أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على حقها الكامل في الرد على أي خرق صهيوني لحالة التهدئة، التي أعلن الجانب المصري التوصل لها "بصورة شاملة، وتتضمن تعهداً غير معتاد من الاحتلال بوقف الاغتيالات". ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن المتحدث باسم السرايا أبو أحمد قوله:" إن الثمن الذي سيدفعه العدو في حال اقترف أي جريمة جديدة سيكون باهظاً". وشددت السرايا – التي قدمت أربعة عشر شهيداً من مجاهديها وأطلقت ما يقارب 200 صاروخاً - على المعادلة اختلفت عمَّا كانت عليه في السابق، مضيفةً:" فالزمن الذي كانت تفرض فيه علينا شروط العدو ولّى إلى غير رجعة". وأشار أبو أحمد إلى أن أداء المجاهدين في الميدان فاجأ العدو وأربك حساباته خصوصاً في ظل كثافة الصواريخ التي لم يعتد عليها العدو خلال جولات التصعيد الأخيرة. ونوَّه إلى أن استخدام سرايا القدس للمرة الثانية راجمة الصواريخ المحمولة على سيارة رباعية الدفع خلال التصعيد الأخير رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس الصهيونية، مثَّل فشلاً استخبارياً ذريعاً، أضيف إلى الفشل العسكري في مواجهة رشقات الصواريخ التي استهدفت مدن العدو وأهدافه من قبل ما وصفها بالقبة النائمة، في إشارةٍ إلى منظومة "القبة الحديدية" التي طورها الكيان الصهيوني لصد صواريخ المقاومة قبل وصولها لأهدافها. ولم ينسَ أبو أحمد الإشارة في حديثه إلى دور المجاهدين في هذه المعركة، الذين بعزيمتهم وبجسارتهم وخصوصاً أبطال سرايا القدس ممن ارتقوا شهداء خلال تأديتهم واجبهم في الرد على عدوان الاحتلال وإجرامه، مبيَّناً أن دماء الشهداء هي التي صنعت هذا الانتصار. من جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب معلقاً عن الإعلان المصري "إنه نصرٌ آخر تُحققه المقاومة بمداد مجاهديها، وبأدائها النوعي على الأرض". ولم يُغفل شهاب في حديثه مع وكالة أنباء فارس، أن يُشيد بصمود أهالي غزة في وجه العدوان الصهيوني، متفاخراً في ذات الوقت بثبات رجال المقاومة – وفي مقدمتهم سرايا القدس - ومواصلتهم دك مدن العدو ومستوطناته بالصواريخ رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس في أجواء القطاع. وقال:" حُقَّ لشعبنا أن يفخر بهذا الانجاز الذي تُراكمه المقاومة إلى قائمة الانجازات التي تحققت بسواعد رجالاتها"، داعياً في السياق إلى بناء إستراتيجية مواجهة موحدة تُعزز صمود شعبنا ومسيرته الكفاحية وتنتصر لإرادته الحرّة. وربط شهاب الانجاز الذي حققته المقاومة في غزة، وبين الانتصار الذي تحقق بصمود الشيخ الأسير خضر في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها مدة 66 يوماً في مواجهة السجان الصهيوني، وهي المعركة التي تواصلها الأسيرة هناء شلبي على خطاه بعزيمةٍ وإرادة لليوم ال 27 على التوالي انتصاراً للكرامة ومواجهةً لسياسة الاعتقال الإداري التي ينتهجها الاحتلال. وفي سؤاله عن تلقيهم ضمانات من قبل الوسيط المصري بعدم عودة الكيان الصهيوني للاغتيالات مجدداً، أجاب المتحدث باسم الجهاد الإسلامي:" الضامن لهذا الاتفاق هو ثقتنا بصمود شعبنا وعزيمة مقاومتنا، نحن ندرك بأن عدونا غادرٌ وينقض العهود والمواثيق، لكن أؤكد بأننا نحتفظ لأنفسنا بحق الرد المطلق على أي جريمة يقترفها".