فشل وزراء خارجية مجموعة الثماني في اجتماعهم أمس الأربعاء في بوتسدام في التوصل لتسوية بشأن وضع إقليم كوسوفو. وقالت تقارير صحفية إنه رغم أن قضية كوسوفو كانت إحدى أكثر الملفات إثارة للجدل في اجتماع بوتسدام فإن البيان الختامي اكتفى بالإشارة إلى أن الوزراء بحثوا مقترح الوسيط الدولي لكوسوفو مارتي أهتيساري. وأضاف البيان أنه في الوقت الذي لا تزال توجد فيه تصورات مختلفة بشأن جوهر المقترح وما يجدر القيام به لاحقا فإن المباحثات ستتواصل بهذا الصدد. وتنص خطة أهتيساري على امتلاك كوسوفو كل رموز الدولة الرئيسية من دستور ونشيد وطني وعلم مع بقاء الإقليم لفترة غير محددة تحت وصاية بعثة دولية بقيادة الاتحاد الأوروبي. ورغم طرحه سيادة واسعة لهذا الإقليم الذي تشرف عليه الأممالمتحدة منذ 1999 حرص أهتيساري في خطته على عدم ذكر استقلال كوسوفو. وجدد الرئيس الصربي بوريس تاديتش الثلاثاء بروما رفض بلاده استقلال كوسوفو قائلا إن حكومته مستعدة في أي وقت لاستئناف المفاوضات من أجل إيجاد تسوية مقبولة لدى الجميع. وبدورها نفت روسيا في وقت سابق تقريرا نشرته صحيفة كرواتية تحدث عن توصلها إلى حل وسط مع القوى الغربية بشأن مستقبل إقليم كوسوفو ووصفته بأنه غير صحيح. وفي سياق متصل أعلنت موسكو اليوم على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنها تعتبر إجراء محادثات مباشرة بين بلغراد وبريشتينا الحل الوحيد لمستقبل إقليم كوسوفو. ونقلت مصادر صحفية عن لافروف قوله إن مصير كوسوفو ومصير صربيا ككل يجب أن يتقرر من خلال إجراء محادثات مباشرة وليس في نيويورك أو بوتسدام أو أي منتدى آخر. وأكدت روسيا مرارا أنها لن تؤيد أي خطة لمستقبل إقليم كوسوفو غير مقبولة لبلغراد. ويرى المراقبون أن قضية كوسوفو ستكون حاضرة مجددا في جدول أعمال قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني التي ستعقد في ألمانيا الأسبوع القادم. وتتعجل الغالبية الألبانية في كوسوفو الاستقلال بعد ثمانية أعوام من الخضوع لإشراف أممي . يذكر أن الأممالمتحدة تدير كوسوفو الذي يشكل الألبان 90% من سكانه منذ نزاع 1998-1999 بعد عمليات قصف للحلف الأطلسي هدفت إلى وقف قمع القوات الصربية للألبان المسلمين على خلفية تطهير عرقي.