تنطلق في العاصمة الليبية طرابلس اليوم أعمال المؤتمر الدولي للسلام في إقليم غرب السودان "دارفور". وقال أمين لجنة الشؤون الأفريقية الليبي علي عبد السلام التركي إن المؤتمر الذي تستضيفه بلاده على مدى يومين سيناقش سبل التوصل إلى حل لإنهاء أزمة الإقليم الواقع غربي السودان. وأوضح التريكي أمس السبت أن 18 دولة ومنظمة دولية تمثل دول الجوار والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوربي ستشارك في المؤتمر الذي ترعاه الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وأشار المسؤول الليبي إلى أن المشاركين في المؤتمر سيضعون خطة عمل للتحرك مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والأطراف المعنية لافتا إلى أنه سيتم إطلاع المشاركين على نتائج الاتصالات التي جرت بهذا الخصوص مع دول الجوار. يشار إلى أن هذا المؤتمر سيكون ثاني مؤتمر دولي تستضيفه ليبيا خلال العام الجاري إذ سبق أن عقدت طرابلس مؤتمرا مماثلا أواخر أبريل الماضي. ومن المقرر أن يلتقي خلال المؤتمر ممثلون من الحكومة السودانية وخمسة فصائل متمردة ودول الجوار ممثلة في إريتريا ومصر وليبيا وتشاد. وقبل ساعات من انطلاق أعمال المؤتمر شكلت خمسة فصائل متمردة في دارفور تحالفا جديدا أمس السبت في العاصمة الإريترية أسمرا وذلك من أجل تقديم موقف موحد خلال مفاوضات السلام مع الخرطوم. وقالت الفصائل الخمسة في بيان صدر في أسمرا إنه بعد نقاشات مكثفة ومتواصلة وافقت الحركات المشاركة على تشكيل جبهة موحدة من أجل التعامل مع الأزمة في إقليم دارفور والسودان. ويضم التحالف الجديد المسمى "الجبهة الموحدة للتحرير والتنمية" الفصيلين الرئيسيين "حركة تحرير السودان" بقيادة خميس عبد الله أباكار و"جيش تحرير السودان" بقيادة شريف حرير علما بأن الفصيلين كانا سابقا جزءا من حركة واحدة. كذلك وقعت على إعلان تشكيل التحالف "قوى الجبهة الديمقراطية الثورية" و"الحركة الوطنية من أجل الإصلاح والتطوير" و"تحالف السودان الديمقراطي الفيدرالي". لكن في الوقت نفسه بقي العديد من الحركات المتمردة في إقليم دارفور خارج هذا التحالف منها فصيل من حركة تحرير السودان بقيادة مؤسسه عبد الواحد محمد نور و"حركة تحرير السودان الكبرى" بقيادة محجوب حسين، بالإضافة إلى "حركة العدل والمساواة". وقد وافقت الحركات المنضوية تحت لواء التحالف الجديد على إقامة قيادة عسكرية مشتركة ومجلس قيادة جماعي مخول بتعيين الفريق المفاوض مع الحكومة السودانية. أما رئاسة التحالف فسيتم تداولها دوريا كل 6 أشهر بين قادة الحركات وقد تم اختيار خميس عبد الله أباكار رئيسا حاليا للتحالف. وأعلن زعيم جيش تحرير السودان شريف حرير أمام وسائل الإعلام أن الباب مفتوح أمام انضمام حركات جديدة للتحالف. وأضاف أننا نود أن نوجه رسالة إلى المجتمع الدولي بأن أفراد شعب دارفور قادرون على توحيد صفوفه بأنفسهم وبإرادتهم الخاصة. كما نريد أن نوجه رسالة إلى معسكرات اللاجئين والنازحين نقول فيها إنه لدينا القدرة للتوحد من أجل تقصير معاناتهم". وبخصوص مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية قال حرير إن التحالف سيبذل المزيد من الجهود من أجل التفاوض لافتا إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد أي تاريخ لبدء المفاوضات. تجدر الإشارة إلى أن متمردي دارفور انقسموا لأكثر من 12 جماعة مسلحة منذ وقع فصيل واحد للمتمردين هو حركة تحرير السودان جناح مني مناوي على اتفاق أبوجا للسلام مع الحكومة السودانية العام الماضي.