أفادت تقارير صحفية بمقتل 4 حتى الآن معظمهم بطلق ناري حي، وسقوط 91 مصابًا في اشتباكات حي العباسية السبت. وقال الدكتور محمد فتوح - رئيس جمعية أطباء التحرير -: إن عدد القتلى الذين حصرهم أطباء الجمعية هم 4 حتى الآن معظمهم بطلق ناري حي. وأوضح فتوح أن الجمعية لم تشارك بكامل قوتها منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الأحد في اعتصام وزارة الدفاع، وإنما كانت هناك مشاركات من أفرادها في المستشفيات الميدانية التي تم إنشاؤها، وهم من حصروا تلك الأعداد من القتلى والمصابين، حسبما نقلت "بوابة الأهرام". وأضاف فتوح أن الاجتماع الذي دعت له الجمعية اليوم بمسجد النور يأتي من أجل وضع الأسس حول إنشاء مستشفى ميداني مجهز وآليات العمل؛ تحسبًا لتطور الأوضاع في ظل استمرار الاعتصام وتعرضه لاعتداء فجر اليوم، ما أسفر عن أعداد كبيرة من الإصابات يصعب حصرها بدقة. وقد أكد د.هشام شيحة - وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي - أن مستشفيات "الدمرداش والحسين الجامعي والنزهة" استقبلت أمس 14 مصابًا خلال الاشتباكات التي وقعت بالعباسية، بينهم إصابات بطلقات خرطوش، في الوقت الذي أُسعف فيه 77 مصابًا بقسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى دار الشفاء، في حين لا توجد أي حالات وفاة بين المصابين. وأضاف أنه للمرة الأولى يتم الاعتداء على سيارة إسعاف، حيث تحطمت إحدى السيارات التي كانت تقوم بنقل مصابين بسبب رشقها بالطوب، في حين لم تقع إصابات بين المسعفين. وقد سادت حالة من الهدوء الحذر في محيط وزارة الدفاع صباح اليوم الأحد، وذلك بعد توقف الاشتباكات بين المتظاهرين والبلطجية بشارع امتداد رمسيس وميدان العباسية، الأمر الذي انعكس على حركة المرور التي عادت تدريجيًّا في الاتجاهين القادم من ميدان رمسيس في اتجاه العباسية، والاتجاه القادم من شارع العروبة في اتجاه ميدان رمسيس. وفي السياق ذاته، طاف المتظاهرون المكان بسيارة تحمل مكبرات صوت في أرجاء ميدان العباسية، وذلك لمطالبة زملائهم بضرورة العودة إلى مقر اعتصامهم بشارع الخليفة المأمون، خاصة بعد توقف الاشتباكات، وانسحاب البلطجية. وعلى الجانب الآخر، تراجعت قوات الجيش إلى منتصف شارع الخليفة المأمون أمام مقر المدينة الجامعية القريبة من وزارة الدفاع، حيث تمركزت جنود الشرطة العسكرية وجنود الصاعقة مجهزين بالدروع والعصي خلف الأسلاك الشائكة، يليهم عدد من المدرعات، فيما كانت تتمركز تلك القوات منذ صباح السبت الماضي أمام مدخل جامعة عين شمس. من جانبهم، عاد عدد كبير من المتظاهرين في مسيرة من امتداد شارع رمسيس إلى شارع الخليفة المأمون حتى وصلوا إلى نقطة تمركز قوات الجيش، ورددوا هتافات مناهضة للمجلس العسكري منها "يا أبو دبورة ونسر وكاب إحنا إخواتك مش إرهاب" و"ابعت ابعت بلطجية مش هتنسينا القضية.. القضية مش شاويش والعسكري مظلوم في الجيش" و"الجيش المصري بتاعنا والمجلس مش تبعنا" و"المجلس صدرنا في وش الجيش"، يأتي هذا فيما لجأ عشرات المتظاهرين إلى مسجد النور لأخذ قسط من الراحة بعد أدائهم صلاة الفجر. ولاتزال الاشتباكات تتجدد من حين لآخر، ما أدى إلى انتشار المعتصمين في كل الأماكن المؤدية إلى ميدان العباسية، تخوفًا من عودة البلطجية في أي وقت. إلى ذلك، دعت الجبهة السلفية المواطنين بالنزول إلى ميدان العباسية لحماية الأبناء الأبرار الذين خرجوا بصدورهم العارية يطالبون بالحرية للوطن من استبداد العسكري وحماية مستقبل مصر من لجنة الانتخابات الرئاسية المزورة. وأكدت الجبهة في بيان لها أن الاشتباكات الدائرة حاليًا في محيط وزارة الدفاع ليست مع أهالي العباسية، وإنما مع بلطجية مجهولين لا ينتمون للمنطقة نهائيًّا، وأن أهالي العباسية يساعدون المعتصمين في القبض على البلطجية المسلحين. وأشارت الجبهة إلى أن هناك مسيرة تحركت من مسجد الفتح برمسيس باتجاه وزارة الدفاع، وهناك تجمعات ضخمة تستعد لنصرة المعتصمين السلميين الذين يواجهون الموت على يد هجوم بلطجية وعصابات طنطاوي ومجلس قيادة الثورة المضادة على المعتصمين العزل، في ظل تعتيم إعلامي مستمر على الأحداث. وكتب الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح - المرشح الرئاسي المصري الذي حصل على دعم حزب النور والدعوة السلفية أمس السبت - على موقع تويتر يقول: "حماية المتظاهرين السلميين واجب الدولة... الصمت على فض اعتصام سلمي بالقوة جريمة". وفي ظل الهجوم المفاجئ من البلطجية على المعتصمين، واستخدامهم للحجارة والزجاج وقنابل المولوتوف الحارقة، إلى جانب استخدام قنابل "المونة" وهي عبارة عن: كرات من الأسمنت والبارود بداخلها صواميل ومسامير وزجاج مكسر وبارود، عمِدَ المعتصمون - وغالبيتهم من أنصار حازم أبوإسماعيل وحركة "ثوار بلا تيار" - إلى تكسير الأرصفة لاستخدامها في الرد على هجمات البلطجية وأهالي منطقة العباسية، فيما يواصل عدد من أهالي العباسية الهجوم بالزجاج والألعاب النارية في اتجاههم. جدير بالذكر أن الاشتباكات اندلعت مساء أمس السبت بين عدد من البلطجية وبين المعتصمين الذين طاردوهم حتى ميدان العباسية، لينضم عدد من أهالي منطقة العباسية إلى جانب البلطجية، كما وصل عدد من سيارات الإسعاف إلى مقر الاعتصام، وأصر المعتصمون على احتجازها واستخدام محتوياتها كمستشفى ميداني لإسعاف الجرحى الذين يزداد عددهم بمرور الوقت.