أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسميا مساء الأربعاء على قناة تلفزيون فرنسا الأولى الخاصة ترشحه للانتخابات الرئاسية 2012، وذلك قبل عشرة أسابيع فقط من الجولة الأولى المقررة في 22 أبريل المقبل. وستجري الدورة الأولى في 6 مايو المقبل. وبعد إعلان ترشحه، سيزور ساركوزي الخميس آنسي في الألب (وسط شرق) قبل أول تجمع كبير الأحد في مرسيليا (جنوب شرق). ولم يكن ترشح ساركوزي لولاية ثانية بالآمر السري، إلا أن المقربين منه يسعون منذ أسابيع إلى إضفاء نوع من الإثارة عليه. ومنذ أسابيع كان يعلن في كل مناسبة عامة أن الأمر بات وشيكا، وهو ما فعله في أخر تصريح متلفز في 29 يناير الماضى عندما قال "أنا على موعد مع الفرنسيين، لن انسحب، وبصراحة، الأمر بات قريبا". وعمل ساركوزي على التمهيد لترشحه على مدى الأسابيع الماضية مقدما نفسه على انه مدافع عن القيم التقليدية مثل العمل والأسرة، وحازم في التعاطي مع الأزمة المالية الأوروبية. ورغم تدني شعبيته والأزمة الاقتصادية، يعرب فريقه عن ثقته بان جاذبية شخصيته ستمكنه سريعا من تحقيق تقدم على منافسه، ما أن يعلن خوضه السباق. وقالت مصادر في الاليزيه انه تم تشكيل الفريق وان وزيرة البيئة ناتالي كوسيوسكو موريزيه (38 عاما) ستكون المتحدثة باسم الحملة الانتخابية. وأعلن ساركوزي في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" اليمينية الأسبوع الماضي انه سيعتمد أجندة محافظة وسيعارض زواج المثليين والقتل الرحيم، وحق التصويت للأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي وسيضع قيودا على الهجرة، ساعيا لتعزيز قاعدته الانتخابية وحتى استمالة ناخبي اليمين المتطرف وفقا للمعلقين. ويتقدم هولاند على ساركوزي بفارق كبير في استطلاعات الرأي التي أعطت الأول 30% والثاني 25,5% لكل منهما في الدورة الأولى، بحسب دراسة نشر معهد ايفوب نتائجها الثلاثاء. وتوقع الاستطلاع نفسه أن يهزم ساركوزي في الدورة الثانية أمام المرشح الاشتراكي (57,5%). وقلل هولاند من أهمية إعلان ترشيح ساركوزي قائلا "هذا لن يغير شيئا بالنسبة لحملتي الانتخابية". ويعقد هولاند بعد الظهر لقاء جماهيريا ثانيا في مسقط راسه روان، شمال غرب فرنسا. ولكن البعض في معسكر هولاند يترقبون معركة قاسية. وبالإضافة إلى مرشح اليسار، يواجه ساركوزي مرشحة اليمين المتطرف مارين لو بن من الجبهة الوطنية والتي تعطيها الاستطلاعات بين 16 و20 %, والوسطي فرانسوا بايرو الذي حصل على 12 إلى 14%. ونقلت صحيفة لو فيغارو عن مصدر مقرب من ساركوزي إن فريقه يعول على ارتفاع شعبيته بسرعة. وقال المصدر "إن لم يكسب ثلاث نقاط في الأسبوعين المقبلين، ستكون الأمور صعبة".