أدت الاشتباكات التي اندلعت بين الميليشيات المتناحرة غربي ليبيا لليوم الثالث على التوالي إلى مقتل 16 شخصًا وإصابة 81 بجراح وقال مسئول ليبي في تصريحات أوردتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم : إن ميليشيات من داخل منطقة زوارة التي تسكنها أغلبية أمازيغية على ساحل البحر المتوسط، تبادلت إطلاق النيران بالأسلحة الثقيلة مع مقاتلين من منطقتي الجميل ورقدالين المجاورتين لها. من جانبه، أكد أيوب سفيان عضو المجلس المحلي في زوارة أن رجلاً قام بقتل وإصابة 5 أشخاص من زوارة، مشيرًا إلى أن ممثلين من الجيش الوطني حاولوا التوسط في وقف لإطلاق النار، ولم يصمد الاتفاق. وأضاف سفيان أن مقاتلي زوارة توقفوا عن إطلاق النار، لكن ميليشيات الجميل ورقدالين لم توقف القصف لذلك تلقى مقاتلو زوارة أوامر بالهجوم. يشار إلى أن المواجهات بين الطرفين بدأت الأحد الماضي، عندما أطلقت مجموعة من رجال زوارة يمارسون رياضة الصيد النار على شخص من ميليشيات الجميل دون قصد. وكان الآلاف من الليبيين قد نزحوا نحو الجمهورية التونسية المجاورة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في بلادهم على إثر تزايد المواجهات المسلحة. وذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أن المعبرين الحدوديين التونسيين "رأس الجدير"، و"الذهيبة" سجلا حركة كبيرة منذ تجدد المعارك بين مقاتلين من مدينتي "زوارة" و"جميل" في غرب ليبيا على الحدود مع تونس. وأشارت إلى أن تدفق الليبيين على تونس الذي بدأ ليلة الأحد - الاثنين تطور بشكل لافت على مستوى معبر "رأس جدير"، حتى "تراوح عدد الوافدين الليبيين بين 10 و12 ألف مسافر في 24 ساعة". وقال شاهد باتصال هاتفي مع يونايتد برس إنترناشونال: إن تدفق الليبيين على تونس تواصل امس الثلاثاء على مستوى معبر "رأس جدير"، وذلك في موجة أعادت إلى الأذهان تلك الموجات من الليبيين الذين هربوا إلى تونس أثناء المعارك العنيفة بين الثوار وكتائب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وأضاف أن المئات من السيارات الليبية ما زالت تنتظر في طابور طويل انتهاء الإجراءات لدخول الأراضي التونسية عبر المعبر الحدودي "رأس جدير" الواقع على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة.