يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم بالعاصمة البلجيكية بروكسل اجتماعا لبحث تطورات الأوضاع في إقليم كوسوفو غداة إعلانه الاستقلال من جانب واحد، فيما ينعقد اجتماع مواز في مجلس الأمن الدولي للغاية نفسها. ومن المقرر أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بشأن نشر بعثة أمنية وقضائية مكونة من نحو ألفي رجل شرطة وقضاء في كوسوفو الشهر المقبل. وتتزايد المؤشرات على وجود صعوبات في التوصل إلى بيان مشترك حوله، موضحا أن الاستقلال تقبله غالبية دول الاتحاد وترفضه أقلية كأسبانيا وقبرص اللتين تخشيان من تكرار السيناريو نظرا لوجود أقليات تطالب بالانفصال. كما أشار إلى أن الأوربيين يخشون أن تعود منطقة البلقان كما كانت عليه من قبل تفتقد الأمن والاستقرار، لافتا إلى أن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا طالب زعماء كوسوفو بتحمل مسؤولياتهم من أجل استقرار الإقليم. وفي أول رد فعل من جانب جمهورية صربيا على إرسال بعثة أمنية وقضائية أوروبية إلى الإقليم، وجهت بلغراد احتجاجا رسميا إلى الاتحاد الأوروبي معتبرة قراره غير قانوني. وبدورهم، سارع الزعماء الصرب في كوسوفو إلى رفض البعثة الأوروبية ووصفوا مهمتها بالاحتلال. أعمال عنف وفي ذات الإطار، احتجت سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أمس لدى السلطات الصربية على رشق متظاهرين لسفارتها في بلغراد عقب إعلان استقلال كوسوفو، وتكسير نوافذها وانتزاع علم سلوفينيا وعلم الاتحاد الأوروبي عن المقر. وطلب وزير الخارجية السلوفيني ديمتري روبيل من نظيره الصربي فوك يريمتش اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين أمن السفارة والطاقم الدبلوماسي، فيما دعا رئيس الوزراء جانيز جانسا أمس جميع الأطراف في كوسوفو للتصرف بشكل مسئول وتحاشي القيام بأي نوع من أعمال العنف. ومن المتوقع أن يواجه إقليم كوسوفو نفسه خطر التقسيم، حيث هدد صربه بأنهم سيعلنون استقلالا موازيا. وتدير الأممالمتحدة كوسوفو منذ انتهاء النزاع (1998 1999) بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان. ويفترض أن تعلن الولاياتالمتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي اعترافها باستقلال الإقليم الذي تعارضه صربيا مدعومة من روسيا. علي ما أعلنت الشرطة مشيرة إلي فتح تحقيق في الحادث. معارضة وتأييد ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اليوم اجتماعا رسميا بناء على طلب روسي يحضره الرئيس الصربي لبحث الموقف من إعلان استقلال كوسوفو بعد أن فشل أعضاؤه أمس بالتوصل إلى موقف موحد. وكان مندوبو الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة أكدوا في بيان مشترك أن إعلان الاستقلال أصبح أمرا لا مفر منه بعد استمرار المفاوضات بين ممثلي كوسوفو وصربيا لسنوات دون نتيجة. وأعرب السفير البلجيكي لدى الأممالمتحدة يوهان فيربيكي في بيان باسم بلاده وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكرواتيا وألمانيا والولاياتالمتحدة عن أسفه لعدم تمكن مجلس الأمن من الاتفاق على الطريق للمستقبل مشيرا إلى أن هذا المأزق كان واضحا منذ أشهر كثيرة. وكان السفير الروسي لدي الأممالمتحدة فيتالي تشوركين قد أعلن الأحد أن روسيا تريد من بعثة الأممالمتحدة في كوسوفو (مينوك) اعتبار إعلان استقلال الإقليم من طرف واحد باطلا وملغي . وقال تشوركين للصحافة قبل عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بطلب منه سنشدد علي أن تطبق قيادة مينوك القرار 1244 ووثائق أخري علي علاقة. وبحسب هذه الوثائق، فمن الواجب اعتبار إعلان الاستقلال من طرف واحد باطلا وملغي . أما سفير بريطانيا جون ساويرس فأكد أنه لم يدعم أي بلد طلب روسيا اعتبار استقلال كوسوفو ملغى وباطلا الذي صرح به السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين قبل انعقاد الاجتماع. بوش يدعم الاستقلال وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في تنزانيا دعمه لخطة مبعوث الأممالمتحدة اهتيساري لاستقلال إقليم كوسوفو. وقال بوش في تصريحات صحافية بخصوص من جهتها جددت صربيا تأكيداتها على لسان رئيسها بوريس تاديتش أنها لن تعترف أبدا باستقلال كسوفو، وأنها سترد بكل الوسائل السلمية والدبلوماسية والشرعية لإلغاء هذا العمل الذي ارتكبته مؤسسات كوسوفو كما هاجم رئيس وزرائها فويسلاف كوستونيتشا بحدة الرئيس الأميركي جورج بوش. أما وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي يختتم في القدس زيارة للكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية استمرت يومين، فقد تمني حظا سعيدا لكوسوفو ، في حين طالبت روسياالأممالمتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي الأحد بالتحرك بدون إبطاء لإلغاء إعلان استقلال إقليم كوسوفو، في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وعبرت الصين عن قلقها العميق لقرار كوسوفو وخشيتها من انعكاسات سلبية خطيرة على السلام والاستقرار بمنطقة البلقان، فيما أعربت إندونيسيا القلقة من أن يحفز هذا الإعلان حركاتها الانفصالية رفضها لهذا الاستقلال، وحذر الرئيس التشيكي فاكلاف كلاوس في براغ من تأثير كرة الثلج الذي قد يؤدي إليه استقلال كوسوفو في بعض الدول الأوروبية.