وكأن التعليم في مصر كان ينقصه فشل جديد، حتى يتعرض لفضيحة فشل الاختبار الإلكتروني، ليتضح من جديد أن كل وزراء التعليم في مصر لايملكون أدنى فكرة عن واقع التعليم وتفاصيل أزمته، وأن كلهم يتعاملون مع الطلاب بمنطق فئران التجارب. نحو 700 ألف طالب أثتبوا فشل وزير التابلت طارق شوقي، الذي يتعامل مع مشكلات التعليم بتعالي غير مبرر، وإنكار غير مفهوم لطبيعة وواقع أزمة التعليم في مصر. الغريب أن وزير التابلت كان له تصريح مثير قبل شهر، حينما قال: "ما نفعله لاقى إعجاب دول كثيرة، تتواصل معنا الآن، لتطبيق التابلت لديها" فهل لا تزال تلك الدول راغبة في الاستفادة من تجربته؟!
فشل الامتحان الالكتروني
شهد اليوم الأول لامتحانات التابلت للصف الأول الثانوي حالة من الارتباك، في أول تجربة لتدريب الطلاب على الامتحانات باستخدام أجهزة التابلت، بسبب بعض المشكلات الفنية والتقنية التي ظهرت خلال أداء امتحانات اللغة العربية، سواء مشكلة الأكواد أو ضعف شبكة الإنترنت. وفشل نحو 700 ألف طالب بالصف الأول الثانوي في أداء الامتحان عبر الموقع الإلكتروني لوزارة التربية والتعليم باستخدام الأجهزة اللوحية "التابلت" التي تم توزيعها للمرة الأولى هذا العام. وفي وقت متأخر من مساء الأحد، أصدر وزير التعليم المصري، بيانا برر فيه ما حدث بأن سيرفر الامتحانات للصف الأول الثانوي تعرض ل4.7 ملايين هجمة ما أدى ل"وقوع السيستم"، وأنه سيتم توفير الدخول على الامتحان الاثنين. وبعد ساعات من محاولة الدخول الثانية للطلاب، فشلت كل الجهود للوصول لموقع الوزارة مجددا، ما زاد من غضب أولياء الأمور والطلاب، وبادرت الوزارة في بيان صحفي آخر، إلى إيقاف منصة الامتحانات الخاصة.
الوزير يكذب
فشل تجربة الاختبار الإلكتروني جعلت العديد من الخبراء والآلاف من الطلاب يطالبون بإقالة وزير التعليم، أو وزير التالبت كما وصفه بعضهم، خاصة أن الوزير تعامل بتعالي واضح على حقيقة أن التعليم في مصر يعد من أسوأ منظومات التعليم في العالم أجمع. صفحة "اطالب بإقالة طارق شوقي.. التعليم_ينهار" على فيسبوك اتهمت الوزير بالكذب، وتناقض كلامه مع أبسط قواعد المنطق، وطالبت بإقالته. أحمد الليثي، رئيس مجموعة عمل التعليم بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، تساءل عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" عن حاجة الوزارة إلى شراء ريسفرات بملايين الدولارات، ولماذا لم تواجه الطلاب بالحقيقة بوجود مشكلة في النظام، وإلصاقها بمحاولات الاختراق من الخارج؟ وبينما قال نقيب المبرمجين، المهندس عادل حسن، إن السبب في الفشل هو سوء الإدارة، مضيفا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن المشكلة في إدارة الموضوع، والكفاءات التي تعمل، وتبني البيانات"، مشيرا إلى أن "المشكلة في إسناد التنفيذ بالمجاملات"