أى دولة تتكون من شعب وأرض وتاريخ. وكان قدر الدول العظيمة دوما، أنها مطمع للطامعين، وكنز للناهبين. فقد تعرض الشعب المصرى على مر التاريخ لعمليات نهب ممنهجة، وقد تناولت فى مقالين سابقين كيف تم نهب لعقول مصر بصفتهم قاطرة التنمية لأى أمة. اذا كان هذا هوقدر العلماء ، فهذا لا يقلل من أهمية بقية أبناء الوطن الذى يشكل كل فرد فيه عضو فى جسد الوطن. فهذا الشعب المسالم تعرض للنهب على مر التاريخ، قد قتل أبناؤه فى حروب لا ناقة له فيها ولا جمل احيانا و أحيانا أخرى دفاعا عن أرضه و عرضه وحريته و ثوابته. و ليس ببعيد عنا من فقدناهم من خير جنود مصر ومدنييها بل وأطفالها فى تصدينا للاعتداءات الغاشمة للعدو الصهيونى الفاجر، ومازالت ذكرى مذبحة بحر البقر وقتل الأسرى بدم بارد بل وصلت الخسة الى دفن الأسرى أحياء وسط صمت العالم الذى يدعى أنه حر. انتهاء بأرواح شهداء واصابات الثوار الأطهار فى ثورة 25 يناير التى لولاها ما تمكنت من كتابة مقالى هذا دون ملاحقة أمنية. وبمناسبة المنافسة الشرسة بين مرشحى رئاسة الجمهورية و التى يتنافس فيها السيد عمرو موسى الذى احتل منصب وزير الخارجية لمدة عشر سنوات نناقش اليوم موضوع الأسرى المصريين لدى العدو الصهيونى. فقد اتهم اللواء صلاح سليم الخبير الاستراتيجي في الندوة التى أقامتها نقابة الصحفيين بالإسكندرية مارس 2007 الحكومات المصرية المتعاقبة بالتهاون فى فتح ملف الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل فى حربى 1967 و 1973 ( احمد حسن بكر (المصريون) : بتاريخ 23 - 3 - 2007 ). وأكد أن اللوم يقع على الحكومات المصرية المتعاقبة أولا ، مشيرا إلى أن فيلم روح شاكيد الذى عرضه التلفزيون الإسرائيلى مؤخرا مأخوذ عن كتاب صدر فى إسرائيل عام 1994 باسم (روح شاكيد ) حيث ذكر مؤلفه فى الصفحة 149 تفاصيل قتل الأسرى المصريين على يد أفراد كتيبة( روح شاكيد) والتى كان يرأسها وقتها بنيامين بن اليعازر( صديق و مستشار الرئيس المخلوع مبارك). وقال إن الحكومة المصرية عندما أرسلت إلى رئيس الوزراء الاسرائيلى وقتها إسحاق رابين مطالبة التعويض ، جاء رده بالقول " إن تهمة القتل سقطت بالتقادم حسب القوانين الإسرائيلية، ومن ثم لا يحق لمصر المطالبة لا بفتح تحيق أو المطالبة بأى تعويضات " وسكتت مصر كما يقول اللواء صلاح سليم . وأشار سليم إلى أن الاتفاقيات الدولية كاتفاقية لاهاي 1907 و جنيف 1949 أو البروتوكولات الإضافية لجنيف تؤكد على عدم سقوط جرائم الحرب بالتقادم. وأكد سليم أن قتل إسرائيل للأسرى ليس قاصرا على ال 250 جنديا الذين اشار اليهم الفيلم الوثائقى الاسرائيلى ( روح شاكيد ) ، وإنما عدد الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل قد يتجاوز 5 ألاف جندى مصرى ، مشيرا إلى ما كشفته الصحافة الاسرائيلة عام 1995 عن قتل إسرائيل ل49 من عمال المناجم المصريين والسودانين فى سيناء ، وكشفهم عن وجود مقابر جماعية للأسرى المصريين فى وادى ميدان جنوب مستشفى رأس سدر ن ومقبرة الحسن فى يئر سبع بإسرائيل مدفون فيها رفات 100 ضابط وجندى مصرى ، وكذا المقابر الجماعية للأسرى المصريين فى منطقة القصبة ومعسكر البرازيل ، وكذا مقابر متناثرة على طريق القصيمه , بالإضافة إلى مذبحة ( نخل ) ، وكذا مجزرة مزرعة الموزعام 1956 بالقرب من منطقة الحسنة والتى نفذها أريل شارون داخل احد الوحدات الطبية وقتل فيها 24 جندى مصرى جريح بالإضافة للطبيب والممرضتين. وكشف أيضا عن مجزرة أخرى وقعت فى 7 يونيو 1967 فى منطقة فحم المغارة حيث قتلت القوات الإسرائيلية حوالى 272 من المهندسين والعمال المصريين العاملين فى هذا المنجم . كما أشار إلى تعمد إسرائيل فى 15 / 7/1967 قتل 366 من المدنيين فى حى الثلاثين بالإسماعيلية ، وفى 27/9/1967 قتل الطيران الإسرائيلى 148 طفلا من أطفال المدارس فى الإسماعيلية وأصاب 653 آخرين. وانتقد اللواء صلاح سليم المجلس القومى المصرى لحقوق الإنسان والذى يرأسه الدكتور بطرس غالى (المتزوج من شقيقة زوجة إسحاق رابين ) لتجاهله قضية مقتل الأسرى المصريين وجرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين منذ نشأته وحتى الأن. كماانتقد الحكومة المصرية لعدم انضمامها للمحكمة الجنائية الدولية ، وقال" إن عدم انضمامنا إلى تلك المحكمة خطأ غير مقبول " لأنه لا يمكننا الآن التقدم اليها للتحقيق فى مقتل الأسرى المصريين ، أو التحقيق فى جرائم الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين المصريين". وقال " إن مصر ارتكبت خطأ أخر غير مقبول بالتوقيع على بروتوكول مع أمريكا تتعهد مصر بمقتضاه بعدم القبض على أو تسليم أى مدنى أو جندى أمريكى يمر بالأراضى المصرية ويكون متهما بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ،ومطلوب من المحكمة الجنائية الدولية " . وطالب سليم المواطنين ومنظمات المجتمع المدنى بالتحرك وتقديم بلاغات إلى النائب العام لفتح تحقيقات فى هذا الموضوع ، ودعى لإنشاء لجنة قومية لجمع البيانات والمعلومات ، ومراجعة الوثائق الموجودة فى الخارجية المصرية ووزارة الدفاع المصرية عن هذا الموضوع . السيد عمر موسى المرشح لرئاسة الجمهورية الذىمازال يتباهى بدوره فى وزارة الخارجية طوال عشر سنوات، هل لك أن تبين لشعب مصر ماذا صنعت و أنت على رأس الدبلوماسية المصرية فى هذا الشأن ؟؟؟؟؟ ثم ماذا أنت فاعل لو حدث( لا قدر الله) و تم انتخابك رئيسا للجمهورية؟؟؟؟؟؟؟ د. سامي عبد اللطيف الأستاذ بكلية علوم الأزهر E.mail: [email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة