أعدت صحيفة "تشينا ديلى" الصينية تقريرا عن الزيارة التى يقوم بها الرئيس محمد مرسى حاليا إلى الصين، موضحة أن عددا من المحللين يرون أن الزيارة تعكس رغبة النظام المصرى الجديد فى تنويع تحالفاته على المستوى الدولى، على عكس السياسة التى تبناها الرئيس المخلوع حسنى مبارك والتى قامت فى الأساس على موالاة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأبرزت الصحيفة التصريحات التى أدلى بها المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الصينية والذى أكد أن بلاده تعطى اهتماما كبيرا للزيارة، موضحا أنها سوف تشهد توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين الجانبين. وأضافت الصحيفة أن مرسى يسعى لتحقيق قدر من الدبلوماسية المتوازنة خاصة وأن زيارته للصين تعد أولى زياراته الخارجية لدولة من خارج منطقة الشرق الأوسط، موضحة أنه سوف يتوجه فى الوقت نفسه إلى الولاياتالمتحدة فى سبتمبر القادم لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال دونج مانيوان نائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية إن جدول الزيارات الخارجية التى سوف يقوم بها مرسى خلال المرحلة المقبلة يعكس إلى حد كبير أن الأولوية لدى النظام المصرى الجديد يتمثل فى النجاة من الأزمات الحالية التى تعيشها مصر، بالإضافة إلى تحقيق التنمية كما أنه يعكس من ناحية أخرى الرؤى التى تتبناها دول الشرق الأوسط تجاه الصين. وقالت الصحيفة إن الصين تمثل أهمية كبير فى الوقت الراهن بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، موضحة أن زيارة مرسى الذى شغل منصب الرئيس فى مصر منذ أقل من شهرين، تعكس كذلك رغبته فى تحقيق الاستقلالية لبلاده وتحريرها من تبعية الولاياتالمتحدة. وأضافت أنه بالرغم من ذلك إلا أنه من المتوقع أن يسعى النظام المصرى للاحتفاظ بعلاقات قوية مع الجانب الأمريكى خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن الولاياتالمتحدة تقدم حوالى 2 مليار دولار كمساعدات سنوية للقاهرة، بالإضافة إلى المساعدات العسكرية الأخرى. من ناحية أخرى ألقت الصحيفة الصينية الضوء على زيارة مرسى لطهران والتى من المقرر أن تعقب زيارته الحالية للصين، وذلك لحضور قمة عدم الانحياز، موضحة أن مثل هذه الزيارة تعد علامة فارقة ومهمة فى علاقات البلدين، خاصة وأنها الأولى التى يقوم بها رئيس مصرى لطهران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. وقال الخبير الصينى مانيوان فى تصريحات أبرزتها الصحيفة إن الوقت ربما يكون غير مناسب لإعادة العلاقات مباشرة بين القاهرة وطهران، موضحا أن العوامل الإقليمية والسياسية بالمنطقة خاصة فى ظل الموقف المتردى فى سوريا، بالإضافة إلى النفوذ الذى تحظى به الولاياتالمتحدة ربما لا يسمح بذلك الآن. إلا أن الخبير الصينى أشاد فى الوقت نفسه بالتحركات الدبلوماسية التى يتبناها مرسى فى الوقت الراهن، موضحا أن ذلك سوف يؤدى إلى استعادة مصر لدورها الرائد كقوى إقليمية بارزة فى العالم العربى. وفى نهاية تقريرها أوضحت "تشينا ديلى" أنه بالرغم من السعى المصر للحصول على مساعدات من الولاياتالمتحدة ودول الخليج وصندوق النقد الدولى، إلا أنه على المدى الطويل سوف يلجأ المصريون نحو تقوية علاقاتهم مع بكين، والتى يمكن الاعتماد عليها فى حالة لجوء النظام المصرى إلى عدم الاعتماد على القوى الغربية الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة