سؤال يطرح نفسه ويردده الجميع لماذا هذا الاضطهاد لحزب العمل بقيادة المناضل "مجدى أحمد حسين" هل لأن "مبارك" المحبوس أقسم أن حزب العمل لن يرى النور طالما أنه على قيد الحياة، وهناك من يريد تنفيذ القسم للمحبوس "مبارك"، هل يعقل أن تستمر الممارسات الأمنية بأسوأ مما كانت عليه مصر فى عهد المخلوع والمحبوس "مبارك" ولماذا هذا الإرهاب الذى حدث لمنزل الناشط والقيادى فى حزب العمل الأستاذ "ضياء الصاوى" إن مثل تلك الرسائل القمعية كانت فى عهد "المخلوع" هى العلامة البارزة وكأنها ماركة مسجلة وكنا نتعامل معها باعتبارها قدرنا وليس من المعقول أن نستبدل ديكتاتورا بديكتاتور آخر، وأنا لست ضد أن يأخذ القانون مجراه طالما هناك أدلة ثبوتية تدين أى مواطن، فإن كان ضياء الصاوى أو غيره قد ارتكب جرما يستحق عليه العقاب فيجب أن يكون عبر الممارسات القانونية وليس عبر اقتحام المنازل، وسنصفق لسيادة القانون حينما يطبق تطبيقا صحيحا وعادلا،ثم لماذا لا تصدر الدولة قرارا بحل حزب العمل إذا كان هذا الحزب يشكل خطورة على المجتمع المصرى أم أن الدولة الآن تخشى من فضيحة عالمية إذا أصدرت قرارا بهذا الشأن وهو الذى لم يصدر فى ظل نظام المخلوع والمحبوس "مبارك" ليت الذين جربوا نضال وصمود "حزب العمل" وعلى رأس مناضليه الأستاذ "مجدى حسين" ليت هؤلاء يعلمون أن مثل هؤلاء الرجال يعملون فى ظل كل الظروف، وقد وهبوا حياتهم من أجل الدفاع عن حرية المواطن حتى لو كلفهم هذا حرية أنفسهم، وإن أهم ما يميز حزب العمل وقياداته أنهم لا ينتظرون رخصة رسمية ولا ينتظرون منحة من هنا أو هناك، بل تعودوا على انتزاع حريتهم انتزاعا،ويستمدون شرعيتهم من المواطنين الذين يعرفون قدر حزب العمل وهذا ما لمسته جيدا فى جولاتى الانتخابية عبر الاتصالات التى كانت تأتينى وما زالت،وكم كانت أسئلتهم عن جريدة الشعب التى صادرها نظام "مبارك" وما زالت مصادرة حتى لحظة كتابة تلك الكلمات، وكأن الذين ورثوا عرش "مبارك" يعز عليهم أن يصدروا قرارا بعودة الحزب والجريدة خوفا من أن يغضب عليهم المحبوس "مبارك" إن فى حزب العمل قيادات رجالا ونساء، وأخص بالذكر الدكتورة "نجلاء القليوبى" التى لم تتبدل ولم تتغير رغم الظروف التى مرت بها قبل الثورة حينما أصدر المخلوع "مبارك" حكما عسكريا على زوجها المناضل مجدى حسين بعامين كاملين شاءت إرادة الله أن يكون يوم حبس "مجدى حسين" مصادفا ليوم خلع "مبارك"، وظلت الدكتورة "نجلاء القليوبى" ثابتة وراسخة ولم يصبها اليأس،بل وكانت تناضل ليس من أجل الإفراج عن زوجها فقط، بل من أجل الإفراج عن شعب مصر الذى كان محبوسا فى سجن كبير هو طول مصر وعرضها، ومازالت مستمرة فى نضالها حتى تتطهر مصر من ذيول "مبارك" الذين يريدون تعطيل مسار الثورة، وهناك من قيادات حزب العمل أمثال الدكتور "مجدى قرقر" الذى لا يعرف اليأس، والأستاذ عبد الحميد بركات صاحب النفس الطويل فى دفاعه عن ثوابت حزب العمل، والدكتور "أحمد الخولى" الذى يبذل قصارى جهده من أجل عودة حزب العمل، وأيضا الأستاذ حسن كريم الذى يتفانى قانونيا فى معاركه ضد هؤلاء الذين كانوا يعملون مرشدين لأمن الدولة ويريدون السطو على حزب العمل، إن قيمة حزب العمل الحقيقية ليست فى قانونيته وإن كان هذا أمر لا نستهين به ولا نتركه..لكن قيمته الحقيقية فى قياداته التى رفضت أن تكون مثل قيادات الأحزاب الأخرى أحزاب ما قبل 25 يناير التى كانت دكاكين للحزب الوطنى المنحل، وأبوا رجال حزب العمل إلا أن يكونوا مميزين بمواقفهم الشجاعة ومازالوا حتى اللحظة مميزون فهم يعملون من أجل صالح هذا الوطن،لم يعملوا من أجل مغانم،ولو كان الأمر كذلك لكانوا فعلوه فى عصر المساومات عصر النظام السابق الذى اتخذ من أحزاب ما قبل 25 يناير دكاكين كان يوزع عليهم حصص فى صورة انتقاد بعض الشخصيات وبالأمر المباشر حتى يقال أن فى مصر معارضة عاش حزب العمل وعاشت قياداته الحرة وسيظل حزب العمل رائدا رغم أنف الذين يحاولون طمس تاريخه.