ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الجمعة أن المخاوف من تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا تتسبب في عرقلة سير التحقيقات التي يجريها وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (إف بى آى) لتقصي الحقائق حول حادث الاعتداء على مقر القنصلية الأمريكية في مدينة ”بنغازي”الليبية. وأوضحت الصحيفة أنه بعد مرور 16 يوما على مقتل أربعة من أفراد البعثة الدبلوماسية الأمريكية في ليبيا من جراء ذلك الحادث على رأسهم السفير الأمريكي كريس ستيفنز, خشى موظفي وعملاء مكتب (إف بى آى) حيال ما يشبه حالة انعدام تام للأمن داخل البلاد دون ذهابهم إلى موقع الحادث، مما أجبرهم على مباشرة عملهم حول القضية من العاصمة الليبية طرابلس. وأشارت إلى ما جاء على لسان بعض المصادر التى تعمل على تلك القضية ومطلعة على سير التحقيقات بأن المحققين لديهم مخاوف بالفعل من الحالة الأمنية المتردية لدرجة تجعلهم عازفين عن المخاطرة بجلب وإحضار بعض شهود العيان من الليبيين فى مقر السفارة الأمريكية فى طرابلس ويلجأون عوضا عن ذلك إلى حلول اسمتها بال"سخيفة" تتمثل فى سؤال المواطنين المستقلين سيارات خارج مقر السفارة التى تعمل الآن تحت إدارة طاقم الطوارىء بعد أن تم إخلاء مزيد من الدبلوماسيين يوم الخميس الماضى لدواع أمنية. واعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الوضع الأمنى "الضعيف" فى ليبيا بعد عهد القذافى، حسب وصفها، قد ضاعف التحديات أمام محاولات تحديد ما إذا كانت جماعة محلية من المتشددين هى التى تقف وراء الاعتداء الذى استهدف مقر القنصلية الأمريكية أم أن الأمر يرتبط بمجموعات ومنظمات إرهابية دولية كما اقترحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون. ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الليبية أطلعت مكتب (إف بى آى) بعدم قدرتها على ضمانة سلامة وأمن المحققين الأمريكيين فى بنغازى، مما دفع محققى (إف بى آى) إلى إجراء تحقيقاتهم عن بعد، معتمدين فى ذلك على السلطات الليبية المحلية لتساعدهم فى تحديد وترتيب مواعيد لقاءاتهم مع شهود العيان لسرد تفاصيل الحادث والتعاون معهم فى التأكد من صحة أقوالهم. ونوهت بأن أحد العوامل المحورية الأخرى التى تعرقل من سير تحقيقات (إف بى آى) هى مخاوف شهود العيان الليبيين من الكشف عن هويتهم حساباتهم أمام الحراس الليبيين ممن يتولون حراسة المحققين الأمريكيين خشية من أن يتم تسريب محتوى شهاداتهم من قبل وينتقم منهم المعتدون على القنصلية.