استشهد اثنان من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس- فجر اليوم الأربعاء في قصف صهيوني استهدف عددًا من عناصر الكتائب بالقرب من مصنع أبو عيدة للباطون شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إن مجموعةً من عناصر القسام تعرَّضت لإطلاق صاروخ واحد على الأقل من طائرات الاحتلال الصهيوني بينما كانت تتمركز بالقرب من منزل المواطن عيسى حمودة بالقرب من مصنع أبو عيدة للباطون مما أدى إلى استشهاد العنصرين وتدمير واجهة البيت. وتأتي هذه الجريمة في إطار الاعتداءات الصهيونية على غزة والمستمرة منذ حوالي أسبوعين وأسفرت عن استشهاد حوالي 40 فلسطينيًّا وإصابة العشرات وتسبَّبت في تدمير العديد من المنازل. ولم تتوقف الاعتداءات على غزة فقط بل شملت أيضًا الضفة الغربية فقد قامت قوةٌ خاصةٌ من الاحتلال باقتحام بلدة كفر دان غرب مدينة جنين شمال الضفة وأعدمت محمد هشام مرعي قائد كتائب الشهيد أبو عمار والتي أعلنت عن نفسها كجناح عسكري جديد تابع لحركة فتح قبل يومين في جنين. وأشارت الأنباء إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على هشام من سفح جبل مقابلٍ للشارع الذي كان يسير فيه مما أسفر عن استشهاده فورًا. وجاءت هذه الجريمة بعد استشهاد العضو في كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح- عمر ظاهر عبد الحليم على يد قوات الاحتلال في مدينة رام الله مساء أمس. وقال شهود عيان إن قواتٍ صهيونيةً خاصةً حاصرت أحد المباني في شارع ركب وسط المدينة وأطلقت النار على عبد الحليم الذي كان عضوًا في القوة 17 فاستُشهد مباشرةً وبعد العملية اقتحمت العديد من الآليات العسكرية الصهيونية المدينة وحاصرت المنطقة التي وُجدت فيها القوة الخاصة التي قامت بتنفيذ الاغتيال مما أدى إلى إصابة 4 فلسطينيين. وفي تطور آخر اعتقل جيش الاحتلال زعيم الكتلة البرلمانية لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) جمال الطيراوي وأربعة من مرافقيه في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين قرب نابلس وهو أول نائب من فتح يعتقله الاحتلال الذي اعتقل في الضفة الغربية مؤخرا عددا من قياديي حماس. وقد انتقد وزير الإعلام الدكتور مصطفى البرغوثي- المتحدث باسم الحكومة- جريمة الاغتيال مضيفا أن جنود الاحتلال نفَّذوا عملية إعدام ميداني بحق الشهيد بعد أن أصابوه في رجله وسقط على الأرض في رام الله حيث قاموا بإطلاق النار على رأسه وجميع أنحاء جسده عن قرب وهو ملقى على الأرض في جريمة اغتيال بشعة يندى لها الجبين. وفي توثيق لجرائم الاحتلال الصهيوني أشار تقرير لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني في الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن في الأسبوع الماضي الواقع بين يومي 22/5 و29/5/2007م قامت قوات الاحتلال بارتكاب 1634 انتهاكًا بحق الفلسطينيين مما أسفر عن سقوط 18 شهيدًا و80 جريحًا. وأضاف التقرير أن عدد الانتهاكات الصهيونية منذ بداية العام 2007م بلغ 27241 انتهاكًا. وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار باتجاه المواطنين والممتلكات 90 مرةً، كما نفذت تلك القوات 40 حملةَ اعتقالٍ أسفرت عن اعتقال 126 مواطنًا إلى جانب 76 حملة مداهمة تم خلالها شن 223 عملية اقتحام. وأشار إلى أن قوات الاحتلال قامت خلال الأسبوع الماضي ب45 حملة لإقامة الحواجز العسكرية المؤقتة- المعروفة باسم الحواجز الطيارة- في الضفة الغربية قامت خلالها بنصب 109 حواجز. وسجَّل التقرير أن قوات الاحتلال أغلقت العديد من الطرق والمعابر في وجه المواطنين والبضائع 347 مرةً، بالإضافة إلى تجريفها أراضي المزارعين 3 مرات. وقد استمرت ردود المقاومة الفلسطينية على تلك الانتهاكات حيث أعلنت كتائب القسام عن أن وحدة الرصد في كتائب القسام تمكَّنت من تحديد تحرك قوة راجلة صهيونية واعتلائها أحد المنازل شمال بيت حانون. وقالت الكتائب في بيان لها إن قوةً خاصةً من عناصر القسام تقدمت بعد ذلك إليها وحاصرتها قبل قصف المكان الذي توجد فيه القوات الصهيونية الخاصة بقذيفتي "آر بي جي" المضادتين للدروع والأفراد. وأضاف البيان أن عناصر القسام تمكَّنوا من إصابة القوة الصهيونية مشيرًا إلى أن منفذي العملية انسحبوا من المكان بعد تنفيذ مهمتهم بنجاح.