وجَّه خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- اتهاماتٍ إلى أحد التيارات داخل حركة فتح بالمسئولية عن إفساد اتفاق مكةالمكرمة والسعي إلى تخريبه منذ الأيام الأولى لتوقيعه. وقال مشعل إن بعض الشخصيات داخل فتح أجرت محادثاتٍ مع الأوروبيين عقب توقيع اتفاق مكةالمكرمة بين حركتَي حماس وفتح في 8 فبراير الماضي وطلبت تلك الشخصيات الفتحاوية من الأوروبيين عدم التعجُّل في رفع الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية إلى جانب عدم التعامل مع حكومة الوحدة التي أفرزها الاتفاق والاقتصار فقط في التعامل مع السلطة الفلسطينية. وأضاف مشعل أن مَن قام بخرق اتفاق مكةالمكرمة هو مَن قام بتعيين القيادي في فتح محمد دحلان مستشارًا له لشئون الأمن القومي بما يخالف ما نص عليه اتفاق مكةالمكرمة في إشارةٍ إلى رئيس السلطة محمود عباس الذي قام بتعيين دحلان مستشارًا له بعد الاتفاق. وأوضح مشعل أنه حذَّر شخصيًّا عباس في القاهرة من الاستعدادات التي يُجريها الفريق الآخر داخل فتح على الأرض لكنْ يبدو أن ذلك الفريق كان يسعى للوصول إلى تلك اللحظة وكان يستعجلها وقيل من مصادر كثيرة إن الأمريكيين حدَّدوا ساعة الصفر للانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية. وقال مشعل إن ما قامت به حماس- من سيطرة على قطاع غزة- لم يكن بهدف السيطرة على القطاع ولكنه جاء بعدما أيقنت الحركة أن فريقًا آخر يتهيَّأ للانقلاب عليها دون أن تُردِعَه الانتخابات أو الاتفاقات الموقَّعة واصفًا مطالبةَ حركة فتح بإعادة الوضع في قطاع غزة إلى ما كان عليه لبدء الحوار مع حماس بأنه شرطٌ فاسدٌ لن يحلَّ المشكلة". إلى ذلك وصفت مجموعة في كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لفتح - رئيس حكومة الطوارئ سلام فياض بأنه رجلُ أمريكا بسبب الاتفاق الذي عقدته حكومته مع السلطات الصهيونية باستسلام 189 من عناصر الأقصى وتخلِّيهم عن المقاومة وضمّهم للأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة مقابل رفع أسمائهم من قوائم الملاحقة الأمنية الصهيونية. وقالت عناصر الأقصى في بيان لها: إن فياض يسمح للأمريكيين بالتدخل في شئون حركة فتح من خلال تلك الاتفاقات، داعين إيَّاه إلى رفْعِ يديه عن كتائب الأقصى التي لم تطلب منه "مساعدةً أو اتفاقًا"، كما طلبت عناصر الكتائب في بيانها من عباس بإقالة فياض وتعيين قيادة فلسطينية أخرى بدلاً منه. وأضافت الكتائب إن الصفقة شملت المعربدين في الشوارع الفلسطينية ومرتكبي الانتهاكات الأمنية والأخلاقية؛ حيث أشارت إلى أنَّ مَن أوقف الصهاينة ملاحقتَهم هم "أبطال الاستعراضات في الشوارع، وزلم العربدة، وسارقي أسئلة امتحانات الثانوية العامة، ومَن هاجم وحرق المؤسسات الفلسطينية"، معلنةً أن قيادة الكتائب ترفض تسليم السلاح قبل تحقيق الأهداف الفلسطينية، وهي إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، واصفةً تلك الأهداف بأنها عهدة الشهداء ووصية الأسرى. ويؤكد هذا البيان صحَّة ما أوضحه مشعل من أن هناك تياراتٍ داخل فتح تعمل على تحقيق المصلحة الصهيونية، إلى جانب ما يؤكده أيضًا من مسئولية العديد من مسلَّحي فتح عن الكثير من مظاهر الانفلات الأمني الذي تشهده الأراضي الفلسطينية. وفي نفس الاتجاه انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "هرولة" شخصيات رسمية فلسطينية للقاءات مع شخصيات سياسية وأمنية صهيونية، مطالبةً بوقفها فورًا. وقال حسين الجمل- القيادي في الجبهة: لا يُعقل بأي حال من الأحوال أن تصبح الهرولة باتجاه التطبيع السياسي والأمني مع الاحتلال سمةً يتَّسم بها العديدُ من المسئولين في السلطة وكأننا أمام بازار للقاءات السياسية المجانية". في هذه الأثناء واصل توني بلير- مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط- جولته في الأراضي الفلسطينية ومن المفترض أن يلاقي بلير اليوم كلاًّ من رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت بالقدسالمحتلة قبل أن يتوجَّه لرام الله للقاء عباس. وكان بلير قد التقى أمس مع وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني لمدة ساعة أعقبه اجتماع بينهما بحضور مساعدي بلير لمدة نصف ساعة خرج بعدهما المتحدث باسم الخارجية الصهيونية مارك ريجيف ليؤكد أن المباحثات كانت "جيدة". ويصرُّ بلير في جولته على تجاهُل حركة حماس التي انتقدت ذلك التعنُّت الدولي باستمرار مقاطعة الحركة؛ حيث أكدت أن جولة بلير مصيرها الفشل إذا ما أصرَّ على تجاوزها بالنظر إلى أنها الحركة المنتخَبة ديمقراطيًّا من جانب الفلسطينيين.