نفى مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أن يكون لدى حكومة الخرطوم أية شروط مسبقة للحوار مع فصائل التمرد في إقليم دارفور المتوتر غرب البلاد والتي لم توقع على اتفاق أبوجا للسلام في مايو الماضي. وقال إسماعيل- في مؤتمر صحفي في السفارة السودانية في أبو ظبي- إن الحكومة السودانية ارتكبت خطأً بتوقيعها اتفاقية أبوجا مايو الماضي مع فصيل واحد من الفصائل المتمردة في دارفور في إشارةٍ إلى جناح مني آركو ميناوي في حركة تحرير السودان مؤكدًا أن ذلك تسبَّب في الدفع بالفصائل التي لم توقِّع على الاتفاق إلى إضعاف الفصيل الذي قام بالتوقيع عليها. وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية الحكومية في إقليم دارفور قال مستشار الرئيس السوداني إنه من حق الحكومة الدفاع عن نفسها ضد الحركات المسلَّحة في الإقليم حتى وإن كان باستخدام الطائرات العسكرية. وحول الانتقادات الليبية للاتفاق الذي تم توقيعه بين السودان وتشاد في السعودية قال إسماعيل إن الحكومة السودانية قادرةٌ على تجاوز سوء الفهم الذي حدث مع ليبيا حول التحركات السعودية في الفترة الأخيرة مشيرًا إلى أن الدور السعودي يأتي في إطار ترؤسها للقمة العربية. كما أعرب عن تقدير الحكومة السودانية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على انتباهه المبكر لأزمة دارفور ودوره في الوصول لحلٍّ مع قيادات الإدارة الأهلية في دارفور. وأضاف أنه لا يمكن النظر لجميع هذه الأدوار بحساسية مؤكدًا التزام الحكومة السودانية بقرارات قمة طرابلس الأخيرة بين حكومته والفصائل المسلَّحة في دارفور كما أشار إلى أن أهمية دور السعودية للسودان يرجع إلى كونها أكبرَ دولةٍ عربيةٍ تساعد السودان في الشئون الإنسانية. وفي سياق متصل قال الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب: إن هيئة جمع الصف الوطني التي يرأسها قامت بزيارات لدارفور؛ حيث تعرَّفت على رؤى المواطنين كما التقت بزعماء المتمردين بالداخل والخارج وتعرَّفت على مقترحاتهم لحل الأزمة. وأضاف – بحسب الجزيرة- أن هناك الكثير من المطالبات لتوسيع اتفاق أبوجا ليتضمن مطالب الفصائل التي لم توقع عليه مشيرا إلى أن زعماء الحركات السياسية يعكفون حاليًا على توحيد أحزابهم السياسية في بوتقة واحدة وقال إن هذا سيؤدي إلى تسهيل عملية التفاوض الحكومية معهم. وقال سوار الذهب: إن هيئة جمع الصف الوطني قد حقَّقت نجاحًا في جهودها لجمع كل الأطراف السياسية السودانية في مائدة حوار للتباحث حول القضايا الأساسية في البلاد، وأضاف أن الهيئة استمعت لرؤى كل الأطراف بشأن التوافق الداخلي، وصاغت منها أجندةً للتفاوض، وقامت بتسليمها لكل من الحكومة والمعارضة، موضحًا أن "أقوى دليل" على الاستجابة للمبادرة هو اللقاء الذي جمع زعماء المعارضة السودانية- من بينهم زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وزعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي وزعيم الحزب الشيوعي محمد إبراهيم- مع الرئيس عمر البشير في الخرطوم قبل أيام. ونفى سوار الذهب أن يكون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من مهام هيئة جمع الصف الوطني، وقال إن الهدف الرئيسي للهيئة هو جمع الأطراف في "لقاء جامع" يتم فيه وضْعُ الأُطُر حول ما يجب القيام به لتحقيق المصالحة الشاملة في السودان.