بقلم: د.م. إبراهيم عبد الفتاح عبد الحميد لم أعاصر أجواء النكسة التى هزمت فيها كل الجيوش العربية، وخسرنا أراض ضخمة وتحطمت جيوش بمعداتها بالكامل لصالح العدو الصهيونى، ولكننى تألمت لها ولجنودنا البواسل الذين قتلوا بدم بارد ودفنوا فى مقابر جماعية داخل رمال سيناء الساخنه. كانت اسباب الهزيمة فى مصر واضحه للعيان وهى ترهل قيادة الجيش وتفرغها لاقامة الحفلات والبزنيس والفساد والنساء. خسرت مصر سيناء فى حرب الستة ايام وخسرت قبلها كرامتها وهيبتها حتى جاء نصر اكتوبر العظيم على ايدى رجال محترفين تفرغوا لمهمة القتال فشيدوا معجزات حربية كبرى لم تراها الامه منذ حروب التتار. مذبحة رفح هى الاخرى لها طعم النكسه والهزيمه فقتل معظم جنود الوحدة العسكرية المكلفه بحماية و حراسه احد المعابر الحدودية مع العدو الصهيونى كانت تتطلب المزيد من اليقظه والاحترافية وتطبيق البروتوكول الميرى والقرأنى المتمثل فى قوله تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا وهى ما تعرف بصلاة الخوف التى امر الله بها المؤمنين وقت الحرب. فالتف جنودنا البواسل حول مائدة الافطار جميعاً ضباطاً وجنود لتناول لقيمات وغفلوا عن اسلحتهم لحظات فمال الاهاربيون عليهم ميله واحدة لنفيق على مذبحة بشعه تفقد بها مصر حفنه من افضل رجالها. لم يكن الحال بأفضل من ذلك مع قادة الاسلحة و المخابرات العامة و الحربية الذين تفرغوا هم ايضاً لامور السياسة وتهاونوا مع التحذيرات الاسرائيلية ولم يقوموا هم ايضاً بدورهم المنوط بهم من جمع للمعلومات من مصادر مختلفه ومن عملائهم وسط الجماعات الارهابية وتحليلها وتجنب تلك العمليات القذرة، بل وتوجية حملات استباقية لها ووئدها فى المهد، قادة حرس الحدود لم ينتبهوا للامر ولم يكلفوا انفسهم برفع حالة التأهب بين الجنود المرابطين فى سيناء او حتى التفتيش على القوات المرابطه على الحدود وفحص جاهزيتهم فى الاوقات الحرجة مثل وقت الافطار وخلافه. الاهمال والاستخفاف بأرواح جنودنا البواسل وصل الى درجة ترك الجنود على الحدود المصرية الاسرائيلية بدون دشم واماكن للاقامه الادمية ومعدات والاكثر من ذلك تركهم بدون طعام و مياه ليتسول جنودنا الطعام والمياه من الدوريات الاسرائيلية على حد وصف تقرير امريكى. مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها اكثر من 70 شاب مصرى حدثت فى عدم وجود رئيس منتخب وفى وجود المجلس العسكرى الحالى والى الان لم تسفر التحقيقات عن شىء سوى تعليق الامرعلى شماعة مشجعين المصرى البورسعيدى والامر الان يتكرر واجزم انهم لن يتوصلوا الى الجناه الفعلين وسبب ذلك هو الاندفاع فى غير موضع وسيطرة روح الانتقام بعد الحادث مباشراً ليدفع الثمن اهالى سيناء وغزة. المذبحة حدثت فى وجود رئيس منتخب كنا نتوقع منه القيام بدورة فى محاسبة المسئولين الاصلين عن الحادث وهم من وجهه نظرى ليسوا الارهابين بالدرجة الاولى ولكن هم مديرى المخابرات العامه والعسكرية ووزير الدفاع وقائد حرس الحدود. ان لم يعاقب المخطىء بعد الثورة فأى نهضة ننشدها ونحن نائمون فى العسل نتحرك فقط فى الكوارث ولا نتجنبها. * كلية الهندسة الالكترونية – جامعة المنوفية الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة