شهد الكونجرس الأمريكي جلسة مثيرة، أدلت خلالها جيسيكا لينش المجندة السابقة التي أُسرت خلال خدمتها في العراق، وكيفن تيلمان، شقيق الجندي بات تيلمان الذي خدم وقتل في أفغانستان بنيران صديقة، ورفاق له من جنود الاحتلال الأمريكيين، بشهاداتهم عن حقيقة ما جرى في أرض المعركة، مناقضين بذلك معلومات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إزاء هذا الشأن. وقال الجندي بريان أونيل - آخر جندي شاهد تيلمان قبل أن يقتل بنيران جندي أمريكي آخر، وليس بنيران معادية - للمشرعين الأمريكيين: إن رؤساءه حذروه من عدم إفشاء سر كيفية مقتل زميله خاصة لأسرة القتيل. وقال أونيل: إنه كان يرغب في الإفصاح عن الحقيقة لكيفين، شقيق بات الذي كان في دورية عسكرية خلف دورية بات أثناء وقوع الحادث عام 2004 م في أفغانستان. وأوضح أونيل في شهادته أنه شعر بالصدمة عندما أمرته قيادته بعدم إبلاغ أسرة تيلمان بالحقيقة التي كانوا يرغبون في معرفتها، وذكر أونيل: أن المسؤول الذي أصدر الأوامر هو قائد كتيبته المقدم جيف بايلي. وأضاف أمام النائب الديمقراطي هنري واكسمان رئيس لجنة الإشراف والرقابة الحكومية في مجلس النواب الأمريكي "كان واضحاً تجاهي بأنني سأكون في ورطة، سيدي، إذا تحدثت مع كيفين" وأبلغته أن الحادث كان نتيجة نيران صديقة. يُشار إلى أن قيادة جيش الاحتلال الأمريكي كانت أصدرت "رواية مفبركة" قالت فيها: إن تيلمان مات "موت الأبطال"؟!! وهو يشن هجوماً مضادًا ضد مسلحين في جبال أفغانستان، وفق ما قاله كيفين تيلمان، شقيق الضحية. من جهتها شددت المجندة السابقة جيسيكا لينش - التي خدمت في العراق وتصدرت رواية أسرها وتحريرها في العراق عناوين وسائل الإعلام - بأن جيش الاحتلال الأمريكي كذَب فيما تعلَّق برواية أسرها. وقالت لينش في شهادتها: إنها بعد تعرض حافلتها لهجوم في 23 مارس 2003 م في العراق، أصيبت بكسر في الذراع والقدم والعمود الفقري. وأضافت أن رواية الجيش بأنها قاتلت حتى آخر رصاصة غير صحيحة على الإطلاق؛ لأن مسدسها قد امتلأ بالرمال، ولأن هذا الأمر نزل عليها نزول الصاعقة عندما عادت إلى وطنها للعلاج حيث وجدت نفسها أسيرة وسائل الإعلام التي واصلت تكرار رواية "البنتاجون". وأوضحت أن دوريتها التي كانت في منطقة الناصرية لمحت مسلحين في الشارع وعلى أسطح المباني المحيطة، وأنه سرعان ما قتل ثلاثة من جنود الاحتلال الأمريكي جراء قذيفة صاروخية انفجرت في الحافلة، فيما قتل ثمانية آخرون في الاشتباك الذي اندلع إثر الهجوم الصاروخي لتستيقظ لاحقاً في إحدى غرف مستشفى صدام العام. وقالت: عندما استيقظت لم أكن أعرف أين أنا، كما لم يمكنني الحراك.. لم أكن قادرة على طلب النجدة من أحد، وأضافت أن الممرضات في المستشفى حاولن التخفيف عنها، كما حاولن في احدى المراحل إعادتها إلى الأمريكيين إلا أن المحاولات باءت بالفشل. وأوضحت المجندة السابقة: أنه في الأول من أبريل قدِمت قوات الاحتلال الأمريكية لأخذها، وشرحت قائلة: "دخل جندي إلى الغرفة، ونزع العلم الأمريكي عن ذراعه وسلمني إياه وقال لي: "نحن جنود أمريكيون ونحن هنا لأخذك إلى الوطن" نظرت إليه وقلت: "نعم، أنا أيضاً جندية أمريكية". من جهته قال واكسمان: إن الجيش الأمريكي "اخترع" الروايات عن تيلمان ولينش، مضيفاً "أن أقل ما يمكن أن ندين به للجنود وأسرهم، هو إطلاعهم على الحقيقة، وهو ما لم يحصل مع أشهَر جنديين في العراق وأفغانستان". الجدير بالذكر أن بات تيلمان كان نجماً رياضياً تخلى عن الشُّهرة مع نادي أريزونا كاردينالز لكرة القدم الأمريكية لخدمة بلاده في أفغانستان. وأصبحت لينش بطلة في نظر الأمريكيين بعد أن صوّر الجيش الأمريكي ما أسماه "عملية دهم جريئة" على المستشفى لتحرير المجندة، رغم أن الممرضات والموظفين كانوا قد صرحوا أن المستشفى كانت خالية من القوات العراقية ساعة عملية الإنقاذ المزعومة؟!!. وكان الجيش الأمريكي زعم أن لينش تعرضت لإطلاق النار والطعن خلال معركة مسلحة عنيفة مع القوات العراقية أودت بحياة أحد عشر من زملائها الجنود ليتم الكشف لاحقاً عن الحقيقة وهي أن لينش لم تطلق رصاصة واحدة خلال القتال؛ لأن مسدسها امتلأ بالرمال؟!!.