عزيزي الدكتور خالد منتصر ؛ أنا أقرأ لك كل ما تكتب وأنا تلميذ في المدرسة السلفية وأسعد كثيراً حينما تكتب عن الطب ومشاكله والدواء ومشاكله والأدب الغربي وحتى الأدب العربي وخاصة المصري ، لكن غالبا ما يخالفك الحظ حين تكتب عن الإسلاميين ، ولا أدري لماذا ذلك هل لأنك تتعمد قلب الحقائق عنهم ؟ أم لأنك لا تفهم ما يكتبون أم أنك تفهم ثم لا يدخل قلبك كلامهم ؟ ولا تقل لي أنني فصلت الناس عن بعضهم حين قلت الإسلاميين ، لأن ذلك حقيقة لا ينكرها أحد لأن الناس فيهم المتدين وصاحب الفكر المتحرر وفيهم العامي الذي لا مأرب له في ذلك . لقد كتبت يوما مقالاً و قلت فيه "الله وحده لم يسقط النظام" حينما رفع هذا الشعار في التحرير وهذا كلام كان فيه نوع من الإستهانة بذات الله تبارك وتعالى، وضربت مثلاً باليابان وأنها كافرة والله لم يسقطها و شاء الله أن تضرب اليابان بزلزال عنيف في اليوم الثاني وكان ذلك بقدر الله ولا أظن أن قولك قد أصابها ، ولأن الأصل أن كل المقادير بيد الله خالق العباد و فعلهم وهذه قضية عقدية في القدر أرجو أن تراجعها ، وقد قمنا بالرد عليك في مقال آن ذاك. ها نحن اليوم نرد على مقال آخر لك نشر في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 14/1/2012 وكان عنوانه "قبلنا التحدي يا شيخ شحات" فأقول لك يا دكتور أنك حين تخلط بين الغث والثمين فإن ذلك منتهي الظلم ، و يقول القائل "ألم ترى أن السيف ينقص قدره إذا قلت أن السيف أمضى من العصا" ، كيف تتكلم عن أدب أقل ما يطلق عليه هو "فحش القول" ثم تقارنه بالسنة المطهرة , وتدعي أن السنة قد ورد فيها مثل هذه الألفاظ ، "و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا هو وحي يوحى" . إن الشيخ الشحات لا يتكلم عن رأيه إنما يتكلم بالسنة والشرع الحنيف حينما يقول أن الأزهر هو الذي منع أولاد حارتنا وهو الذي منع الأدب الإباحي ،والأزهر منارة الوسطية في العالم إذا كنت تعتبرنا متشددين ، إذاً فلا تلومه لأنه ينقل أمر الشرع في المسألة ، أما أن تتكلم عن الأدب ؛ فالعرب كانت تملك هذا الفن في الشعر والنثر والقصة ، وكان منه الصريح والعفيف ، وجاء الإسلام وهذّب الأدب ، وجاءت السنة وصرّحت في بعض ألفاظها وذلك في مقام التعليم وبلغة يفهمها المستمع والقارىء ، ولا تنس أن مقام التعليم وهو مقام الواجب ، ولأن العرب كانت لها لهجات خاصة يجب أن يخاطبوا بها ، وإلا يكون البيان متأخرا عن وقت الحاجة ، واستخدم كلاً من القرآن والسنة اللفظ الراقي العفيف الذي لا يخدش حياء الناس فخاطب في الجماع بلفظ (المس والمباشرة...) وغيرها من الألفاظ التي تدعو إلى الفضيلة وتحافظ على الذوق العام للمجتمع ، أما أن تدعي أن السنة أتت بألفاظ اعتبرتها أنت هي الألفاظ التي استخدمها الكاتبان إن هذا افتراء والقياس هنا باطل وإن كنت تعرف شروط القياس فعد إلى ذلك ، وإن الروايات التي كتبها نجيب محفوظ وعلاء الأسواني ليست كلها في مستوى واحد ولكن نحن نقول للمحسن أنت أحسنت وللمسئ أنت أسأت فهل رواية عمارة يعقوبيان من هذا الأدب؟ إن هذا مقال صحفي وإلا كنا قد استفضنا في ذلك وأوضحنا كثيراً من المفاهيم التي تحاول أن تلبسها على عقل القارئ ، ثم أنك تتهم الشيخ بأن ذلك من أجل الكرسي وتلك تهمة وشكاية عار عليك فعلها لأن المفروض أن يقول الشيخ ما يرضي الناس لا ما يسخطهم ، ولو بحث عن الأصوات لعدّل كلامه فقال مثل ما قلت أنت لكنه ظل على موقفه مع أن ذلك أضر به وأفقده الكرسي الذي تتكلم أنت عنه بل أن هذه القضية أثيرت وقتها خصيصاً لسلبه الكرسي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الحصول عليه فأجره على الله. يا سيدي الأدب كلام رفيع ومعنى جميل وأخلاق للمجتمع ، أما أن تهدم المجتمع باسم الأدب فإن الله نهى عن ذلك وقال: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة". وهل الكلام عن الزنا واللواط وزنا المحارم والخمر والسُكر وفحش القول صار أدباً رفيعاً ؟ لقد علمونا في المدارس وأظنك تعلمت قبلنا: " أقصروا الكلام عن الشر فيندثر وأفشوا الكلام عن الخير فينتشر" . يا دكتور خالد هناك كتّاب وأدباء من هذه الأمة بارك الله فيهم وفي كتبهم آثروا الفضيلة وأنشدوا المجتمع الفاضل لكن حُجبت عنهم الشهرة لأنهم ثبتوا على مواقفهم ورفضوا أن يكتبوا في أدب الدعارة الذي ينشدوه كثيراً مما لا خلاق لهم وأنت تعرفهم فلما لا تكتب عنهم وعن أدبهم إن كنت حقاً تنادي بحرية المجتمع في التعبير عن رأيه ، فالمجتمع ينشد الفضيلة ولا ينشد الرذيلة أم أنك تناصر رأياً آخر . لك مني كل تحية وأعلم أني وأنت والجميع واقفون أمام الله ومحاسبون عن أقوالنا وأفعالنا "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " نسأل الله لنا ولكم الهداية والرشاد والتوفيق [email protected]