أكدت تقارير صحفية أن الكيان الصهيوني قام بسرقة أرشيف وثائق عراقية عبر الولاياتالمتحدة، خاصة الأرشيف الذي عثر عليه في أقبية مبنى المخابرات العراقية والخاص باليهود في العراق. وكانت القوات الأمريكيةالمحتلة قد استلمت النسخ الأصلية لعدة وثائق عراقية قديمة بموجب محضر رسمي بينها وبين "هيئة الآثار والتراث" ثم نقلته إلى الولاياتالمتحدة ل"إجراء الصيانة" له على أن يسلم إلى الجانب العراقي في منتصف عام 2006. ورغم مرور 6 سنوات على موعد التسليم فلا تزال الوثائق العراقية "مسجونة" فيما يشبه "غوانتانامو ثقافية" يحرسها الأمريكان، على حد توصيف البعض. وذكرت تسريبات صحافية أن الكيان الصهيوني يقف وراء "سرقة" هذا الأرشيف باعتبارها المستفيد الأول من سرقته، وقد أشار إلى ذلك صراحة نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي الذي قال: "إن العراق تعرض لأكبر عملية نهب وسرقة لوثائقه وكنوزه التاريخية وإن الكيان الصهيوني ضالع بالجريمة". وكشف خبراء آثار أن الأرشيف اليهودي العراقي يحتوي على قرابة 3 آلاف وثيقة و1700 تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود في العراق وهما السبي البابلي الأول والسبي البابلي الثاني، إضافة إلى آثار يهود العراق الموجودين أصلاً في هذه الأراضي آنذاك. كما يحتوي الأرشيف أيضًا على آثار تعود إلى أزمان أبعد من العهد البابلي، أهمها أقدم نسخة ل"التلمود" وأقدم نسخة ل"التوراة" ومخطوطات أخرى، ولهذا السبب احتفظت الحكومة العراقية السابقة بهذه الآثار في مبنى المخابرات العامة، على حد قول الخبراء. وأكد خبراء أن سعي الكيان الصهيوني للحصول على أرشيف اليهود في العراق هو لتأكيد فرضيته التي تدَّعي أن اليهود هم بناة برج بابل مثلما هم بناة الأهرامات في مصر، كما يقول البعض: إن الكيان الصهيوني يسعى إلى تزوير التاريخ بما يخدم مصالحها في المنطقة. وشرح مدير عام دار الكتب والوثائق العراقية الدكتور سعد بشير إسكندر أن "القوات الأمريكية عمدت إلى إخراج السجلات والوثائق التي تعود إلى عهود مختلفة وتم خزنها في 48 ألف صندوق وحاوية". وأكد أن "الولاياتالمتحدة تحتفظ حاليًا ب90% من الأرشيف العراقي الذي يقدر بالملايين، ويشتغل عليه باحثون وجامعات بطريقة غير قانونية". من جانبه، قال وكيل وزارة الثقافة الأستاذ طاهر الحمود ل"العربية. نت": "إن مباحثاتنا المستمرة مع الجانب الأمريكي تصطدم دائمًا بحواجز التسويف والمماطلة الشديدة". وذكر أن معلومات وزارة الثقافة تشير إلى أن 70% من الأرشيف المذكور مؤلف من وثائق باللغة العبرية و25%بالعربية و5% بلغات أخرى. وتطالب جهات عدة خاصةً لجنة الثقافة البرلمانية حاليًا وزارة الخارجية ووزارة الثقافة بتكثيف جهودهما لاسترجاع الأرشيف الوطني. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة