أجبرت المقاومة العراقية قوات الاحتلال البريطاني على مغادرة قاعدةٍ لها في محافظة "ميسان" بجنوب العراق كانت تتعرّض لهجمات يومية، وانتقلت تلك القوات إلى منطقة المستنقعات على الحدود الإيرانية العراقية. وبسبب هذا الانتقال سيضطر جنود كتيبة "رويال هوسارز" وعددهم 600، سيتخلّون عن دباباتهم من طراز "تشالينجر" ومركبات القتال المدرّعة ليستخدموا عربات "لاند روفر" مسلّحة بمدافع رشاشة فقط، حسب "رويترز". وقال الميجر تشارلي بيربريدج، المتحدّث باسم الجيش البريطاني ل"رويترز": "نقوم بإعادة توزيع قواتنا للتركيز على المناطق الحدودية والتعامل مع التقارير بشأن تهريب الأسلحة والشحنات الناسفة البدائية عبر الحدود". وأضاف: "سنعيش في الصحراء، سنكون متنقّلين وقادرين على توجيه ضربات متى نشاء، وسيكون عامل المفاجأة في صالحنا" على حدّ زعمه. وكانت كتيبة رويال هوسارز متمركزةً في معسكر "أبو ناجي" قرب مدينة "العمارة" عاصمة محافظة ميسان، والتي تضمّ عدداً كبيراً من مقاتلي ميليشيا "جيش المهدي" التابعة لمقتدى الصدر. وقال بيربريدج إنّ القاعدة كانت هدفاً لهجمات متكرّرة بقذائف "المورتر" والصواريخ منذ إنشائها في عام 2003، على الرغم من أنّ الهجمات لم تسفر سوى عن إصابات قليلة، على حدّ زعمه. وفي الوقت الذي نفى فيه أنْ تكون القوات البريطانية أُجبِرت على الخروج من "العمارة"، أقرّ المتحدث البريطاني بأنّ الهجمات كانت أحد الأسباب وراء قرار الانسحاب، وأنّ السبب الثاني هو أنّ العملية الجديدة لا تناسبها قاعدة ثابتة، على حدّ تعبيره. وقال: "معسكر (أبو ناجي) كان مستهدفاً، والهجمات كانت مصدر إزعاج وكانت أحد العوامل التي ساهمت في تخطيطنا لترك القاعدة". وأضاف: "ندرك أنّ الميليشيات في محافظة ميسان تستغلّ ذلك كمثالٍ بأنّنا طُرِدْنا من (أبو ناجي)". وقال بيربريدج إنّ مجموعة القتال الجديدة ستتشكّل من 600 مقاتل و"سوف تختفي في المستنقعات والصحراء" لإحباط عمليات التهريب من إيران، وستقوم مجموعة إضافية من الوحدة بدعمها من البصرة، على حدّ تقديره. وأضاف: "الأمريكيون يشعرون بالقلق إزاء تدفّق الأسلحة عبر الحدود، ولا نقول بأنها تتمّ برعاية دولةٍ ولكن هناك منطقة قبلية واسعة تمتدّ على جانبي الحدود وتُعَدّ الأسلحة تجارة مربحة للغاية في الوقت الحالي". وأشار المتحدّث باسم جيش الاحتلال إلى أنّ قوات أمنٍ عراقية ستكون مسؤولة الآن عن الأمن اليوميّ في "ميسان"، غير أنّه أكّد أنّ القوات البريطانية لم تُسلّم بعد السيطرة الأمنيّة بالكامل إلى العراقيين. وعلى صعيد أعمال المقاومة العراقيّة، قال الجيش الأمريكيّ إنّ جندياً أمريكياً هلك متأثّراً بجروحه بعد أنْ تعرّضت دوريته لهجوم مسلحين باستخدام نيران الأسلحة الصغيرة. كما هلك آخر في انفجار عبوةٍ ناسفة في منطقة "الأعظمية" شمال بغداد، مما أدّى أيضاً إلى تدمير آلية تابعة لقوات الاحتلال الأمريكية. ونقل مراسل وكالة "قدس برس" عن مصدرٍ أمنيّ قوله إنّ عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق في منطقة "راغبة خاتون" في "الأعظمية"، انفجرت أثناء مرور دورية أمريكية، ما أدّى إلى تدمير آلية عسكرية من نوع "همر"، وإصابة عددٍ من أفرادها بجروح. وعلى الفور سارعت تلك القوات إلى إغلاق المنطقة ومنعت أيّ شخصٍ من الاقتراب من موقع الانفجار، في وقتٍ شوهدت فيه مروحيّة أمريكية وهي تقوم بالتحليق في سماء المنطقة.