أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير تنحيه عن قيادة حزب العمال والحكومة، كاشفاً أنه سيتقدم باستقالته إلى ملكة بريطانيا فيما سيشهد الحزب انتخابات رئاسية جديدة في 27 من شهر يونيو المقبل. وكان بلير قد تحدث من مقره الانتخابي امام حشد من مؤيديه ، استعرض فيه انجازات حكومته خلال فترة السنوات العشر الماضية. وذكّر بلير الحضور الذي احتشد في المقر بإنجازاته في مجال الصحة والتعليم قائلاً : (( أي حكومة تستطيع أن تدعي ذلك سوى حكومتي؟ )) من جهة أخرى استعرض بلير السياسة الدولية لبلاده في سيراليون وكوسوفو معتبراً أن هجمات11 سبتمبر في عام 2001 ووجود ثلاثة آلاف قتيل في شوارع نيويورك، شكل مفصلاً دفعه إلى الوقوف إلى جانب من وصفهم بأنهم "حلفاؤه" في الشأنين العراقي والأفغاني. وقال : إن الإرهابيين لن يتراجعوا عن المعركة التي يخوضونها – على حد زعمه - معتبراً أن الحرب الحالية "حرب إرادات" مطالباً بعدم التراجع عن خوضها ووصف البريطانيين بأنهم " أعظم أمة في العالم " . وكان بلير قد أبلغ أعضاء حكومته ، بأنه يعتزم التنحي عن منصبه كرئيس للحكومة وكزعيم لحزب العمال، بعد أن استمر في هذا المنصب لمدة تصل إلى نحو عشر سنوات. وقال الناطق الرسمي باسم بلير، إن رئيس الحكومة سيلقي بياناً على أعضاء حكومته بشان مستقبله كزعيم لحزب العمال، ومن المقرر أن يغادر إلى دائرته الانتخابية في "سيدغفيلد" شمالي إنجلترا، ليلقي كلمة إلى عامة الشعب . وكانت شعبية، بلير، وهو أول زعيم عمالي يكسب الانتخابات العامة ثلاث ولايات متعاقبة، قد تراجعت مؤخراً إلى أدنى مستوياتها، حيث أظهر استطلاع حديث أن شعبية حزب العمال تراجعت هي الأخرى إلى أدنى مستوى لها، منذ تولي بلير رئاسة الحكومة في العام 1997. ويعزو البعض هذا التراجع إلى العلاقة الخاصة التي تربط بلير بالرئيس الأمريكي جورج بوش، وخوضه الحرب العدوانية مع الولاياتالمتحدة على العراق، فضلاً عن فضيحة " المال مقابل الألقاب"، التي جعلته أول رئيس وزراء يخضع للتحقيق في قضية فساد.