عثر مواطن من منطقة الشيخ زويد في العريش في سيناء على أشلاء جثث في مقبرة جماعية، وأبلغ الجهات الامنية التي ضربت طوقاً أمنياً شديداً على مكان المقبرة. وبعد أن أعلنت القاهرة أمس اكتشاف مقبرة جماعية، مرجحة أن تكون «لجنود وأسرى مصريين قتلتهم إسرائيل في حرب (يونيو) 1967»، تراجعت عن الإعلان الرسمي. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر أمني لم تسمه أن «أحد المواطنين في الشيخ زويد عثر الأربعاء على مقبرة جماعية تضم بعض رفات الجنود المصريين، وتم إبلاغ الجهات المعنية التي تولت استكمال الحفر بحثاً عن بقية الرفات». وأكد «العثور على بعض الأعضاء البشرية من أيدٍ وأرجل وجماجم، علاوة على عدد من الخوذات والأحذية الخاصة بالجنود». وأوضح أن «المعلومات الأولية تشير إلى أنها (المقبرة) من آثار حرب حزيران 1967». وأضاف: «ثبت وجود مجموعة من المقابر الجماعية تضم رفات الجنود والأسرى المصريين الذين قامت إسرائيل بقلتهم ودفن بعضهم أحياء أثناء انسحابهم بعد انتهاء الحرب». غير أن الوكالة ألغت خبرها بعد أقل من نحو ساعة. وربط مراقبون بين اكتشاف تلك المقبرة والفيلم الوثائقي «روح شاكيد» الذى بثه التلفزيون الإسرائيلي في (مارس) الماضي ويعرض اعترافات ضابط إسرائيلي من وحدة «شاكيد» بقيام أفراد وحدته بقتل 250 جندياً من وحدة «كوماندوز» مصرية في مدينة العريش، وعرض لمقاطع من إطلاق النار عليهم وهم عزل، خلال حرب يونيو 1967. وتوترت العلاقات المصرية - الإسرائيلية بعد بث الفيلم وطالب نواب مصريون بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل، واستنفرت الدوائر الرسمية في محاولة لاحتواء الموقف بعد أن ووجهت بانتقادات حادة من صحف معارضة ومستقلة، كما سعت الدوائر الإسرائيلية أيضاً إلى احتواء الموقف بعد توتر العلاقات، وأُلغي اجتماع بين رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان ورئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، فضلاً عن توجيه رسالة «شديدة اللهجة» من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني يطالب فيها بمحاكمة قتلة الأسرى المصريين.