بين الحين والآخر، يتم الإعلان عن فضيحة جنسية داخل أروقة الجيش الأمريكي، ما جعل الأمر ظاهرة مقلقة في وزارة الدفاع، ظاهرة تكمل الصورة الكاملة للمجتمع الأمريكي الذي يقع فيه جريمة اعتداء جنسي كل 98 ثانية! ومؤخرا، شنت السيناتور الأمريكية مارثا ماكسالي هجوما عنيفا على امبراطورية الفساد والفضائح الجنسية داخل الجيش الأمريكي، وكشفت عن تعرضها بشكل شخصي لاعتداء جنسي خلال خدمتها في الجيش. الظاهرة المقلقة أجبرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون على دراسة الأمر، وانتهت الدراسة إلى تقرير كارثي أعلن عنه قبل عام، كشف عن أن قوات البحرية من أكثر أقسام الجيش التي تزيد فيها عرضة النساء للتحرش الجنسي. كاميرا في حمام نساء كانت أحدث الفضائح الجنسية من نصيب القوات البحرية الأمريكية، حيث أعلنت القوات البحرية في الجيش الأمريكي، فتح تحقيق، بعدما جرى العثور على كاميرا في حمّام مخصص للنساء على متن سفينة حربية كبرى. وبحسب ما نقل موقع "إن بي سي نيوز"، فإن الكاميرا جرى العثور عليها داخل حمام في سفينة "يو إس إس أرلينغتون"؛ وهي من السفن البحرية المهمة في الأسطول الأمريكي. وذكر متحدث باسم الأسطول السادس في البحرية الأمريكية، أن خدمة التحقيق في جرائم البحرية، تجري تحريات بشأن جهاز تسجيل على متن المركبة الموجودة في مرفأ يوناني، خلال الوقت الحالي. وقالت عنصر في البحرية الأمريكية إنها رصدت الكاميرا في الحمام، لكنها لم تحدد ما إذا كان الجهاز قادرا على التقاط الصور فقط أم إنه يسجل الفيديو أيضا. سيناتور تكشف مفاجآت فى وقائع تشبه أحداث فيلم ( ابنة الجنرال) للنجم الأمريكى جون ترافولتا، قالت السيناتور مارتا ماكسالى «حزب جمهورى» أنها تعرضت للاغتصاب من جانب أحد قادتها خلال خدمتها فى صفوف الجيش الأمريكي، والتى امتدت إلى 26 عاما وأدلت السيناتور «عن ولاية أريزونا» بشهادتها المؤثرة خلال جلسة خاصة عقدتها لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ خلال الاستماع لضحايا الأعتداءات الجنسية فى صفوف الجيش الأمريكي. السيناتور الجمهورية عن ولاية أريزونا تدرجت فى القوات الجوية حتى وصلت إلى رتبة عقيد قبل أن تتقاعد، وكانت أول امرأة أمريكية تحلق فى معارك قتالية بعد رفع الحظر على مشاركة النساء، وقد تحدثت خلال جلسة استماع للجنة فرعية تابعة للجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ عن الاعتداءات الجنسية فى الجيش. وأشارت ماكسالي إلى أن جهودا بذلت لوقف الاعتداءات الجنسية فى الجيش الأمريكى، لكن الطريق لا يزال طويلا، موضحة أنها تركت القوات الجوية التى كانت تخدم بها بعد بسبب يأسها، وأنها مثل الكثير من الضحايا شعرت بأن النظام يغتصبها مرارا، لكنها لم تترك الجيش وقررت البقاء، خصوصا بعدما تعرضت للاغتصاب من ضابط أعلى منها. وسلطت السيناتور الجمهورية الضوء على جرائم الجنس المتفشية داخل الجيش الأمريكى، الذى يقف على رأس قائمة أقوى الجيوش فى العالم، تسليحا وتدريبا ودائمًا ما يحيط نفسه بالسرية والغموض، لكن الوجه الآخر يؤكد أنه واحد من إمبراطوريات الفساد على الأرض. وأوضحت ماكسالي (52 عاما) أنها كانت تخدم فى سلاح الجو، وكانت أول امرأة تقود طائرة مقاتلة، وأول امرأة تقود سربا من المقاتلات ودون أن تكشف عن هوية الضابط المعتدى عليها أو الفترة التى جرت فيها الواقعة، أكدت السيناتور أنها تعرضت للمطاردة والاغتصاب من جانب ضابط ذى رتبة أعلى. وأوضحت أنها التزمت الصمت بخصوص الاعتداء، إلا انها لم تكن تملك الثقة الكاملة فى النظام وقتها، وأنها لم تتمكن من الحديث عن الاعتداء عليها إلا بعد سنوات، وأكدت ماكسالى أن «فضائح الاعتداء الجنسى كانت تتراكم داخل الجيش وقتها»، وأنه فى وقت التحاقها بمدرسة القوات الجوية عام 1984 كان الاعتداء والتحرش الجنسى أمرا شائعا والضحايا معظم الاحيان يلتزمن الصمت، واختتمت شهادتها بالتأكيد أنها شعرت بأن النظام «اغتصبها للمرة الثانية»، وكانت ماكسالى قد غادرت الخدمة بالجيش عام 2010 بعد أن بلغت رتبة كولونيل. تقرير البنتاجون في فبراير 2018، كشف تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية عن تزايد بلاغات الاعتداءات الجنسية في الأكاديمية العسكرية الأمريكية "بوست بوينت".
وجاء في التقرير السنوي أنه تم الإبلاغ عن 50 حالة اعتداء جنسي في أكاديمية النخبة العسكرية الأمريكية خلال العام الأكاديمي 2016-2017، ما يعادل ضعف عدد الحالات مقارنة بالعام الماضي. ولا يتم الإبلاغ عن حالات الاعتداء الجنسي داخل الجيش الأمريكي، قبل أن تتسبب فضيحة تداول جنود مشاة البحرية الأميركية صور لنساء عاريات على الإنترنت في كشف الأمر. ويرى مسؤولون أنه من ضمن أسباب زيادة البلاغات في الأكاديمية، حدوث تغيير في سياسة الإبلاغ ونقل مكتب مساعدة ضحايا الاعتداءات إلى مكان آخر. وأوضح التقرير إلى احتمالية شعور الطلاب بالارتياح والإبلاغ عن مزاعم الاعتداءات الجنسية بعد نقل المكاتب إلى مكان يسهل للضحية الوصول إليه ولا يلفت الانتباه. اغتصاب أطفال وفى أبريل 2015، كشفت عدة تقارير صادرة عن حكومة كولومبيا، قيام جنود بالجيش الأمريكى باغتصاب 54 طفلًا كولومبيًا بين عام 2003 وحتى عام 2007 دون ملاحقة جنائية، وأن المتهمين الأمريكيين لم يحاكموا بسبب الاتفاقيات الثنائية بين البلدين. بينما كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية فى تحقيق لها أن أعضاء وجنود الجيش الأمريكى يرتكبون المئات من جرائم الاعتداء الجنسى على الأطفال من أقاربهم، وكشفت بيانات حصلت الوكالة عليها من وزارة الدفاع الأمريكية أنه تم تسجيل أكثر من 1500 حالة اعتداء جنسى على أطفال يتم رعايتهم من قبل أحد أفراد الخدمة فى الجيش الأمريكى، خلال الفترة من 2010 و2014، وأكثر من 800 من تلك الحالات كان المجندون هم مرتكبو الاعتداء بحقهم. سوء سلوك جيفرى سنكلير هو البطل الأول للعلاقات الجنسية داخل الجيش الأمريكى، وهو ضابط كبير اتهم عام 2014 بسوء السلوك الجنسى، وإرغام نساء تحت قيادته على إقامة علاقات جنسية معه، وقضى سنكلير 27 عامًا فى الجيش، وواجه 9 تهم من بينها اللواط القسرى مع قاصرين وممارسة الجنس مع قبطان فى أفغانستان، ولا تعتبر هذه الحادثة هى الوحيدة التي ضربت سمعة الجيش الأمريكى فالتاريخ ملىء بالقضايا. تبادل صور عارية للمجندات في مارس 2017، كشف الصحفي توماس جيمس برينان، في تقرير له على صحيفة «ريفيل نيوز» عن بدء وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» التحقيق مع مئات الجنود الحاليين والسابقين، في مشاة البحرية الأمريكية «المارينز»، في واقعة تبادلهم لمئات الصور العارية لزميلاتهم الإناث، بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». تبادل الصور كان عبر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحمل اسم «مارينز يونيتد»، وتضم نحو 30 ألف عضو بها، يتناقلون فيما بينهم الصور العارية لزميلاتهم بالمارينز، وتصاحب بعض الصور أسماء للمجندت، ومعلومات أخرى عنهن، من بينها مواقع تمركزهن، كما صاحب الصور عدد من التعليقات الجنسية البذيئة، وبعد انكشاف أمر المجموعة أغلق فيسبوك المجموعة، فيما تبقى مالا يقل عن ست مجموعات أو مواقع مشابهة تمارس نفس النشاط بحسب مسؤلين في سلاح المارينز. ومثلت تلك الواقعة «مصدر إحراج» للجيش الأمريكي، على حد تعبير الجنرال روبرت نيلر، قائد سلاح المارينز، الذي قال: إنه لا يعتقد «أن مثل هذا السلوك قد يصدر بالفعل من محاربين حقيقيين أو مقاتلي حروب»، فيما اعتبرت إريكا 23 عامًا، والتي عملت في سلاح المارينز لمدة أربع سنوات انتهت في منتصف العام الماضي، أن هذا السلوك يؤدي إلى اعتبار العنف الجنسي، وحتى التحرش الجنسي «أمرًا طبيعيًا». ولم تقتصر تلك الفضيحة على سلاح المارينز فقط، وإنما تبين مع نهاية الأسبوع الماضي أن تلك الممارسات طالت «جميع أفرع » الجيش الأمريكي، من خلال منصة إلكترونية لتبادل الصور