وصلت إلى العاصمة الليبية طرابلس وفود الحكومة التشادية والجماعات المعارضة المسلحة للمشاركة في أول مفاوضات مباشرة بينهم. وتهدف هذه المحادثات التي ترعاها ليبيا إلى وضع حد للتمرد المسلح ضد حكومة الرئيس التشادي إدريس ديبي. ويشارك في المفاوضات ثلاث حركات مسلحة هي حركة الوفاق الوطني التشادي وتجمع القوى التشادية من أجل التغيير والحركة الديمقراطية من أجل التنمية. ويمثل الحكومة التشادية الرجل الثاني فيها وزير الدولة المكلف بالبنى التحتية أدوم يونوسمي. كما يشارك السودان في هذه المفاوضات من خلال سفيره في ليبيا. وقال تيمان أرديمي المتحدث باسم تجمع المعارضة – بحسب رويترز - إن الاجتماع المباشر بالوفد الحكومي سيبدأ يوم غد السبت. وأضاف أن الحكومة التشادية والجماعات المعارضة وافقت على الحضور إلى طرابلس تلبية لدعوة الزعيم الليبي معمر القذافي. من جهته قال رئيس الوفاق الوطني حسن الجيندي إننا حملنا السلاح فقط لأن طرق السلام سدت أمامنا, جئنا هنا لا لنستسلم لكن من أجل مصالحة شجاعة, إذا لم نجد هذا ستكون قواتنا جاهزة للمواجهة. أما وزير الشؤون الخارجية التشادي أحمد علام فقال مخاطبا المعارضة من له حقوق يمكن أن يتمتع بها ومن يريد العمل بالسياسة بوسعه تشكيل معارضة سلمية". واقترح القذافي – بحسب وكالة الأنباء الليبية - شراء أسلحة الجماعات المسلحة التشادية على أن تتحول هذه الحركات إلى أحزاب سياسية معارضة. وتقول جمعيات الإغاثة الأجنبية إن أعمال العنف تراجعت مؤخرا وبعض الفضل في ذلك يرجع إلى اتفاقات السلام التي أبرمت بين تشاد والسودان بوساطة القذافي والمملكة العربية السعودية. وكانت الخرطوم ونجامينا تتهمان بعضهما بدعم متمردي دولتيهما. ورغم إصرار الرئيس التشادي على مواصلة حربه المعارضة, فإنه دعاهم لإلقاء السلاح وفي ديسمبر الماضي وقع اتفاق سلام مع القائد محمد نور عبد الكريم وعينه وزيرا للدفاع. ويشن تحالف المعارضة التشادية هجمات كر وفر منذ أكثر من عام على قوات الحكومة التشادية شرقي البلاد. وشملت دائرة العنف الدامية هجمات على بلدات وغارة شنها المسلحون العام الماضي على العاصمة التشادية. وتطالب المعارضة الحكومة بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية لإبعاد ديبي عن السلطة التي حصل عليها عام 1990 وأعيد انتخابه العام الماضي في اقتراع تصفه المعارضة بأنه غير نزيه.