في مليونية "الارادة الشعبية وتحت شعار تأكيد الهوية الاسلامية وسرعة تسليم السلطة للمدنيين داخل ميدان التحرير كانت منصة حزب العمل التى أقامها شباب الحزب تحت إشراف د.أحمد الخولي وضياء الصاوى فى قلب ميدان التحرير ومن فوقها قال مجدى حسين رئيس حزب العمل عقب صلاة الجمعة: كيف نبنى مصر وعندنا وزراء ليسوا من قلب الثورة،كيف نبنى مصر ولدينا سلطة ليست منّا،وأضاف حسين أن المجلس العسكرى ساير الثورة وتماشى معها..لكنه لم يكن مفجرها،وحتى يوم 28 يناير لم يكن فى فكر أحد من من المجلس العسكرى أن يمسك سلطة ولا يقوم بعمل ثورة..لكن سقوط الأمن المركزى هنا فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر هو الذى وضع الجيش فى هذا الموضع وكان أمامه خياران إما أن يضربها أو يلتحق بها،وقد اختار المجلس العسكرى الالتحاق بالثورة وعليه أن يقدر المدة التى من خلالها الإسراع فى تسليم السلطة للمدنيين عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة،ولن يقبل الشعب تأخير مدة الانتخابات أكثر من هذا التأخير. كما طالب مجدى حسين أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية مئة بالمئة مفتوحة لكل أفراد الشعب وهو الأكثر ديمقراطية وبخاصة للأقليات،واعتبر "حسين" أن الحديث عن محاكمة مبارك ما هو إلا تمثيلية مرضاة للمليونيات التى تخرج فى ميادين مصر المختلفة،وتسائل حسين فى استنكار هل يعقل أن تكون كل خطوة فى حاجة إلى مليونية؟!،وهل سنتفرغ من أجل محاكمة "حسنى مبارك" حتى أنهم سخروا من الشعب لدرجة أنهم كانوا يريدون أن يجعلوا محاكمته فى المستشفى،وأضاف حسين ساخرا: "متعملوهالو فى البيت أحسن،ولو معحبتوش يقبض عليكم".
وسأل مجدى حسين وهل هناك ثورة تقوم دون تغيير الجهاز القضائى موضحا أن هذا الميدان كان به جزءا من تيار الاستقلال القضائى،ومضيفا فى صيغة سؤال كيف يبقى عادل عبدالسلام جمعة الذى حبسنى لصالح يوسف والى وحبس كل التيارات المعارضة لنظام مبارك حيث كان له دائرة مخصصة لحبس المعارضين فهل مثل هذا يمكنه محاكمة ضباط الشرطة المتورطين فى قتل الثوار.
وقد حضر من قيادات حزب العمل الدكتور أحمد الخولى أمين التنظيم والأستاذ حسن كريم الأمين العام المساعد والدكتورة نجلاء القليوبى الأمين العام المساعد وأمينة المرأة للحزب،والأستاذة دعاء جمال الدين عضو اللجنة التنفيذية،وشوقى رجب أمين إعلام الحزب بالغربية،والشيخ محمد فرحات،والشيخ عبدالرحمن لطفى عضوا المكتب الساسي والعديد من قيادات وشباب الحزب من القاهرة والمحافظات،وقد بذل بعض الشباب جهدا مميزا فى هذا اليوم منهم الشاب معتز ربيع والشاب عاصم الشورى،ومحمود عبدالمنعم عطية،وكان لافتا للنظرحينما ذكر اسم مجدى حسين بعد أن اعتلى المنصة الخاصة بالجماعة الإسلامية ردد أعضاء الجماعة هتاف الله أكبر وقال لى أحدهم أن الله سبب لى مجدى حسين لإنقاذى من السجن بعد أن كتب عنه فى جريدة الشعب فى وقت كان الإعلام كله ضد الإسلاميين بصفة عامة.
هذا وكانت جمعة 29/7 التى جاءت قبل ساعات من شهر رمضان المعظم والتى دعت إليها كل التيارات الإسلامية والأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية الأمر الذى جعل ميدان التحرير فى جمعة وحدة الصف يغلب عليه طابع اللحية والجلباب باللإضافة إلى اللافتات التى تحمل شعارات إسلامية اختفت منذ ما قبل اغتيال الرئيس السادات فضلا عن الهتافات التى ملأت أرجاء الميدان لم نسمع بها إلا فى مدينة أسيوط وقت أن زار شاه إيران مصر حيث تكرر هذا الهتاف: "إسلامية إسلامية عودى يا مصر إسلامية" وغيره من الهتافات التى كانت تعتبر من المحرمات فى عهد "مبارك" فضلا عن اللافتات التى حملت صورا لأشخاص ما زالوا محبوسين أو مطلوبين بعذ صدور أحكام غيابية ضدهم مثل الشيخ وجدى غنيم.
ومن أبرز الصور التى تم حملها والسير بها فى الميدان هى صورة الدكتور عمر عبدالرحمن الذى يقضى حكما بالسجن مدى الحياة فى أمريكا،والشعار الأكثر هتافا فى الميدان هو شعار : "الشعب يريد تطبيق شرع الله"،وعلى الرغم من أنها كانت جمعة توحيد الصف إلا أنها تميزت بكثرة المنصات وأصبح لكل منصة مريديها من المتظاهرين،وبدت منصتا الإخوان والسلفيين كما لو أنهما كانتا فى تنافس من حيث الحشد وإلقاء الكلمات مع التأكيد على أنه كان تنافسا محمودا. وقد احتشدت الجماهير حول منصة حزب العمل بعد أن ظهر رئيس الحزب "مجدى حسين" وهو يخطب فى جماهير التحرير التى تدفقت من كل محافات مصر فى حافلات أعادت إلى الذاكرة الفترة من 25 يناير وحة 11 فبراير يوم سقوط الفرعون الأكبر "مبارك"،وتحت حرارة الشمس الملتهبة أدى الملايين صلاة الجمعة وتبعها صلاة العصر جمعا ثم صلاة الغائب على روح شهداء الثورة،وقد ركزت خطبة الجمعة على ضرورة وحدة صف المصريين وأن ميدان التحرير لكل المصريين مع التأكيد على أن الجيش خط أحمر،وعقب انتهاء الخطبة والصلاة دوت الهتافات الشعب يريد تطبيق شرع الله وهم يطوفون ميدان التحرير.