أصدر الديوان الملكي السعودي، أمرًا ملكيًا، السبت، بتعيين الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير، وتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرة للمملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية بمرتبة وزير، خلفا لخالد بن سلمان ، نجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان. من هو خالد بن سلمان؟ خالد بن سلمان هو نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وترتيبه التاسع بين أبناء الملك سلمان، وهو الأخ الشقيق لولي العهد محمد بن سلمان. تخرج من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض، ثم انضم إلى القوات الجوية الملكية السعودية. وتلقى تدريبه الأولي في قاعدة راندولف الجوية في سان أنطونيو، تكساس، وتلقى التدريب المتقدم في قاعدة كولومبوس الجوية في كولومبوس، ميسيسيبي، كما درس الحروب الإلكترونية المتقدمة في فرنسا. في 23 أبريل 2017، تم تعيينه سفيرا للملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية (كان عمره 29 عاما فقط). سر الإطاحة ب"خالد بن سلمان" أثار خبر تعيين ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للسعودية في واشنطن العديد من التساؤلات، خاصة أنها حلت محل خالد بن سلمان (شقيق ولي العهد ونجل الملك) وهو ما يتنافى مع رغبة ولي العهد في إحكام قبضته على كل مفاصل المملكة، وإحالة كل المناصب المهمة فيها إليه أو إلى "آل سلمان" وهو ما جعل بعض التحليلات تقول ان ولي العهد ينوي تحويل المملكة إلى المملكة العربية السلمانية بدلا من السعودية. لذلك، اختار محمد بن سلمان شقيقه الأصغر خالد سفيرا للمملكة في واشنطن، وهو المنصب المهم والخطير جدا في تفاصيل العلاقة بين المملكة والولاياتالمتحدة، وقد اثير وقتها عدة تساؤلات حول كفاءة خالد (كان عمره 29 عاما فقط عند اختياره سفيرا) وقدرته وخبرته في القيام بمهام منصبه التي سبقه فيها داهية مثل بندر بن سلطان أو اسماء معروفة مثل تركي الفيصل. كان الجواب وقتها أن الغرض من تعيين خالد هو أن يحكم محمد بن سلمان قبضته على كل المناصب الحساسة في المملكة (ولاية العهد ووزارة الدفاع وأرامكو وسفارةالسعودية بأمريكا) بعد سيطرته على السياسة والاقتصاد والإعلام في المملكة. لكن، كانت المفاجأة أن يقوم ولي العهد بالإطاحة بشقيقه الأصغر من هذا المنصب الخطير، في مثل هذا التوقيت الحساس الذي يحتاج فيه محمد بن سلمان إلى حشد كل اسلحته للصمود في وجه التهم العنيفة التي نالت منه على خلفية تورطه في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر الماضي. غير أن هذا السبب بالتحديد هو كلمة السر في الإطاحة بخالد من منصبه كسفير للسعودية بواشنطن.. كيف ذلك؟ خاشقجي.. كلمة السر بات من المؤكد أن خاشقجي هو كلمة السر في الإطاحة بخالد بن سلمان من منصبه، بعد أن ترسخ لدى الكونجرس المريكي ضلوع قيادة السعودية، ممثلة في محمد بن سلمان وشقيقه خالد، في عملية الاغتيال. وبالتالي، يواجه خالد بن سلمان احتمال كبير جدا بان يتم استدعائه إلى الكونجرس للاستماع إلى أقواله في هذه الجريمة، وهو امر ان حدث لن يعني سواء تأكيد تورط خالد وشقيقه في قتل خاشقجي. وبما ان خالد بن سلمان هو سفير السعودية في واشنطن، فإن مهام عمله تقتضي ان يعود غلى الولاياتالمتحدة، ما يعني سهولة استدعائه من قبل الكونجرس، فكان الحل الوحيد هو ان يتم تعيين سفير جديد بدلا منه، ويبقى خالد بجوار شقيقه في السعودية تورط خالد في قتل خاشقجي وواجه السفير السابق للمملكة في واشنطن، خالد بن سلمان، اتهامات بتورطه مع شقيقه ولي العهد في جريمة اغتيال خاشقجي، وساط أنباء عن احتمال ان يتم استدعائه إلى الكونجرس قريبا، في ظل تأهب الكونجرس ضد قيادة السعودية واقتناع غالبية الأعضاء بضلوع محمد بن سلمان في قتل خاشقجي. في نوفمبر الماضي، أكدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تقييم لها أنّ ولي العهد السعودي قد أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، وقالت الوكالة إن لدى مسؤوليها ثقة عالية بصحة هذا التقييم، وأضافت: "سافر فريق يتألف من 15 عميلًا سعوديًا إلى إسطنبول في أكتوبر الماضي في الوقت الذي قتل فيه خاشقجي". ووفقا لمطلعين على الأمر، بحثت الوكالة في مصادر استخباراتية متعددة بما في ذلك مكالمة هاتفية أجراها شقيق ولي العهد خالد بن سلمان الذي "حث فيها خاشقجي على الذهاب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لاستكمال أوراق زواجه ومَنَحَه الضمان للقيام بذلك". كما قالت محطة إن بي سي الأمريكية الشهر الماضي إن خالد بن سلمان التقى قبل أشهر بجمال خاشقجي في واشنطن وكان اللقاء ودياً حسبما قال مقربون منه. وكان خاشقجي في زيارة إلى السفارة السعودية في واشنطن لشأن قنصلي، فتعرف عليه الموظفون وأبلغوا السفير فوراً وتم استدعاؤه إلى مكتبه وجلسا لمدة ساعة ونصف أوائل العام الماضي. وقالت وسائل إعلام أمريكية أن خالد بن سلمان والمستشار في ديوان ولي العهد سعود القحطاني كانا يقودان الاتصالات بخاشقجي لمدة عام تقريبا بهدف إقناعه بالعودة طوعاً إلى السعودية. ومنذ تفجر أزمة مقتل خاشقجي وبدء التحقيق فيها، غادر خالد بن سلمان العاصمة الأمريكية. وأعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ ومسؤولو الادارة الأمريكية عن خيبة أملهم بموقف السفير الذي أكد لهم أن خاشقجي قد غادر مقر القنصلية في اسطنبول وتبين لاحقا أن ذلك غير صحيح. وقال خالد بن سلمان لمعارفه في الولاياتالمتحدة بعد أربعة أيام من مقتل خاشقجي عبر رسالة نصية طويلة: "إن لخاشقجي عدداً كبيراً من الأصدقاء في المملكة وأنا واحد منهم وكنت على اتصال دوري معه خلال وجوده في الولاياتالمتحدة".