من المتوقع أن يصل عامل الإغاثة الفرنسي إريك دامفيروفيل الذي كان معتقلاً لدى حركة طالبان الأفغانية إلى بلاده اليوم السبت بعدما أعلنت الحركة أنها أطلقت سراحه لتنتهي أزمة الرهينتَين الفرنسيَّين اللذَين كانا محتجَزَين لدى طالبان منذ 3 أبريل الماضي . وقالت طالبان في بيان لها إنها "أطلقت سراح المواطن الفرنسي أمس الجمعة في مقاطعة مايواند في قندهار وسلَّمته لشيوخ القبائل الذين سلَّموه بدورهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة. وبررت الحركة قرارَها بأنه جاء بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي حول أفغانستان والتي قال فيها إن بلاده لن تبقى في أفغانستان إلى الأبد وهو ما اعتبرته الحركة مؤشرًا على قرب انسحاب الفرنسيين من البلاد الأمر الذي يتفق مع المطالب التي كانت قد أعلنتها الحركة بعد اختطاف الرهائن. وكانت الحركة قد دعت إلى انسحاب قوات الاحتلال الفرنسي من أفغانستان مقابل إطلاق سراح دامفيروفيل وزميلته سيلين كورديسييه اللذَين يعملان في منظمة "أرض الطفولة" الفرنسية غير الحكومية العاملة في مجال إغاثة الأطفال، واعتقلتهما الحركة يوم 3 أبريل الماضي في ولاية نيمروز جنوب غرب البلاد قرب الحدود مع إيران وأمهلت السلطات الفرنسية أسبوعًا لتنفيذ المطلب، ثم أطلقت سراح سيلين كورديسييه، ثم بعد ذلك مدَّدت الحركة المهلة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الفرنسية، وفي أثناء الحملات السياسية للانتخابات أطلق ساركوزي تصريحاته حول أفغانستان وإن لم يربطها بقضية المعتقلين. وقد أكدت الخارجية الفرنسية نبأ إطلاق سراح الرهينة، وسوف يكون وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في استقبال الرهينة المفرَج عنه، كما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نبأَ الإفراج عن دامفيروفيل، وقال نائب رئيس بعثة الصليب الأحمر في أفغانستان فرانز روشينستاين: "لقد استلمنا الرهينة.. الخبر صحيح وبإمكاني تأكيده". وبالتزامن مع ذلك استمرت الاحتجاجات الشعبية ضد حلف شمال الأطلنطي "الناتو" الذي يحتل أفغانستان بعدما تزايدت الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان أثناء عمليات الحلف ضد حركة طالبان، وقد أبدى سكان مدينة جريشك في ولاية هلمند استياءً واسعًا من العمليات خلال اجتماع لحاكم الولاية أسد الله وفا مع وجهاء المنطقة برعاية قوات الناتو. وكانت آخر مجازر الناتو ما وقع في بلدة سنجين حيث قتلت قوات التحالف 40 مدنيًّا بالإضافة إلى عمليات اقتحام المنازل التي تقوم بها قوات الاحتلال، بالنظر إلى قيام الناتو بعمليات التفتيش أثناء وجود النساء في المنازل، وهو ما يثير حفيظة الأفغان. وعلى الرغم من تلك الاحتجاجات فقد استمرت قوات الاحتلال في القيام بعملياتها في المنطقة حيث أعلنت مصادر في قوات التحالف- الذي تقوده الولاياتالمتحدة- عن مقتل 10 من أعضاء حركة طالبان في عملية جرت أمس إلا أن تصريحات مصادر الاحتلال تبقى محلَّ شكٍّ؛ لأن ضحايا عمليات القوات الأجنبية التي تحتل البلاد يكونون في الغالب من المدنيين، وهو الأمر الذي تؤكده لجان تحقيق مستقلة.