لقي ثمانية جنود باكستانيين على الأقل حتفهم في تفجير فدائي استهدف قافلتهم في إحدى بلدات المناطق القبلية التي تقع قرب الحدود مع أفغانستان. وأفادت مصادر أمنية أن ثمانية جنود قتلوا وأصيب أكثر من 20 آخرين حين فجر فدائي سيارة مفخخة مستهدفا قافلة عسكرية بإحدى بلدات إقليم وزيرستان شمال غرب البلاد. وقالت مصادر أمنية - بحسب الجزيرة – إن طائرات مروحية وصلت إلى مكان الانفجار وبدأت في نقل الضحايا. وأفادت الأنباء أن إصابة بعض الجنود خطرة وهو ما يبقي عدد ضحايا العملية التفجيرية التي وقعت بالساعات الأولى من صباح اليوم مرشحا للارتفاع. يُذكر أن القوات الحكومية تنشر حوالي 90 ألف جندي في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان وتقود حملات واسعة تعقبا لمن تقول إنهم مقاتلون أجانب. من ناحية أخرى عززت السلطات الباكستانية إجراءاتها الأمنية ونشرت الآلاف من قوات الأمن خارج المساجد والمنشآت الحكومية في أنحاء البلاد لمواجهة مظاهرات عارمة دعت إليها أحزاب المعارضة الإسلامية وإدارة وقف المدارس الدينية اليوم وذلك احتجاجا على الهجوم الدامي على المسجد الأحمر في إسلام آباد. وخرج آلاف الباكستانيين في مظاهرات بمدينة بيشاور والعاصمة إسلام آباد ومدن وبلدات أخرى في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي (سرحد). وردد المشاركون هتافات مناهضة للرئيس الباكستاني برويز مشرف وتتعهد بالسير على خطى نائب إمام المسجد الأحمر وزعيم المتحصنين عبد الرشيد غازي الذي قتل برصاص الجيش الباكستاني في حين أقيمت صلاة الجنازة في العديد من المساجد على أرواح القتلى. وقد أيد مجلس العمل المتحد –الذي يضم ستة أحزاب إسلامية- دعوة 13 ألف مدرسة دينية للتظاهر وسط تزايد انتقادات المعارضة للحكومة بالإفراط في استخدام القوة في اقتحام المسجد ومدرسة حفصة للبنات الملحقة به. وقال القيادي البارز في مجلس العمل لياقت بلوش إن الاحتجاجات لن تكون محصورة بيوم الجمعة فقط وإنها ستستمر في أنحاء البلاد واصفا اقتحام المسجد الأحمر بأنه سياسي صمم للحفاظ على موقع الرئيس مشرف العسكري. من جانبه تعهد رئيس وقف المدارس الدينية قاري حنيف جولندهري بمواصلة "مهمة" نائب إمام المسجد الأحمر -الذي قتل في الاقتحام- عبد الرشيد غازي ضد الرذيلة والعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وأكد نائب وزير الإعلام الباكستاني طارق عظيم – بحسب وكالة أسوشيتد برس - أن الحكومة اتخذت إجراءات لحماية حياة الناس والحفاظ على الأملاك العامة من التدمير. وقد وضعت قوات الأمن في حالة تأهب بمدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الذي ينتمي إليه غازي. كما نشرت السلطات عشرة آلاف شرطي في كراتشي كبرى المدن الباكستانية وعاصمة إقليم السند تحسبا لوقوع أعمال عنف وصدامات. وقد شيع عشرات من أهالي بلدة روجان جنوبي باكستان أمس جثمان عبد الرشيد غازي. وتوعد المشيعون الحكومة الباكستانية برد عنيف انتقاما لمقتل غازي واتهموها بمحاربة الإسلام. وأم صلاة الجنازة عبد العزيز شقيق غازي، الذي فر من المسجد مع بداية حصار الجيش على المتحصنين الذي دام سبعة أيام. وألقى عبد العزيز كلمة في التشييع قال فيها إن ما حصل خلال الأيام الماضية لم يكن خافيا على أحد، متوقعا نشوب ثورة إسلامية في باكستان. وقال "نضحي بأعناقنا لكننا لن ننحني للحكام الظالمين سنواصل نضالنا وهنالك ألف غازي ينتظرون الاستشهاد".