انهيارات بمدرسة سلون الابتدائية وتصدعات في 23 منزلا الجزيرة نت تعرضت مباني بلدة سلوان بجوار القدسالمحتلة لتصدعات خطيرة نتيجة استمرار الاحتلال الصهيوني في الحفريات وبناء الأنفاق، ضمن مساعيه لتغيير معالم المدينة وتهويدها. يأتي ذلك في الوقت الذي يحذر فيه خبراء من كارثة نتيجة انهيارات محتملة للمنازل ومدرسة ومسجد. واستفاقت بلدة سلوان أول أمس الاثنين على انهيارات في الشارع وساحات مدرسة سلوان الابتدائية ومسجد العين فيها وعلى تصدعات في 23 منزلا نتيجة هذه الحفريات. وأوضح رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن سلوان فخري أبو دياب للجزيرة نت أن الاحتلال يواصل حفرياته السياسية بهدف تصفية الوجود الفلسطيني في شمال سلوان تمهيدا لتهويدها. وينقل أبو دياب مأساة المتضررين من الأهالي الذين تصدعت منازلهم نتيجة الحفريات أسفلها وبمحيطها في حين تحظر البلدية عليهم تصليح التشققات إلا بشكل تجميلي فقط مما يعني تعريض ساكنيها لخطر داهم ويتابع "تكفي هزة بسيطة حتى تتهاوى المدرسة والمسجد والبيوت على رؤوس ساكنيها". وأوضح أن الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرا لم تكن لتؤدي للتصدعات الخطيرة لولا الحفريات ويستدل على ذلك بأن أحياء مقدسية أخرى تعرضت للسيول في الأيام الأخيرة ولم تشهد بناياتها تشققات. أنفاق متشابكة وحذّرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" من خطورة استمرار الانهيارات الترابية في بلدة سلوان خاصة بمحيط مسجدها (عين سلوان) ونبهت إلى تشعب الحفريات الصهيونية في المنطقة الممتدة من بلدة سلوان حتى المسجد الأقصى المجاور. وتؤكد أن هذه الحفريات تشكّل خطرا على مسجد عين سلوان وبيوت أهلها مثلما تهدّد المسجد الأقصى المبارك خاصة من جهته الجنوبية والغربية، مؤكدة أن الاحتلال يخطط للمزيد من حفر الأنفاق أسفله وفي محيطه. وتشير "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إلى أن تشبيك هذه الأنفاق فيما بينها وربطها بعدد من المراكز والمتاحف التهويدية المخطّط لإقامتها قرب المسجد الأقصى المبارك تندرج ضمن مساع لبناء مرافق للهيكل الثالث المزعوم. الهيكل المزعوم وفي بيان صادر اليوم عن الأقصى قال الناطق بلسان مؤسسة الأقصى، الإعلامي محمود أبو عطا إن مهندسي المؤسسة يجزمون بأن الانهيارات في سلوان ومحيط الأقصى هي نتيجة الحفريات الصهيونية المتواصلة. وأوضح أبو عطا أن الاحتلال سيقوم في الفترة القريبة ببناء أربعة مراكز تهويدية في محيط المسجد الأقصى المبارك في الجهات الجنوبية والغربية وسيربط بينها بشبكة أنفاق تتصل بالأنفاق القائمة أسفله وفي محيطه ربما تكون جزءا من مرافق أساسية للهيكل المزعوم. ويستبعد محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني في حديث للجزيرة نت إقدام الاحتلال على بناء هذا الهيكل المزعوم لأنه يعني هدم المسجد الأقصى وهو "اعتداء لا يستطيع العدو الصهيوني تحمل تبعاته خاصة في ظل حالة الغليان في الشارع العربي بالمرحلة الراهنة". وفي المقابل يشير الحسيني إلى أن التصدعات في مسجد سلوان تأتي استمرارا لانهيارات شهدتها البلدة وحضانات الأطفال الملاصقة إضافة لتصد الشارع الرئيسي المؤدي إليها قبل بضع سنوات. ويوضح أن التصدعات والانهيارات المتكررة في بلدة سلوان المجاورة للأقصى تنجم عن الحفريات التي يقوم بها الاحتلال بغية بناء حدائق توراتية ومرافق سياحية تندرج ضمن مخططاته لتزوير التاريخ والسطو على الجغرافيا، وقال "في حال اقتربت هذه التصدعات من باحات الأقصى فإنها ستزعزع أساساته وتهدد بنيانه". ومن جهة أخرى، كشف الحسيني أن قضية الحفريات والأنفاق وبقية قضايا القدس والاعتداءات الصهيونية عليها قد نوقشت في مؤتمر الدوحة حول بيت المقدس، مرجحا أن تتوجه قطر ودول عربية أخرى إلى اليونسكو وبقية المحافل الدولية للضغط عليها للخروج عن عدم مبالاتها ولجم العدو الصهيوني وحماية المدينة التي تعتبر موروثا حضاريا تنبغي صيانته ولاسيما أن الاحتلال ينتهز الفرص لفرض الحقائق على الأرض.