل ميليشيات المخربين فى أثناء اقتحامهم المنشآت الحيوية بالمحافظة. ولقى ما يزيد عن 10 أشخاص مصرعهم بالسويس، وأصيب ما يزيد عن 100 شخص.
تدمير عشوائى ممنهج وفى الإسماعيلية، أشعل المخربون النار فى مقر حزب «الحرية والعدالة»، وشلوا حركة القطارات بعدما اقتحموا محطة السكة الحديدية، وحاولوا اقتحام قسم ثان بالإسماعيلية، إلا أن قوات الأمن نجحت فى إحباط محاولتهم، كما فعلت فى محاولة اقتحام مبنى الدفاع المدنى بالإسماعيلية، واقتحموا ديوان عام المحافظة الجديد، واستولوا على أجهزة الكمبيوتر والأوراق وبعض أثاث المبنى، وحطموا الواجهة الزجاجية للمبنى. ونجم عن تلك الأعمال إصابة أكثر من 100 شخص، ربعهم من الشرطة، ووفاة أحد المدنيين. كما شلّ «المخربون» حركة الترام فى مدينة الإسكندرية، وقطعوا طريق الكورنيش، واقتحموا محكمة جنايات الإسكندرية، وحاولوا اقتحام المجلس المحلى - مقر محافظة الإسكندرية المؤقت، وقسم المنشية، وسعوا إلى اقتحام منزل الرئيس «محمد مرسى» بمحافظة الشرقية، واقتحموا محطة قطار الزقازيق، وأوقفوا حركة القطارات تماما، وأضرموا النيران فى مجلس مدينة الزقازيق بعد نهب محتوياته، وحاولوا اقتحام مبنى نيابة الزقازيق، وقطعوا الطريق العمومى بوسط الزقازيق، وأحدثوا شللا فى الحركة بوسط العاصمة، وأشعلوا إطارات السيارات لمنع السير. وحث المخربون، دون جدوى، المتظاهرين السلميين على اقتحام ديوان محافظة دمياط وإعلان استقلالها، واقتحموه فى اليوم التالى من الباب الخلفى، إلا أن الأهالى أخرجوهم عنوة، كما استولوا على مجمع المصالح بوسط مدينة دمياط، ومنعوا مئات الموظفين من دخول المجمع لمتابعة أعمالهم. وفى محافظة الغربية، أضرم المخربون النيران فى مجلس مدينة المحلة، وفى المكتب الخاص بمحافظ الغربية فى المدينة، كما حاولوا، دون جدوى، اقتحام قسمى شرطة أول وثان المحلة الكبرى، بعد قطعهم طريق شارع البحر الرئيسى، وإضرام النيران أمام القسمين، ولم يتمكنوا من اقتحام مجمع محاكم طنطا ولا مبنى مديرية أمن الغربية وديوان عام المحافظة؛ بسبب تصدى قوات الأمن لهم، فيما قطعوا خط السكك الحديدية «طنطا – المنصورة». الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة