اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم الخميس أن "الحرب الإعلامية" أصبحت هي مفتاح الحراك السياسي والاضطرابات التي تشهدها مصر منذ قيان الثورة في 25 يناير الماضي. وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلتها في القاهرة، هبة صالح تحت عنوان "النشطاء المصريون يحولون الإعلام إلى ساحة حرب" إلى أن النشطاء في مصر الجديدة، حرصوا على تسخير التكنولوجيا لدعم قضيتهم ومواجهاتهم الدائرة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك. وتابعت الصحيفة: "لا شك في أن العسكري أيضا على وعي بقوة التصوير"، مشيرة إلى أن الجنود دمروا خلال اشتباكات الأسبوع الماضي كاميرات التليفزيون . وتناول التقرير الاشتباكات والمواجهات الميدانية التي تدور بين الجيش والناشطين، مركزا على الجانب الإعلامي منها، وتناولت المراسلة صورة الشاب إبراهيم العبودي، الذي أصبح يطلق عليه لقب "مفجر أحداث مجلس الوزراء الدامية". وقالت الصحيفة: "إن صورة عبودي وهو مغطى بالدماء، جراء الضرب المبرح على أيدي الجيش أثار آلاف النشطاء ودفع المتظاهرين ليشتبكوا مع عناصر الجيش لخمسة أيام بعد تلك الحادثة التي سقط فيها 13 شخصا على الأقل". وتضيف الصحيفة: "إن وجه عبودي الدامي، وإن كان في الواقع يمثل الشرارة التي أشعلت المواجهات، فهو أيضا يشكل رمزا للحرب الإعلامية الدائرة". ولفتت الصحيفة أن صورة عبودي التقطها أحد الناشطين من حركة تطلق على نفسها اسم "مصرون"، مشيرة إلى أن أفراد هذه الحركة أصبحوا أمثلة حية على ما باتوا يصفون ب "الصحفيين المواطنين". كما تناولت فيديو "فتاة مجلس الوزراء المسحولة" الذي أثار كثيرا من الجدل ودفع إلى خروج مظاهرة نسائية حاشدة الثلاثاء للاحتجاج على جر وتعرية الفتاة مما أرغم المجلس الأعلى للقوات المسلحة على سحب الجيش من الشوارع، والاعتذار عن الحادثة. وتنقل الصحيفة عن سلمى سعيد إحدى ناشطات حركة "مصرون" قولها عن العسكر: "يجب ألا يكونوا هم الوحيدون الذين يملكون الحقيقة، إعلام الدولة يفعل ما تقوله الدولة، فأحيانا يثيرون العنف الطائفي (ضد المسيحيين)، ويشوهون الحقيقة، ويتجاهلون ما يحدث". وتتابع "بالطبع إنها حرب إعلامية. لكن اسمنا هو مصرون، ونحن مصرون على إنجاح الثورة". ومن جانبها قالت لبنى درويس 25 عاما من "مصرون": "نحن لسنا صحفيين نحن نشطاء لا نخجل من الخروج والتظاهر فنحن نغطي جميع جوانب القصة". وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء الحركة تلقوا تدريبا من جانب جماعات حقوق الإنسان على تصوير شهادات ضحايا الاعتداءات التي يمكن أن تستخدم كدليل مقبول قانونا.كما أنهم يتعاونون مع شركة سويدية توفر إمكانية بث فيديو وصور بشكل مباشر من الهواتف المحمولة والكاميرات.