نعم رسالة شكر من جون ماكين للحزب الذي أصبح مكان الحزب الوطني لأنه ينفذ كل ما يطلب منه، فلابد من شكر أصدقاء اليوم أعداء الأمس ، إن العم سام ليس له إلا مصلحته مع من هو مهم ومن ليس مهماً ، المهم من ينفذ مصلحته ، أمريكا لا تعرف العداوة المطلقة و لا الصداقة المطلقة و تلك هي أسس السياسة ، أي أنه ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم لطالما تشدق أناس بعداوتهم لأمريكا واسرائيل والعداوة ثابتة بين الحق والباطل ،ولامانع من كون هناك مصالح و معاهدات فهذا لا غبار عليه ولكن يتم ذلك في العلن ويُعلم الشعب بذلك ، ولكن ما حدث أن تمت الصفقة في الخفاء وفي السر بدون أن يعلن أحد مسئوليته عن الأحداث ، إن الحزب الوطني القديم كان يفعل ذلك قبل الثورة لأنه كان الآمر الناهي في البلاد ولا يعلم أحد بما يفعل ، أما بعد الثورة فلابد للأمور العليا حين تتم أن يوجد من يُعلن مسئوليته عنها حتى لا يجلس الشعب في (حيص وبيص) فمنهم من يلقي التهم على جهات عليا وأخرون يلقونها على جهات سيادية . إن الحق السياسي يسمح لصاحبه أن يبرم صفقات ويبرم معاهدات وأن يتعامل مع الجميع العدو قبل الصديق ، لكن أن نبطن عكس ما نعلن فهذا هو الخطأ أو نسكت فلا نتكلم ، النظام البائد كان له خط واحد وهو التبعية ونحن سئمنا ذلك ، وليس لنا أن نعيد ذلك في صورة مقنعة لا ترقى إلى مستوى المسئولية فهذه هي الجريمة وأظن أن الحزب الكبير الآن لو لم يكن عنده علم بالصفقة لأقام الدنيا وما قعد ، ولكن مسلسل الصمت الطويل بإستثناء تصريحات يسيرة فهذا دليل على علمه بالصفقة إن لم يكن قد ساعد في إتمامها ، لكن من يملك الشجاعة ليعلن المسئولية عن ذلك ويعلن لنا المكاسب من وراء الصفقة ، من يملك الشجاعة للمحاسبة على هذا الجرم ، إن أمريكا تعلم أنها لن تسمح لأحد يحمل جواز سفرها أن يحاكم خارج أراضيها ، لكن المشكلة أكبر أن يتعلق الأمر بالقضاء المصري الذي طالما الحديث عنه وعن قوته ونزاهته . إن الإفراج السياسي لا علاقه له بالإفراج القضائي لكل منهم شروطه وقانونه الخاص ، ونعيب على أحزاب أخذت صفة الشرعية من الشعب ولم تحقق أمله في المحاسبة بل أصبحت تدور في فلك الأحزاب الاخرى مثلما كان يُصنع أيام الحزب الوطني كانت أحزاب كبري قديمة لها جذور وتاريخ ومع ذلك هُمشت أيام النظام السابق ورضيت بالفتات وبالدعم الحكومي . إن التغيير يعني الصراحة والشفافية وأن يصنع كل حزب سياسي رؤيته السياسية ولا بأس بالتعاون لمصلحة البلاد العليا وإن اختلفنا في جزيئات العمل ، إن هناك من الاحزاب من له شهوة الحكم والسلطة والوصول إلى ذلك بأي ثمن فالوصول إلى السلطة من أجل السلطة لا الوصول للسلطة من أجل العدل والشريعة الإسلامية. إن الاحزاب ذات التوجهات التي تبرم اتفاقات في جنح الظلام وخلف الأبواب المغلقة بموجبها يتم تقسيم السلطة بينه وبين غيره من له البرلمان والشورى ومن له الرئاسة ولا تتعجب إن سمعت عن رئيس توافقي أو مرشح رئاسي سوف تسفر عنه الأيام ليظهر لك أن هناك اتفاقات تمت خلف الأبواب بل وممكن أن ترجع بعقلك إلى عام كامل لتعرف أن ذلك تم عند تنحية الرئيس السابق وهيمنة فصيل معين على الحياة السياسية وأنه الوطني الجديد وأنه وإن كان يشترك مع الوطني القديم في كثير من المتشابهات إلا أن أهمها أنه لا يرى إلا نفسه وتُرسل له برقيات الشكر من هنا وهناك على مدى الصداقة وعمق العلاقات التاريخية بينه وبين أمريكا راعية الحرية والعدالة والسلام في العالم.