- الأحكام جاءت معكوسة وفقدت ما تبقى من مصداقية للقضاء - رأي عام مستنير بدأ يتشكل من المقارنة بين شفيق ومرسي وصف الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج القضاء المصري "الكبار الذين يتصدرون المشهد الآن" عقب صدور الأحكام الصادمة بأنه لم يكن يوماً ما قضاءً نزيهاً أو مستقلاً أو شامخاً ما دام يعمل في ظل نظام مستبد وفاسد. وأكد حارص أن القضاء المصري بعد الثورة يعمل لصالح الفلول والنظام القديم الذي تربي وترعرع في ظل امتيازاته المادية والمعنوية التي فصلته عن معاناة الشعب والكادحين، وظهر أمام العالم كله شعب يثور بأكمله ضد مصداقية القضاء وفقدانه الثقة فيه. وقال حارص أن الشعب لم ولن ينسى أن تباطؤ وتواطؤ القضاء المصري في محاكمة مبارك وعصابته منذ اللحظة الأولى بعد الثورة وأثناء رئاسة شفيق للوزراء بهدف ضياع واتلاف الأدلة وتهريب الأموال، وأن كل ما تم من جانب النائب العام والمجلس العسكري كان بضغط المليونيات وليس رغبة في العدالة، كما أن الشعب لم ولن ينسى تهريب المجرمين الأمريكان المتهمين في قضايا منظمات المجتمع المدني، وانحراف اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في تحويلها لقانون العزل السياسي الى المحكمة الدستورية من دون اختصاص لتمرير دخول شفيق في سباق الانتخابات الرئاسية. ووصف حارص الحكم بأنه حكماً معكوساً أعطى البراءة في القضايا المؤكد إدانتهم فيها (الفساد المالي واستغلال النفوذ للتربح) وأدانهم في القضايا التي ضاعت فيها الادلة وأتلفت حتى يحصلوا على البراءة في النقض. ولفت حارص إلى سرعة غضبة الجماهير واحساسهم بفقدان الثقة في الأحكام وخروجهم باعداد كبيرة في كل المحافظات حتى قبل تفهمهم للحكم وحيثياته ما يعني اهتزاز أو ضياع صورة القضاء عند الشعب المصري، ودعا حارص إلى أهمية وسرعة تطهير وتحرير القضاء الذي اعتبره حارص – على حد وصفه- المعوق الرئيسي في نجاح الثورة، مشيراً إلى أن القضاء المصري يضم كثير من الشرفاء القادرين على الأخذ بمبادرة التطهير من داخله حماية لصورته وصورة مصر أمام العالم. ووصف حارص موقف الإعلام المصري بالمشرف من هذه الأحكام الصادمة حينما قام بتغطية غضب ومسيرات الجماهير من كل المحافظات، وترك للمحللين مساحة كبيرة لم تكن متاحة من قبل لصالح الثورة والقوى الوطنية الأخرى في مواجهة الفلول ومرشحهم، وعبر حارص عن فخره بالصحف المصرية التي صدرت اليوم اشبه بيوم 12 فبراير رحيل المخلوع من السلطة. وتوقع حارص تخلي وسائل الإعلام عن كثير من أساليب توجيه المواطنين لصالح مرشح الفلول وتجنبها لاساليب تزييف إرادة الناخبين التي اتبعتها بالجولة الأولى وخاصة ما يتعلق باستخدام العلم الحديث لتزييف إرادة الناخبين عن طريق استطلاعات الرأي العام، والتي أبرزت قبيل الانتخابات مباشرة بالجولة الأولى تصدر مرشح الفلول للمركز الأول في 4 استطلاعات لصحف (الأهرام) و(الشروق) و(المصري اليوم) و(مجلس الوزراء)، بينما حل الدكتور مرسي بالمركز الخامس وفي إحداها بالمركز الاخير، متسائلاً: كيف يكون هذا علمًا والدكتور مرسي تصدَّر المشهد الأول في النتيجة الفعلية للانتخابات؟؟!! ويلفت حارص النظر إلى أن جولة الإعادة تشهد الآن -من واقع معايشته للقرى والنجوع-تحركات واجتماعات ستظهر الى العلن آخر الاسبوع الحالي، ويشارك فيها قيادات الحزب الوطني المنحل في كل أقاليم مصر، وخاصةً 8 محافظات في الصعيد، بالإضافة إلى محافظة الشرقية والغربية والمنوفية والقليوبية التي حصل فيها مرشح الفلول على عموم الأصوات، ويتم توظيف المال السياسي في هذه المحافظات بشكل خطير يستلزم تدخل القانون. ويرى حارص أنه ثمة رأي عام مستنير بدأ يتشكل من المقارنة بين شفيق والدكتور مرسي، والذي تمركز حول سؤالين مهمين: كيف يتم انتخاب شفيق والثورة قامت بإسقاطه عندما كان رئيسًا للوزراء؟، وما الصورة التي ستظهر عليها مصر أمام العالم في حالة أن جاء شفيق؟ خاصة بعد أن علَّقت كبرى الصحف الكندية على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية قائلةً: بهر المصريون العالم مرتين: الأولى حين انتفضوا وقاموا بالثورة لإسقاط النظام المستبد.. والثانية حين صوَّت نحو 5 ملايين مواطن لصالح ابن النظام المخلوع ليحتل المرتبة الثانية في سابقةٍ لم يفعلها شعب لم ينتهِ بعد من حالته الثورية!!! الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة