العديد من الاتصالات، تلقيتها خلال الأسابيع الماضية، من أصدقاء ومعارف من داخل العراق، جميعها تبعث السعادة في النفس، وتضيف الأمل إلى القلوب، وتنعش الصورة الثابتة، ورغم أن الاتصالات جاءت من مناطق مختلفة من العراق، إلا أنها تتحدث عن صورة واحدة، يمكن اختصارها بالآتي: إن الجهد المقاوم الذي يتبناه الرجال في العراق، يتوسع ميدانيا، ويزداد ضراوة ضد قوات الاحتلال الاميركي والبريطاني وسواها من قوات الاحتلال، وأن الهجمات تحصل بصورة يومية، سواء بتفجير مدرعات المحتل وكاسحات الالغام المتطورة ، باستخدام العبوات الناسفة، أو شن الهجمات بالاسلحة المحمولة، كما ان القناصين الابطال، يوقعون المزيد من الخسائر بين جنود الاحتلال الاميركي، حيث يصوبون فوهات بنادق القنص، لتحصد الرؤوس التي احتلت العراق وقتلت واعتقلت وأذلت وأهانت الآلاف من أبناء هذا البلد، وتزداد تفاصيل الروايات، التي لم يتحدث عنها الاعلام، الذي يخضع لسيطرة وهيمنة الولاياتالمتحدة، فتأتيك الأخبار عن هجمات صاروخية على قاعدة القوات البريطانية في مطار مدينة البصرة، وفرضت هذه القوات تعتيما تاما على الخسائر التي تلحق بها داخل هذه القاعدة، التي انهزمت اليها بعد ان تكبدت الكثير من الخسائر على أيدي أبناء العراق في مدينة البصرة الفيحاء. آخرون يتحدثون عن هجمات عنيفة ضد القواعد الاميركية في مدينة الرمادي وفي الثرثار والفلوجة، وأماكن اخرى، ويقول شهود العيان: إن الدخان يتصاعد إثر تلك الهجمات، وهناك من ينقل سماعه لصيحات الجنود الاميركيين وعويلهم وهم يتعرضون لهجمات المقاومة العراقية، حيث يواصلون حصدهم وإرسال الآخرين الى الولاياتالمتحدة بين جرحى ومجانين. من ديالي تأتي الأخبار، لتتحدث عن خسائر بين صفوف قوات الاحتلال، وهجمات يومية تستهدف دورياتهم وقواعدهم، وعلى مقربة من ديالي، تتعرض قاعدة البكر الجوية في ناحية يثرب التابعة لمحافظة صلاح الدين لهجمات بالأسلحة والقنص والعبوات الناسفة. في مدينة الموصل الحدباء، يوقع المقاومون الكثير من الخسائر بقوات الاحتلال، وبانتظار هزائم اكبر وأوسع، ولايختلف الأمر في مدينة العمارة والكوت والديوانية، فالجميع يتحدثون عن موقف عراقي واحد لطرد الاحتلال بعد انهاكه والحاق اكبر الهزائم به. اردت ان انقل بعضا من اتصالات الاصدقاء، التي تروي نتفا قليلة من الاحداث الكبيرة والهائلة، التي يقودها المقاومون في العراق ضد قوات الاحتلال.