العارية، وجرى تداول الصور ونشرها دون إذن أصحابها، واعتبر البنتاجون أن تلك الواقعة تتنافى مع قيمهم، وقال المتحدث باسمه، في تصريحات صحافية: إن الوزارة تعد سياسة «شاملة» لمنع التحرش الجنسي في أماكن عمل الجنود. الأكثر عرضة للاغتصاب عالميا ذكر تقرير لصحيفة «ذا ديلي بيست» يعود لعام 2011، أن المجندات في الجيش الأمريكي أكثر عرضة للاغتصاب من زملائهم أكثر من الموت في المعركة، واستدل التقرير بتسجيل وقوع 3.158 اعتداء جنسي تم التبليغ عنها عام 2010، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية التي أقرت بأن ذلك الرقم يمثل 13.6% فقط من أصل 19 ألف حالة اعتداء جنسي وقعت بالفعل في عام 2010. وكشف واحد من أكبر استطلاعات الرأي الشاملة للجيش الأمريكي، خرج للنور في مارس (آذار) 2011، تعرض19% من المجندات في الجيش الأمريكي لاعتداءات جنسية، فيما تعرض 2% من الجنود الذكور لاعتداءات جنسية، ولكن نادرًا ما يبلغ الضحايا رسميًا عن تلك الوقائع. ففي سلاح الجوية، على سبيل المثال: هناك أقل من امرأة واحدة تُبلغ رسميًا من بين كل خمس ضحايا، وهناك أقل من رجل واحد يبلغ رسميًا من بين كل 15 ضحية. وقالت أكثر من نصف الإناث اللاتي تعرضن للاغتصاب في سلاح الجو الأمريكية: إنهن مِلن لعدم الإبلاغ رسميًا «خوفًا من أن يعاملن بشكل سيئ» أو «لأنهن لا يردن أن يتسبب في مشلكة بوحداتهن» ، فيما أفاد الثلث بأنهن لا يثقن في عملية الإبلاغ الرسمي. وفي عام 2012، أفاد البنتاجون، بوقوع 26 ألف حالة تواصل جنسي غير مرغوب فيه، ولفت التقرير أن عدد الضحايا الرجال لتلك الحالات تفوقت على الضحايا النساء، موضحًا أن معظمم الضحايا لتلك الحالات كانوا من الرجال، وتعرضوا لتلك الاعتداءات من زملائهم الرجال. وكشف تقرير يعود لمارس لعام 2013، بأن مالا يقل عن ربع إناث الجيش الأمريكي تعرضن لاعتداءات جنسية، وأن 80% من إناث الجيش الأمريكي تعرضن للتحرش الجنسي. اعتداء جنسي كل 98 ثانية! تعد الاعتداءات الجنسية في الجيش الأمريكي، على حساسيتها في هذا القطاع الشائك، جزء صغيرًا من صورة كلية لمجتمع أمريكي يعج بالاعتداءات الجنسية لدرجة كبيرة، تصل لوقوع اعتداء جنسي كل 98 ثانية، بالرغم من الحرية الجنسية التي تتمتع بها أمريكا بالسماح للعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج. فبحسب أرقام الشبكة الوطنية لمكافحة الاغتصاب في أمريكا، فإن 321.500 شخص في أمريكا، تتراوح أعمارهم من 12 سنة فأكثر، يقعون ضحايا للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي في المتوسط سنويًا، وبذلك تقع بحسب الشبكة حالة اعتداء جنسي كل 98 ثانية في المتوسط في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتتراوح أعمار أغلبية ضحايا العنف الجنسي في أمريكا ، من 18 عام حتى 34 عام ، بنسبة 54% من الضحايا، وتبلغ نسبة الضحايا الذين تتراوح أعمارهم من 18 عام وحتى 64 ، 92% من إجمالي ضحايا العنف الجنسي.
وتتعرض نساء أمريكا وفتياتها لى معدلات عالية من الاعتداءات الجنسية، فسيدة من كل ست نساء في أمريكا قد تعرضت لمحاولة اغتصاب، أو واقعة اغتصاب كاملة في حياتها ، واعتبارًا من عام 1998، فقد وقعت17.7 مليون امرأة ضحية لمحاولة اغتصاب، أو واقعة اغتصاب كاملة، وكان 90% من ضحايا الاغتصاب الكامل من الإناث، مقابل 10% للذكور. وحول الآثار النفسية للاغتصاب على ضحاياه الإناث، فقد عانى 94% من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب من اضطرابات ما بعد الصدمة لمدة أسبوعين، فيما فكّرت 33% من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب في الانتحار، فيما حاول 13% بالفعل الانتحار.