مدد وفد جامعة الدول العربية الذي يرأسه أمينها العام عمرو موسى, زيارته إلى لبنان يوما آخر لمواصلة جهود إقناع الأطراف اللبنانية بالعودة إلى طاولة الحوار الوطني. وقد اقترح موسى على الفرقاء استئناف الحوار الوطني المتوقف الذي كانت تشارك فيه 14 شخصية من المعارضة والحكومة منذ العام الماضي بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتوقف الحوار بسبب العدوان الصهيونى على لبنان في يوليو الماضي. ودعا موسى الفرقاء اللبنانيين إلى أن لا يفصلوا بين الملفات الراهنة سواء من ناحية الأمن أو تشكيل حكومة وحدة وطنية، لارتباطها ببعضها بعضا. وقال إن خطورة الوضع تتطلب تفادي وضع شروط مسبقة للحوار. وكان الأمين العام للجامعة قد اجتمع في وقت سابق اليوم مع زعيم التيار الوطني الحر ميشيل عون وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع والبطريرك الماروني نصر الله صفير. والتقى موسى اليوم الرئيس الأسبق أمين الجميل وسيلتقي في وقت لاحق مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. كما التقى عمرو موسى خلال الأيام الثلاثة الماضية الرئيس اللبناني إميل لحود وقائد الجيش ميشيل سليمان ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري, والتقى مجددا برئيس مجلس النواب نبيه بري بعد أن التقاه أول مرة الثلاثاء. وقال موسى في ختام جميع هذه اللقاءات إنه لمس إمكانية للحديث ولتبادل الأفكار بين أطراف الخلاف. برنار كوشنير عرض على اللبنانيين الحوار في باريس في تطور آخر قالت الخارجية الفرنسية إن الاجتماع الذي كان من المقرر أن يجرى بين أطراف الخلاف اللبنانية هذا الشهر قرب باريس سيعقد منتصف الشهر المقبل. وأوضح الناطق باسم الوزارة جان باتيست أن اللقاء لن يكون مؤتمرا بل هو اجتماع غير رسمي بسيط يعقد بمبادرة من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أطلقها في مايو الماضي لمساعدة الفرقاء على إخراج لبنان من أزمته السياسية الحادة حسب قوله. وكانت القوى اللبنانية الرئيسية ومن بينها حزب الله قد أعربت عن استعدادها للمشاركة في هذا الاجتماع.
اشتباكات عنيفة اليوم في مخيم نهر البارد وفي نهر البارد تجددت الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي فتح الإسلام. عند الأجزاء الشرقية من المخيم. جاء ذلك بعد أن أكد الجيش اللبناني سيطرته على جميع مواقع فتح الإسلام في الجزء الشمالي من المخيم. في هذه الأثناء تتواصل وساطة رابطة علماء فلسطين التي قالت إنها تنتظر ردا من الجيش على مبادرتها، وإن الجيش يشترط حتى الساعة تسليم زعيم الجماعة شاكر العبسي ونائبه المعروف بأبي هريرة. وقال مصدر سياسي فلسطيني إن إصرار الجيش اللبناني على استسلام قادة الجماعة يعرقل جهود الوساطة. وأوضح المصدر أن الأمور "تعقدت والمبادرة لم تنجح, ويبدو أن جبهة نهر البارد ستظل مفتوحة".
إغلاق نقطة "جوسية-القاع" الحدودية مع لبنان وفي دمشق قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إن سوريا لن تغلق حدودها مع لبنان إلا إذا وصلت الأمور إلى "حالة يستحيل فيها إصلاح العلاقات" بين البلدين. وتأتي هذه التصريحات في إطار قرار وزارة الداخلية السورية أمس إغلاق نقطة "جوسية-القاع" الحدودية مع لبنان بسبب استمرار المواجهات في شمال لبنان منذ أكثر من شهر، بعدما أغلقت يوم 20 مايو نقطتي حدود مع لبنان في العريضة والدبوسية مع بدء معارك في نهر البارد.
وزير الدفاع اللبناني يعلن انتهاء العمليات العسكرية ب"نهر البارد"!! بعد الاشتباكات التى دارت فى شرق المخيم أعلن وزير الدفاع اللبناني "إلياس المر" انتهاء عمليات الجيش اللبناني ضد مسلحي تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم "نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان, والمستمرة من 20 مايو الماضي. وقال "المر" في مقابلة مع تلفزيون (إل.بي.سي) اللبناني، أُذيعت على الهواء: إنه يمكنه أن يبلغ شعب لبنان أن العملية العسكرية في مخيم نهر البارد انتهت؛ بعد أن دمّر الجيش جميع مواقع المسلحين. وأشار إلى أن "ما يحدث في المخيم الآن هو أن أبطال الجيش يقومون بعملية تطهير وإزالة الألغام". وأضاف أن الوحدات العسكرية ستُبقي المخيم محاصرًا في الوقت الراهن؛ حتى استسلام كل عناصر "فتح الإسلام" بمن فيهم زعيم التنظيم "شاكر العبسي", بحسب ما أوردته وكالة "رويترز". وشدّد على أنه "يجب عليهم أن يستسلموا", معتبرًا أن "القول: إن العبسي قُتل لا يكفي.. إذا كان قد قُتل فليسلموا جثته". وكان الجيش اللبناني قد أكد في وقت سابق سيطرته على جميع مواقع "فتح الإسلام" في الجزء الشمالي من المخيم. وجاء إعلان الوزير اللبناني عن انتهاء العمليات بعد قليل من أنباء بأن الجيش اللبناني واصل قصفه المدفعي لمواقع "فتح الإسلام" في المخيم. وذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية أن القصف المدفعي تجدد قرابة الساعة الثامنة مساء اليوم الخميس، مستهدفًا مصادر نيران مجموعات "فتح الإسلام" التي انتقلت إلى تخوم المخيم القديم بعد أن انسحبت من معظم مواقعها الرئيسة في المخيم الجديد. وأدى القصف المدفعي إلى اندلاع حريق كبير في الشارع الرئيس لمخيم "نهر البارد" بالقرب من مبنى التعاونية، حيث مستودع للوقود، وارتفع عامود من الدخان في فضاء المخيم. كما اندلع حريق آخر عند المدخل الجنوبي للمخيم. وأشارت الوكالة إلى أن قصفًا استهدف تجمعًا لمسلحي "فتح الإسلام" على أطراف "حي سعسع" في المخيم؛ أسفر عن مقتل أربعة مسلحين بينهم أحد القادة الميدانيين للتنظيم "حسن أحمد حسن الملقب ب"حسن الدحل"، وإصابة 11 آخرين بجروح مختلفة. وأسفر القتال الذي اندلع في 20 مايو الماضي وتسبب في تدمير معظم المخيم عن سقوط ما لا يقل عن 166 شخصًا بينهم 76 جنديًا وأكثر من 60 مسلحًا ونحو 30 مدنيًا.