أنقرة .. وكالات الأنباء :دعا رئيس أركان الجيش التركي يشار بيوكانيت إلى شن عملية عسكرية تركية في شمال العراق لمواجهة أنشطة مسلحي حزب العمال الكردستاني. وأكد في مؤتمر صحفي بأنقرة أن الأمر يتوقف على قرار سياسي من الحكومة للسماح للجيش بمثل هذه الخطوة. ونفى بيوكانيت أيضا أن تكون قيادة الجيش قد طلبت موافقة البرلمان على العملية العسكرية، وقال "في حالة تلقينا أي تفويض قانوني من البرلمان سنمضي قدما وسننجح". وأكد في هذا السياق أن الجيش تلقى معلومات استخباراتية تفيد بأن "المتمردين الأكراد" يخططون لتصعيد أنشطتهم في جنوب شرق تركيا اعتبارا من مايو المقبل. وأشار إلى أن حزب العمال يتخذ من شمال العراق مركزا للحياة والتدريب والحصول على الدعم لشن هجمات داخل تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية.
فتح معابر الحدود مع سوريا وفى تطور يحمل معانى متعددة فتحت تركيا المنافذ الحدودية مع سوريا, محطمة بذلك الحصار الذى تفرضه واشنطن على سوريا للضغط على توجهات السياسة السورية فى لبنان, وعلى صعيد الصراع مع الكيان الصهيونى. وتأتى هذه الخطوة التركية للضغط على الإدارة الأمريكية الداعم الرئيسى لأكراد العراق, لدفعها لممارسة سلطتها عليهم لتحقيق تعهداتها التى قطعتها لتركيا بشأن الأكراد مع بداية الهجوم على العراق.. حيث تعتبر سوريا وتركيا أصحاب مصالح مشتركة فى الملف الكردى, الذى تتمتع فيه سوريا بمواقع إستراتيجية حاكمة خاصة على تجمعات حزب العمال الكردستانى التركى. وقد تواكبت هذه التطورات مع إسناد جيش الاحتلال الأمريكى مهام أوسع لقوات البشمرجة الكردية, على خلفية المحاولة الأمريكية لتقليص النفوذ الشيعى فى العراق. يشار إلى أن أنقرة تؤكد أنها تحتفظ بحقها في التدخل شمالي العراق "بموجب القانون الدولي" إذا لم تتحرك الحكومة العراقية والقوات الأميركية لوقف أنشطة الأكراد في شمال العراق. ويشن الجيش التركي حاليا هجوما عسكريا في جنوب شرق تركيا، وأكد بيوكانيت مقتل 29 من مسلحي حزب العمال الكردستاني و10 جنود أتراك في الاشتباكات في الأيام الماضية.
أزمة كردستان ظهور قائد عسكري تركي في مؤتمر صحفي أمرا نادر الحدوث، وهو يعكس أهمية خاصة للواقعة, حيث يأتي بعد الأزمة التي فجرتها تصريحات زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني التي قال فيها إن الأكراد العراقيين سيتدخلون في المدن ذات الأغلبية الكردية في تركيا إذا تدخلت أنقرة في شمال العراق. يشار إلى أن تركيا ستشارك في المؤتمر الوزاري الدولي حول العراق في شرم الشيخ بمصر الشهر المقبل، وسعت الحكومة العراقية في اليومين الماضيين لتهدئة الغضب التركي من تصريحات البارزاني. وكانت أنقرة أعربت مرارا عن قلقها تجاه تبعات إعلان ما يسمى بإقليم كردستان العراق الذي يرأسه البارزاني، معتبرة أن ذلك يشجع مطالب أكراد تركيا بدولة في جنوب شرق تركيا. كما تطالب تركيا بتأجيل استفتاء حول وضع مدينة كركوك شمال العراق المقرر بحلول أواخر العام الجاري، لكن البارزاني قال الثلاثاء الماضي إن "كركوك مسألة عراقية لا يحق لأي دولة اجنبية أن تتدخل فيها لأن ذلك سيعقد الأمور". من جهته نفى كمال كركوكي نائب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق وجود أي دعم عسكري أو مادي داخل الإقليم لأطراف تسعى لخلق مشكلات في الدول المجاورة. وقال للجزيرة في اتصال هاتفي إن "إقليم كردستان جزء من الاتحاد الفدرالي العراقي وأي تدخل في شؤونه يعد تدخلا في شؤون العراق ككل". واتهم كركوكي الحكومة التركية بالسعي لتصدير مشكلاتها الداخلية إلى الخارج قبيل الانتخابات القادمة.