اختتم صهر الرئيس الأمريكي ترامب ومستشاره المقرب »كوشنر» جولته في المنطقة بهجوم حاد علي رئيس السلطة الفلسطينية »أبو مازن» وبتأكيد علي أن واشنطن ستعلن ما تسميه »صفقة القرن» أو خطتها لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قريبا، وبموافقة السلطة الفلسطينية أو دونها !! نتفق أو نختلف معه »أبو مازن» في العديد من المواقف.. سواء في طريقة إدارته للسلطة في رام الله، أو في استمرار الانقسام الفلسطيني الكارثي.. لكن من المؤكد أن السيد »كوشنر» يعرف جيدا أن »أبو مازن» هو آخر من يتهم بعدم الرغبة في الوصول إلي السلام، وهو الذي كان مهندس »عملية أوسلو» وسار في طريقها علي مدي ربع قرن بلا جدوي !! ولاشك أيضا أن السيد »كوشنر» يعرف أن السلطة الفلسطينية لم تقاطع إدارة ترامب إلا بعد أن أعلنت هذه الإدارة الحرب عليها والانحياز الكامل لإسرائيل، وبعد كارثة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إلي هناك، وبعد أن بدأت واشنطن حربا معلنة لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين من المباحثات ولمحاصرة منظمة »الأونروا» ومنع تقديم المساعدات للأطفال من سكان المخيمات أو المحاصرين في غزة أو خارجها !! المشكلة ليست في »أبو مازن» أو غيره من القيادات الفلسطينية.، المشكلة في الانحياز الأمريكي لرؤية إسرائيل، وفي التلويح للفلسطينيين ببعض التسهيلات الاقتصادية لتكون بديلا عن الوطن (!!).. والمشكلة في توهم أن إقامة »كيان ما» في غزة يغني عن دولة فلسطينية مستقلة (!!).. والمشكلة في تصور أن علي العرب والعالم كله »بمسلميه ومسيحييه» أن يقبلوا الحماقة الأمريكية ويتركوا القدس العربية في يد إسرائيل.. لأن السيد »ترامب» رأي بحكمته المعهودة أن طريق السلام يبدأ بسرقة القدس وإبقاء المسجد الأقصي وكنيسة القيامة في أسر الصهاينة إلي الأبد !! كلام »كوشنر» يؤكد أمرين: أولهما أنه سمع في القاهرة ما يؤكد الموقف الثابت في حق شعب فلسطين في دولته المستقلة علي حدود 67 وعاصمتها القدس العربية كاملة. وأن الرهان علي أن تكون غزة بديلا لفلسطين هو رهان خائب وفاشل بالتأكيد . والأمر الثاني في حديث كوشنر: أن علي الفلسطينيين والعرب أن يستعدوا لمرحلة صعبة مع الإدارة الأمريكية التي تريد أن تسير في الطريق الذي بدأته بحماقة تصرفها في القدس حتي النهاية !!