«الدلتا» للصلب مأساةٌ عمرها نصف قرن.. والرقابة «ودن من طين وودن من عجين» أطفال «حضانة الجامع» يعيشون كارثةً إنسانيةً تحت الدخان «أورينت» للبويات سحابةٌ سوداء جديدةٌ فى سماء الشارع الجديد «مصر الحديثة».. الضجيج الذى أزعج سكان ترعة الإسماعيلية «مصر تكس» تحاصر مدارس «بيجام» بأدخنة المازوت يعتبر حى شبرا الخيمة من أكثر أحياء القاهرة تأثرا بالتلوث الصناعى، وذلك بسبب انتشار النطاق الصناعى بالمنطقة، بما يشكل خطرا مؤكدا على صحة أهالى شبرا، وذلك بسبب الانبعاثات الخطيرة التى تخرج مع أدخنة هذه المصانع، ومع الأسف فإن شبرا تعد من أكثر أحياء القاهرة الكبرى من حيث الكثافة السكانية، ومع ذلك لم تحظَ بالاهتمام الكافى من قبل الجهات المسئولة، وظلت المصانع تلقى سمومها على السكان الذين قد سئموا من كثرة الشكاوى بدون استجابة، وقد كانت من أكثر المصانع ضررا: مصنع «الدلتا» للصلب، ومصنع «المصرية الحديثة» للزجاج، ومصنع «أورينت» للدهانات والبويات، ذلك بالإضافة إلى وجود العديد من المصابغ المنتشرة فى مناطق كبيرة من أنحاء شبرا، خاصةً فى حى شرق شبرا. الدلتا للصلب فوق القانون مصنع الدلتا للصلب، والذى يقع فى قلب شبرا على الطريق الرئيسى بمسطرد فى مواجهة ترعة الإسماعيلية، ينتج عنه تلوث لكل أنحاء شبرا وذلك بسبب اعتماده على أساليب تقليدية، ومن خلال متابعتنا للمنطقة حول المصنع، وهى عزبة عبد الغنى وشارع عزيز صدقى، يشكو الجميع من الدخان الكثيف الناتج عن أفران المصنع التى تخرج دخانا أقرب إلى الصدأ والسموم التى تلوث كل ما حولها. وهذا المصنع قد صدرت بشأنه العديد من المخالفات البيئية وقرارات بالغلق لمخالفته اللوائح والقوانين البيئية. ومسئولو هذا المصنع لا يزالون يضربون بكل القوانين عرض الحائط، سواء مسئولو المحافظة وجهاز البيئة بالقليوبية. فهل يتحرك مسئولو حكومة ما بعد الثورة لتطهير الفساد والإهمال بتلك المصانع؟ هذه هى مسئولية وزارة البيئة ومحافظة القليوبية لحماية أبنائها من التلوث القاتل. المصنع موجود منذ عدة عقود ولكن بدأت المشكلات تنشأ نتيجة امتداد العمران حوله، ومن ثم ظهرت المشكلات الخفية التى تنتج عن المصنع وتؤثر فى البيئة والأهالى فى المساكن المحيطة بالمصنع، فبمجرد أن توقفنا بجوار المصنع واجهتنا سحابة كبيرة من الدخان الكثيف الناتج عن أفران تصنيع الحديد والصلب بالمصنع، والتى كادت أن تصيبنا باختناق نتيجة لما تحمله هذه الأدخنة من ملوثات الحديد والصدأ الناتج عن التصنيع، ومع مرور بعض الوقت سمعنا أصواتا متعالية نتيجة تشغيل بعض الآلات الثقيلة داخل المصنع والتى تسببت فى ضجيج كبير، وتوجهنا إلى بعض المواطنين من أجل التعرف على أبعاد المشكلة. من المسئول؟ قال فرج شاكر عبد الله: إننا نعانى من هذه المشكلة ليلا ونهارا، فإن كانت الأدخنة الآن متوسطة فإنها تتزايد فى المساء كالغيوم الكثيفة، فهذا المصنع موجود هنا منذ الستينيات تقريبا، ومن ثم كان وجوده أمرا واقعا بالنسبة إلى أهل المنطقة، وقد توجهنا بالشكاوى مرارا وتكرارا إلى وزارة البيئة والمحافظة، ومع الأسف بعد أن تأتى فرق البحث والمتابعة بوزارة البيئة لا نجد أى تغيير فى المشكلة ولذلك نحن نتساءل: لماذا كل هذا التغاضى عن حماية أهالى شبرا من هذه الكارثة، مَن المستفيد من وراء هذا التغاضى؟. أطفالنا تحت الدخان وتصرخ سماح عمر محمد: إننا لا نخاف على أنفسنا، بل نخاف على أبنائنا وعلى صحتهم التى تكاد أن تنهار بعدما أصيب غالبية أطفال المنطقة بالتهابات فى الرئة، نتيجة الانبعاثات التى تخرج من المصنع، وأيضا الحضانة المجاورة للمصنع والتى تأوى عشرات من الأطفال فى بداية عمرهم يواجهون أزمة آدمية، وهذا يظهر جليًّا على المنازل، وأيضا تظهر على الملابس؛ فأنا أسكن بجوار المصنع، ومع كل صباح أرى وجوه أطفالى ملطخة بالدخان. «الفلاتر» مطلب آدمى يقول أحمد محمد: نحن نعلم أن هناك صعوبة فى نقل المصنع من المنطقة، ولكننا نريد على أقل تقدير أن تُركب مرشحات للحد من خطورة الأدخنة الخارجة من المصنع، وهو مطلب آدمى ومشروع، لقد سئمنا من الشكاوى بدون أدنى فائدة؛ ففى كل مرة يأتى مسئولو وزارة البيئة والمحافظة ويقومون بالمعاينة والفحص دون جدوى تذكر. ضجيج مستمر على بعد خطوات من الدلتا، تقع شركة «مصر الحديثة» لصناعة الزجاج، والتى يصدر منها ضجيج يسمع عن بعد أكثر من 500 متر، وهو ما يزعج مَن حوله ويصدر نوعا آخر من التلوث؛ وهو التلوث السمعى الذى على فترات بعيدة قد يصيب أهل المكان بآلام الأذن وقد يصل إلى فقدان السمع تماما. سحابة سوداء جديدة وفى حى شرق شبرا الخيمة، توجد بؤرة أخرى من التلوث؛ ففى الشارع الجديد المتفرع من مسطرد ترتفع الأدخنة بكثافة لتعدد مصادرالدخان فى المنطقة، وهى مصنع «أورينت» للبويات، وهو الذى تتصاعد أدخنته بشكل ملاحظ فى سماء المنطقة، ويمثل أيضا سحابة سوداء جديدة فى سماء شبرا؛ فالمصنع أيضا موجود منذ فترات طويلة ووجوده أصبح حتميا على المنطقة، ومن ثم أصبح السكان هم الضحية فى النهاية، والمسئولون «لا حياة لمن تنادى». مصابغ الدخان وفى المنطقة نفسها بشبرا الخيمة تظهر العديد من المصابغ والتى تلقى دخانها على أهالى شبرا؛ فمصبغة «مصر تكس» بطريق «بيجام» العمومى صدر بشأنها أكثر من قرار غلق ولم ينفذ أى قرار حتى الآن، بينما الغازات الناجمة عن حرق وقود المازوت تنبعث بجوار مجموعة من المدارس، ومنها مدرسة أسامة بن زيد الابتدائية والمعهد الأزهرى الابتدائى والإعدادى، كما تقع فى وسط أكبر كتلة سكانية!. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة