بدأت قوات الاحتلال الصهيوني مدعومة بأكثر من ستين آلية عسكرية إضافة إلى عدد من الجرافات منذ فجر اليوم الأحد بتنفيذ عملية اجتياح في مدينة نابلس بالضفة الغربية وهي العملية التي تعد الأوسع منذ اجتياح 2002م. وقالت مصادر أمنية ومحلية فلسطينية – بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية - إن قوات الاحتلال فرضت حظر التجول على كافة أحياء المدينة والبلدة القديمة البالغ عدد سكانها 50 ألف نسمة في الوقت الذي اعتلى فيه القناصة الصهاينة عددًا كبيرًا من المنازل وحولوها إلى نقاط مراقبة وخاصة بالبلدة القديمة ومحيط مستشفى رفيديا الجراحي الحكومي ومنطقة المخفية جنوب غربي المدينة. وقد أدى الحظر إلى إيقاف الدراسة في المؤسسات التعليمية والجامعية. وتجوب دوريات عسكرية الأحياء السكنية لمنع تحرك المواطنين الفلسطينيين وتدعو من تسميهم بالمطلوبين إلى تسليم أنفسهم. وأغلقت الجرافات الصهيونية بعض الشوارع بالسواتر والمكعبات الأسمنتية خاصة شارع فيصل الرئيس ومنعت مرور المركبات. وأفادت المصادر أن دوي انفجارات كبيرة يسمع بين الفترة والأخرى داخل البلدة القديمة في حين ألحقت جرافات الاحتلال دمارًا كبيرًا في شرفات بعض المنازل وفي المحال التجارية خلال إزالة الحواجز التي أقامها نشطاء الانتفاضة في السابق وخلال فتح طرق لتمكين الآليات العسكرية من التنقل. كما اخترق جيش الاحتلال موجات البث الإذاعية لأربع إذاعات محلية وبدأ ببث بيانات تحذر الفلسطينيين من تقديم العون لنشطاء الانتفاضة وأخرى تحذر من التنقل لوجود منع تجول بالمدينة. كما وزع بيانًا يتضمن أسماءً لعدد من المطلوبين من النشطاء الفلسطينيين لديها. واعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين في منطقة رفيدا غربي نابلس بعد محاصرة منزل وجدوا بداخله. وأفاد مصدر امني – بحسب وكالة "معًا"- أن جنود الاحتلال اعتقلوا كلاً من عمار حجاب ( 40 عامًا) ونايف حجاب ( 36 عامًا) ونواف حجاب ( 27 عامًا) وتامر حجاب ( 17 عامًا) وسائد خضر تفاحة وشقيقه مهند خضر تفاحة. على صعيد متصل، أكدت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال فرضت حصارًا مشددًا بالمناطق القريبة من المستشفيين الوطني ورفيديا ومنعت الفلسطينيين من التنقل وحولت عددًا من المباني إلى ثكنات عسكرية، في حين دعت قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت عائلة الرطروط في شارع بيجر الخروج إلى الشارع. وتواصل طائرات الاحتلال بين الحين والآخر التحليق في سماء مدينة نابلس، وخاصة في أجواء البلدة القديمة، ووسط المدينة والأحياء الغربيةوالجنوبية. ويأتي ذلك الاعتداء في إطار التحركات الصهيونية العدوانية في الضفة خلال الساعات الماضية؛ حيث توغَّلت قواتٌ من جيش الاحتلال الصهيوني مساء أمس في الجهة الجنوبية من مدينة قلقيلية شمال الضفة مما أدى إلى وقوع مواجهات بين عدد من الشبان وتلك القوات التي ردت بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة النارية دون وقوع إصابات. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الصهيونية أشارت إلى أن عملية الاقتحام جاءت بحثًا عن "سيارات مسروقة" إلا أن شهود العيان أكدوا أن قوات الاحتلال لم تعثر على شيء. إلى ذلك بدأت السلطات الصهيونية في إجراءات تقنين واحدٍ من أكبر مشروعات بناء المغتصبات في الضفة الغربية حيث أشارت جريدة (هاآرتس) الصهيونية إلى أن المجلس الأعلى لتخطيط المغتصبات في الضفة الغربية قد بدأ في اتخاذ قراراته من أجل تقنين وجود 42 مبنى تضمُّ 1500 شقة سكنية تحت التأسيس وكانوا يدخلون ضمن ما يسميه الصهاينة "المستوطنات غير الشرعية" والتي تكون مُقامةً على ملكيات خاصة والتي يحظر القانون الدولي على الكيان كقوة احتلال أن يستولي عليها. وقالت الصحيفة إن عملية تقنين وضع المغتصبات ستكون أكبر عملية تقنين في تاريخ الضفة الغربية حيث تقع غالبية تلك المباني على ملكيات خاصة أغلبها تابع لقرية بلعين الواقعة قرب جدار العزل العنصري الذي اقتطع جزءًا كبيرًا من أراضيها، وتشهد في كل جمعة مواجهات حادة بين المتظاهرين الرافضين للجدار وقوات الاحتلال. وأضافت أن هذه المباني تقع بالقرب من واحدة من أكبر مناطق تمركز المتطرفين اليهود وهي مغتصبة موديعين إيليت مشيرة إلى أن سكان قرية بلعين وجماعة "السلام الآن" الصهيونية قد قدموا عددًا من الاحتجاجات ضد مشروع البناء، إلا أنها لم تؤدِّ إلى وقف أعمال البناء ولا إجراءات الضمّ. وأوضحت الصحيفة أن المشروع يتم تنفيذه من جانب شركتين مقرهما كندا، وهما جرين بارك وجرين ماونت، إلى جانب شركتين صهيونيتين، وهما عين عامي وهيفتسبا.