أكد خبير الشؤون العربية والعلاقات المدنية العسكرية في الشرق الأوسط، ستيفن توك أن القيادة المصرية دأبت منذ عام 2005 علي تضييق الساحة السياسية وليس توسيعها لافتاً إلي أن ربيع العرب يبدو أنه أصبح ضرباً من الماضي. ودلل علي ذلك بانحدار العراق في حرب أهلية وإصابة لبنان بنوع من الشلل السياسي ووقوف السلطة الفلسطينية علي حافة الانهيار. وتحدث توك عن دور الجيوش في النظم السياسية في بعض الدول في الشرق الأوسط موضحاً أن الجيش لايزال هو المهيمن الرئيسي علي الحكم في هذه الدول. مضيفا أن السيطرة العسكرية عنصر جوهري في النظم السياسية في الشرق الأوسط. وأوضح أن ما سماه الموروثات المؤسسية متعددة الطبقات للحكم العسكري المباشر تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ علي النظام الحاكم في الأساس مؤكداً أنها أقل وضوحاً ولكنها الأكثر تأثيراً. وضرب كوك مثالاً آخر بالأنظمة الرئاسية القوية والسلطة التشريعية الضعيفة ومحاكم الأمن الاستثنائية وقوانين الطوارئ مشيراً إلي أنها تعمل بدرجات متفاوتة في النظم السياسية بمصر والجزائر وتركيا. وقال كوك إن جماعات المعارضة في مصر، مثل الإخوان المسلمين وغيرها، تتعامل بجدية مع الممارسات الديمقراطية الزائفة، كالانتخابات، منبهاً إلي أنه عندما يطور الإخوان علي وجه الخصوص أجندتهم ويعملون علي تراكم القوة، فإنهم يشكلون تحدياً كبيراً للنظام الحاكم في مصر. وأكد كوك أن مواطني الدول التي يهيمن عليها الجيش لن يعيشوا تحت قيادة هذه النظم المستبدة للأبد، مستشهداً في هذا السياق بتركيا كمثال لنجاح التدخل الخارجي المتمثل في الاتحاد الأوروبي من أجل الترويج للديمقراطية. ولفت إلي أن هدف الانضمام للاتحاد الأوروبي في تركيا لم يمكن الضباط من معارضة القيادة المدنية المستوحاة من حافز الإصلاح الأوروبي. وقال كوك: إن الدرس الذي يجب أن يتعلمه صناع القرار في الولاياتالمتحدة من التجربة الأوروبية في تركيا واضح مستدركاً بأن أمريكا لن تتمكن من فرض التغيير السياسي في العالم العربي من خلال القوة أو التدابير العقابية. وأشار إلي أن التحول النسبي السلس من النظام السياسي السلطوي الخاضع لسيطرة الجيش إلي ديمقراطية ناشئة هو بفعل الحوافز وليس الإجبار.