ارتفع عدد القتلى إلى 50 شخصًا في الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام بين ميليشيات متناحرة في جنوب ليبيا إلى وسط مدينة سبها رابع أكبر مدن البلاد رغم انتشار قوات الجيش. وقال إبراهيم مصباح - الطبيب في المستشفى الرئيس -: إن القتال بين مسلحين من سبها وآخرين من جماعة التبو العرقية امتد إلى وسط المدينة. وقال مسؤول بوزارة الداخلية: إن الجيش أرسل 300 جندي متمركزين في جنوب ليبيا للمساعدة في تهدئة الوضع. وأضاف أن 300 جندي آخرين غادروا طرابلس يوم الثلاثاء للمساعدة, وفقًا لرويترز. وقال مقاتل من سبها يدعى عويدات الحفناوي: إن القوات الحكومية وصلت إلى سبها وإنها "في وسط الاشتباكات". وأضاف: "نعرف أنهم هنا لمحاولة حل المشكلة وليس للقتال، ثمة تقارير غير مؤكدة بأنهم انسحبوا من المدينة". وقال عبد المجيد سيف النصر ممثل سبها بالمجلس الوطني الانتقالي: إنه قرر الاستقالة احتجاجًا على ما وصفه بعدم قيام المجلس بما يكفي لوقف العنف. وكان رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل قد اتهم الدول الغربية بالتخلي عن بلاده فور سقوط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وبعدم دعمها بصورة كافية في الوقت الحاضر. وفي ندوة نظمتها المنظمة الأمريكية "جيرمان مارشال فاند" في بروكسل قال جبريل: "التخلي عن ليبيا خطأ مميت". وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد ذكرت أن الشعب الليبي دخل في نضاله مرحلة الشفاء والازدهار بعد خروجه من حطام عصر القذافي، وأخذت الخطوط العريضة لمستقبل الصراعات السياسية تتشكل. وقالت الصحيفة في تقرير لها: "بدأ الليبيون في اتباع سياسة جديدة استعدادًا للانتخابات البرلمانية المنتظر انعقادها في يونيو القادم". وأضاف التقرير: "قواعد اللعبة السياسية في ليبيا لا تزال غامضة، حيث إنه مازال من غير الواضح ما إذا كانت الميليشيات المسلحة ستواصل الدفاع عن مصالحها الخاصة، وتعمل على زعزعة الاستقرار في العملية الانتخابية أم لا". ونقلت الصحيفة عن "عصام محمد الزبير" وهو كاتب سياسي في صحيفة العربي في طرابلس قوله: "هناك حالة من ضعف الوعي السياسي جنبًا إلى جنب مع مصالح رأس المال الضخمة تأتي إلى الساحة وهذا خطير جدًّا على مستقبل ليبيا". وقالت "فايننشال تايمز": "الخطوط العريضة للصراعات السياسية في البلاد في المستقبل قد بدأت في التبلور، حيث إن ليبيا تفتقر إلى الفجوة الصارخة بين الإسلاميين والعلمانيين، وهي التي تحدد الديناميكية السياسية في مرحلة ما بعد ثورة تونس ومصر، والسبب في ذلك يرجع إلى أن معظم الليبيين من المسلمين المحافظين ولعدم وجود أقليات دينية".