قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير بعنوان "حلفاء الخليج يدعمون الحكام العسكريين الانتقاليين في السودان"، اليوم الجمعة 26 أبريل؛ إنّ دور دول خليجية يهدد بالحيلولة دون العودة إلى الحكم المدني في السودان، وذلك بتقديم الدعم الاقتصادي للمجلس العسكري الانتقالي، الذي ينظر إليه المتظاهرون على أنه جزء من النظام السابق. واشارات إلي أن المعارضة السودانية حشدت احتجاجات ضخمة، أمس الخميس؛ للمطالبة بتسليم الحكم إلى إدارة مدنية، ولكن الدعم المادي من السعودية والإمارات، الذي تعهدت به الدولتان بعد 9 أيام من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، خفف الضغط على المجلس العسكري الانتقالي ، حيث تعهدت الدولتان بتحويل 500 مليون دولار للبنك المركزي السوداني لدعم احتياطي النقد الأجنبي الذي يوشك على النفاد، كما سترسل الدولتان أغذية وأدوية ومنتجات نفطية تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار. وأوضحت روزاليند مارسدن، سفيرة بريطانيا السابقة لدى السودان، للصحيفة أن الدعم الخليجي للمجلس العسكري "يُعتقد أنه يهدف في المقام الأول إلى بقاء القوات السودانية في الحرب اليمنية، وهو ما أكده المجلس العسكري سريعاً ؛ حيث أدي عبد الفتاح البرهان، دوراً رئيسياً في نشر القوات السودانية في اليمن عام 2015. وأردف أن البشير حصل على أموال مقابل نشر القوات السودانية في اليمن منذ أربعة أعوام، في الوقت الذي شهد فيه الاقتصاد السوداني تدهوراً كبيراً إثر حرمانه من ثلاثة أرباع دخله من النفط بعد انفصال دولة جنوب السودان. ولفت التقرير إلى أنّ المساعدات الخليجية الجديدة ستخفف الأزمة الاقتصادية في السودان، ولكنها أغضبت المتظاهرين الذين يرفضون حصول الحكومة العسكرية المؤقتة على دعم مادي أجنبي. هذا وقد أكّد الاتحاد الأوروبي رفضه الاعتراف بالمجلس العسكري الانتقالي، في حين أنّ الاتحاد الأفريقي، الذي يرأسه حالياً الإنقلابي عبد الفتاح السيسي، مدد المهلة للمجلس العسكري المؤقت لتسليم السلطة لحكام مدنيين إلى ثلاثة أشهر.