مواقف متهالكة من دون خدمات.. وموظفو السرفيس أصحاب سيارات وعمارات العشوائية والبلطجة هما القانون السائد فى المواقف.. والأموال المحصلة تذهب من الأبواب الخلفية شهدت مصر فى الفترة الأخيرة موجة إضرابات واحتجاجات من قبل سائقى الميكروباص اعتراضا على رفع قيمة الكارته المجمعة والسرفيس، وفى المقابل لا يوجد أى اهتمام من المسؤلين بالمواقف، رغم أن القانون ينص على 25 % من قيمة إيرادات الكارته تصرف على صيانة المواقف، بالإضافة إلى مجموعة مشكلات خاصة بمعاش العاملين بمهنة النقل البرى والتأمين الصحى وغيرها من المشكلات سوف نتعرف إليها خلال هذا التحقيق. مواقف بدون مظلات ولا حمامات لم يتم صيانتها منذ أن تم إنشاؤها، ونقابة تجنى الاشتراكات، وموظفو السرفيس والكارته بنوا عمارات و"فيلات"، وسائقون بلا تأمين ولا معاش. هكذا بدأ السائقون حديثهم مع "الشعب" واصفين مشكلاتهم التى دفعتهم هذه الفترة إلى الإضراب والاحتجاج. وصف محمد فوزى، سائق ميكروباص الأمور بالسيئة هذه الأيام، وخاصة فى ظل أزمة السولار التى تشهدها البلاد، وارتفاع سعره نتيجة عدم توافره، كما أن إدارة السرفيس قامت برفع سعر السرفيس من 280 جنيها فى السنة إلى 1200 جنيه، مما زاد من أعباء مهنة النقل. وأضاف فوزى: بالرغم من أنه يدفع الكارته المجمعة سنويا، يأخذ منه عمال الكارته يوميا وعلى كل دور، وهذا يعنى أنه يدفع الكارته مرتين؛ مرة مجمعة سنويا ومرة مجزئة يوميا، بالإضافة إلى أنه كثيرا ما يتم قطع ورقة من دفتر الكارته، ولكن الغالب والأعم أنه لا يقطع كارته ولا أحد يسأل عنها، وهنا لا أحد يعلم عن العامل شيئا، وعن الأموال التى يتم تجميعها، فتذهب إلى الأبواب الخلفية ولا أحد يعلم عنها شيئا. مواقف غير آدمية كما أكد حمادة عبد البديع، سائق ميكروباص أن جباية الكارته من السائقين يوميا بالألف، ولا يصرف منها شىء على المواقف، فالقانون ينص على أن يصرف على صيانة المواقف 25 % من قيمة إيرادات المواقف من الكارته والسرفيس، وهذا لم ينفذ منه ربع فى المائة؛ فمعظم المواقف -وخاصة مواقف الأقاليم من وإلى القاهرة الكبرى- لا يوجد بها مظلات ولا حمامات ولا استراحات، الكل فى العراء، والمواطن دائما يتحمل مطر الصيف وشمس الشتاء، فأين تذهب هذه الأموال؟! ونحن نسمع يوميا عن عمال الكارته؛ من امتلك سيارة ومن امتلك فيلا فى الساحل الشمالى ومن بنى عمارة، وكلها أموال فى النهاية منهوبة من دم السائقين، والمواطن هو الذى يدفع الثمن. وأضاف حمادة أن المواقف تخلوا تماما من وجود "نوتة" لإثبات الدور لتحقيق عدالة العمل، كما يتم مع مشرفى عمال السرفيس والكارته كل أسبوعين، وكل واحد يأتى بنظامه، كما يتم الاستعانة ببعض الأشخاص الذين لا ينتمون إلى المهنة بأية صفة، وقد يكونون فى بعض الأحيان بلطجية لحماية عمال الكارته من السائقين وتأديب من يعترض على دفع الكارته. جنيهان للقسم كما أكد معظم سائقى موقف حلوان أنهم يدفعون يوميا على كل سيارة جنيهين تحت بند قسم الشرطة، ومن يعترض على دفع هذا البند يحرم من دخول الموقف؛ لذلك اجتمع ممثلون عن أصحاب "الميكروباصات" بالقاهرة الكبرى فى حلوان الأسبوع الماضى لبحث مصيرهم حول أزمة السرفيس وطرق التصعيد للضغط على المسئولين من أجل حل مشكلاتهم. واتخذوا خلال الاجتماع عدة قرارات من بينها " تشكيل لجنة من جميع مواقف القاهرة الكبرى للمتابعة مع المسئولين لحل مشكلاتهم، وإرسال تلغرافات ومذكرة تفصيلية إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وتنفيذ الحكم الإدارى الصادر فى عام 2008 بخصوص إلغاء الكارته المجمعة. تشكيل نقابة مستقلة كما دعا علاء محمد نجيب –سائق– ومجموعة من السائقين إلى ضرورة إنشاء نقابة مستقلة تدافع عن حقوق السائقين والعاملين بالنقل البرى، خاصة أن النقابة الحالية لم يسمع عنها أحد فى ظل هذه الأزمة. كما أكد علاء أن معظم السائقين ملتزمون فى سداد اشتراكات النقابة السنوية والبالغ قيمتها 300 جنيه سنويا، إضافة إلى الاشتراك فى صندوق الزمالة والتكافل الاجتماعى، وعندما يقع أحد السائقين فى مشكلة لا نجد أحدا من النقابة إلى جانبنا، وكانوا دائما -على طول الخط- ضدنا لصالح الحكومة، كما أن معاش السائقين من النقابة لا يتعدى 120 جنيها شهريا، ولا يوجد تأمين صحى للسائقين، كل هذا ونحن نورد يوميا إلى خزينة الدولة ملايين الجنيهات تحصل من "الكارتات" على مستوى الجمهورية، ومن أجل ذلك نسعى إلى تشكيل نقابة مستقلة بالسائقين، وهذا مطلب كل العاملين بالنقل البرى. مشكلات بالجملة من جانبه أكد إبراهيم عطا الله مسئول كارته الأقاليم أن كثيرا من مواقف الجمهورية تعانى من مشكلات وخاصة فى نقص الخدمات. وعن تحصيل الكارته من السائقين أشار عطا الله إلى أن هذه الكارته يتم توريدها كل ثلاثة أيام إلى إيرادات السرفيس فى المحافظة، فعلى سبيل المثال يتم توريد ثلاثة آلاف جنيه كل ثلاثة أيام من موقف حلوان، مع تفاوت فى هذه النسبة بالزيادة والنقصان. وإذا حسبنا تلك النسبة نجد أن موقفا واحدا فقط فى حلوان يورد شهريا 30 ألف جنيه، وسنويا 360 ألف جنيه، وذلك من موقف واحد فقط فى حلوان، فما بالنا بباقى مواقف القاهرة الكبرى، بل الجمهورية!. ويضيف عطا الله: إن بعد الثورة سادت الفوضى كثيرا من المواقف، وخاصة فى تسجيل السيارات واستخراج خطوط سير لها، مما أدى إلى عشوائية فى العمل؛ فنجد خطًّا عليه عدد كبير من الميكروباصات وكذلك سيارات النقل العام، وخطًّا لا يخدم فيه سوى سيارات القطاع الخاص فحسب (الميكروباص)، مثل خطَّى الصف وأطفيح، فهذان الخطان لا يوجد بهما خطوط سير للنقل العام، مما يتسبب فى كثير من المشكلات. وعن تقطيع المسافات ورفع سعر الأجرة على بعض خطوط الأقاليم بالقاهرة الكبرى أكد عطا الله أن سائقى الميكروباص وخاصة فى ظل الغياب الأمنى لا يمكن السيطرة عليهم بالكامل، فنحن لا نزال فى حاجة إلى استعادة الأمن فى الشارع. موقف الجيزة وفى موقف الجيزة الذى يعانى من الكثير من المشكلات ويخلو تماما من أية خدمات، أكد مصدر فى إدارة السرفيس –رفض ذكر اسمه– أن موقف الجيزة به حوالى 76 خطًّا بين داخلى وخارجى يخدمون القاهرة الكبرى والمحافظات المجاورة، كل خط من هذه الخطوط يعمل به متوسط 150 سيارة ميكروباص بمعدل من 7 إلى 10 أدوار يوميا، يتم دفع كارته على كل دور جنيهين بمعدل من 15 إلى 20 جنيها كارته يوميا عن كل سيارة، وسيارات المحافظات تدفع كارته عالية لأنه يتم تحديد سعر الكارته بحسب المسافة، وإذا تم حساب هذه النسبة نجد فى المتوسط جملة أموال الكارته المحصلة من ميدان الجيزة تتراوح بين 150 ألف إلى 170 ألف جنيه يوميا. ويضيف المصدر: ورغم توريد هذه الأموال إلا أن ميدان الجيزة من أكبر ميادين الجمهورية التى تعانى من النقص الشديد فى الخدمات وخاصة فى الحمامات العمومية والمظلات. وعن مصير هذه الأموال أكد المصدر أنه يسأل عنها المحافظة التى يتم توريد هذه الأموال إليها يوميا ولا ندرى عنها شيئا.