موضحة أن هذه العملية تأتي ردًّا على تقدم القوات الصهيونية في أطراف بيت حانون الشمالية وتصديًا للعدوان المتواصل على أبناء شعبنا الفلسطيني. وأعلنت الكتائب مسئوليتها عن إطلاق 13 قذيفة وصاروخًا على المغتصبات والمواقع العسكرية الواقعة جنوب الكيان الصهيوني في تواصل لعمليات إطلاق الصواريخ التي تقوم بها مختلف الفصائل الفلسطينية والتي أسفرت عن إطلاق مئات القذائف والصواريخ على الكيان؛ مما دفع الكثير من سكان تلك المناطق إلى الفرار وزاد من الأزمة الداخلية التي تعانيها الحكومة الصهيونية برئاسة إيهود أولمرت. وفي آخر الاحتجاجات الصهيونية تظاهر قرابة 300 صهيوني مساء أمس من أصحاب المحالّ التجارية داخل مغتصبة سيدروت والكيبوتزات المجاورة لقطاع غزة بالقرب من مفرق "نيرعام"، مطالبين أولمرت بتقديم استقالته. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية إن المتظاهرين تجمَّعوا على الرغم من تحذير السلطات الصهيونية لهم من أن التجمع قد يعرِّضهم لتساقط الصواريخ وقد هتف المتظاهرون سنعلن إفلاسنا قريبًا.. فلا يوجد مشترون.. فلا بيع ولا شراء كما أحرقوا إطارات السيارات!! وفي إطار المواقف السياسية أعلن رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت أمس الثلاثاء رفضَه اقتراحَ التهدئة المتبادلة بين الفلسطينيين والكيان، والذي عرضه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت سابق. وقال أولمرت- في كلمة له أمام الكنيست- لن نعقد أي تسوية مع حماس والجهاد الإسلامي فيما يتعلق باستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه أهداف صهيونية. وكان عباس قد اقترح تهدئةً من 10 نقاط تبدأ بتوقف الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ باتجاه الكيان في حين يتوقف الاحتلال عن الاعتداء على قطاع غزة على أن يتم البدء في الإجراءات التتفيذية للتهدئة فور إعلان الأطراف المختلفة قبولهم لها على أن تمتد التهدئة إلى الضفة الغربية بعد شهر من تاريخ بدئها في غزة. وتشمل وقف كل عمليات الاغتيال والمطاردات والاعتقالات في كل من الضفة وغزة وحلّ مشكلة المطاردين والمبعدين الفلسطينيين ووضع تفاهمات شرم الشيخ التي توصَّل إليها عباس ورئيس الحكومة الصهيوني السابق أرييل شارون عام 2005م موضع التنفيذ. وفي إطار آخر أعلن عباس أمس أنه سيلتقي أولمرت في السابع من يونيو القادم للمرة الأولى منذ 15 أبريل الماضي. وقال عباس- في ختام لقاء عقده في غزة مع رئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بوتريج إن لقاءاتنا مع الصهاينة يجب أن تتواصل وفي هذا الإطار سأعقد لقاءً مع أولمرت في السابع من يونيو المقبل. وقد أكدت الحكومة الصهيونية انعقاد هذا اللقاء دون أن يشير أيٌّ من الطرفين إلى مكانه. من ناحية أخرى حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأسرة الدولية من محاولة إضعاف حماس. وقال مشعل - في مقابلة مع الجارديان البريطانية - إن الوقت في مصلحة الشعب الفلسطيني. نحن على حق وقضيتنا عادلة. يأتي ذلك في الوقت وصل فيه إلى القاهرة وفد من حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي وعضوية عماد العلمي ومحمد نصر من مكتب الحركة في دمشق للمشاركة في اجتماعات مع المسؤولين المصريين لمناقشة الوضع الفلسطيني الداخلي والتهدئة مع الكيان الصهيوني . وكان وفد فتح برئاسة عزام الأحمد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني أجرى أمس محادثات بشأن نفس الموضوع في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وينتظر أن يلتقي ظهر اليوم وفد حماس مع عددٍ من المسئولين المصريين لبدء إجراء المباحثات . يُشار إلى أن فريقًا من المسئولين المصريين- يقوده اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة- يجري لقاءاتٍ مع حركتي حماس وفتح ضمن جهوده للتَّقريب في وجهات النظر بين الحركتين في القضايا الخلافية المطروحة بين الجانبَيْن.