مع تلكؤ الحكومة التركية في اظهار مالديها من معلومات بخصوص مقتل خاشقجي ربما طمعا في المزيد من المكاسب، فان هذا التباطؤ يصب في مصلحة ترامب وولي العهد السعودي بل وفي مصلحة كل الجبابرة والمستكبرين في المنطقة العربية والاسلامية بل وفي العالم، حيث ستنتهي انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس نهاية هذا الأسبوع، ولن تجروء الدول الأوربية على ارتفاع صوتها بالقصاص من قتلة خاشقجي بعد ذلك وهي التي كانت تضغط بهذه الجريمة على جبهة ترامب الذي لم يتوقف عن ابتزازها من ناحية وتهديدها من ناحية أخرى، بل وستخسر تركيا كل ماتريد تحقيقه من مكاسب في هذا الموضوع، بالاضافة الى سمعتها في العالم العربي والإسلامي. وفي إثناء ذلك تقوم مجموعة حلفاء صفقة القرن بقيادة كوشنر والكيان الصهيوني بهجماتها المتوالية على المنطقة العربية لتحويل الانتباه عن فضيحة مقتل خاشقجي وتخفيف الضغط الاعلامي على ابن سلمان، ومنها زيارة ناتينياهو المفاجئة لسلطنة عمان واستقبال وزيرة الرياضة الصهيونية في الامارات وتدنيس أكبر مساجدها، اضافة الى توجيهات لبعض الصحفيين العرب المحسوبين على الصهاينة والأمريكان بكتابة مقالات تدعو فيها الكيان الصهيوني الى تقديم حل مرضي للفلسطينيين في سبيل أن تكون هي أي (اسرائيل) قائدة للشرق الأوسط الضعيف !! (مقال للصحفي جهاد الزين في جريدة النهار اللبنانية)، كما أن هناك دعوات تملأ وسائل التواصل يتم الترويج لها عن عبقرية الكيان الصهيوني التكنولوجية والعلمية في جميع المجالات حتى الزراعة، رغم أن اليهود على مر الأزمنة والعصور لم يكونوا من أهل الزراعة حيث أنها مهنة تحتاج الى الاستقرار، وهم دائما ماكانوا مشردين منبوذين في كل البلاد التي سكنوها. نحن مطالبون كقوى وطنية وعربية واسلامية بحشد الجهود للمطالبة بالاستقلال عن الحلف الصهيوني الأمريكي الذي ينشر قواعده في المنطقة، والى التضامن من أجل وقف سلسلة التطبيع مع الصهاينة والتصدي لمشاريع صفقة القرن التي تهدف الى تقسيم المنطقة العربية الى دويلات صغيرة (ارجعوا الى خريطة تقسيم برنارد لويس العضو البارز والمنظر في الحزب الجمهوري الأمريكي) وتنهي بالكامل على اسم فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وتحتل جزءا من مصر لصالح الكيان الصهيوني، وتؤسس لسايكس بيكو جديد ظهرت بوادره في نقل أمريكا سفارتها للقدس واعترافها بها عاصمة للكيان الاستيطاني الصهيوني، وكذلك محاولة تأسيس حلف ناتو عربي يضم الأنظمة الحاكمة الموالية لترامب (دول الخليج الستة، ومصر، والأردن) يقولون أنهم يستهدفون به ايران، بينما أهدافه قد تكون أوسع من ذلك بكثير. وفي هذا الصدد فانننا نحيي صواريخ المقاومة الفلسطينية التي يجب ألا توقفها أي وعود، فقد حققتم بهذه المقاومة كل انجاز سابق سواء بالانسحاب من غزة أو بالاعتراف بسيادتكم على أراضيكم في الضفة الغربية في أوسلو رغم ما فيها من نواقص.