ارتفع عدد الشهداء بين صفوف المتظاهرين السوريين ليوم السبت، عشية عيد الأضحى المبارك، إلى 29 شهيدا برصاص قوات الأمن السورية في أماكن متفرقة، بينهم 20 شهيدا في مدينة حمص المحاصرة. وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت في حصيلة سابقة أن عدد الشهداء بلغ 27 شهيدا، لكن الهيئة العامة ذكرت أن الحصيلة ارتفعت إلى 29، بينهم 20 مدنيا على الأقل بنيران دبابات الجيش السوري في مدينة حمص. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مسلحين موالين للنظام قتلوا في محافظة إدلب في اشتباكات مع فارين من الجيش. وقال أحد النشطاء "مبان بأكملها احترقت بنيران الدبابات، الخبز نفد والأشخاص الذين يصابون في الشوارع يموتون تأثرا بجروحهم في المكان لأنه لا يمكن لأحد أن يصل إليهم"، وأكد سكان المدينة أن القصف تركز على بابا عمرو وهو منطقة سكنية فقيرة تبعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة حيث لجأ مسلحون وعدد متزايد من المنشقين على الجيش. وقال رامي عبد الرحمن وهو معارض يعيش في المنفى ل"رويترز" "الوضع الإنساني في بابا عمرو أصبح مروعا، السكان يتحدثون عن حصار كامل وتناقص إمدادات الطعام والأدوية". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدة آلاف من المعزين قاموا بمسيرة في خان شيخون في جنازة جندي عمره 20 عاما وشرطي رفض إطلاق النار على المحتجين وأعدم على الفور، وقد نشر في مقطع على موقع اليوتيوب يوضح الحشد والمتظاهرين يرددون "الشعب يريد إعدام الرئيس". يأتي ذلك على الرغم من أنه قد جرى التوصل لاتفاق في القاهرة الأربعاء الماضي بين السلطات السورية والجامعة العربية بسحب القوات من المدن السورية. وأعلن قائد "الجيش السوري الحر" العقيد المنشق رياض الأسعد أن جيشه سيستأنف العمليات العسكرية "النوعية" ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن "انكشفت نوايا" النظام في "جمعة الله أكبر". وفي وقت سابق من يوم السبت، كشفت مصادر طبية ، أن 126 جثة مجهولة الهوية تم نقلها، خلال ال72 ساعة الماضية، إلى مستشفى "الوطني" بمحافظة "حمص"، التي تتعرض بعض مناطقها للقصف منذ فجر السبت، وذكر طبيب للشبكة، رفض كشف هويته خشية على سلامته، إن ثمانية من الجثث كانت محترقة. وأيد سالم قباني، عضو "لجان التنسيق المحلية في سوريا" وهي جماعة معارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات الشعبية. وقال قباني، الذي سبق وأن قدم للشبكة معلومات موثوقة، إن قرابة 100 جثة مجهولة الهوية نُقلت، مؤخراً، إلى مستشفى "الوطني" بحمص، وذلك وفقاً لمصادره التي تشمل ثلاثة شهود عيان أحدهم شارك في نقل الجثث. ورفض الكشف عن المكان الذي عُثر فيه على الجثث خشية إثارة عنف طائفي. وقد حذر العربي في بيان صادر في وقت سابق السبت من مخاطر عدم إحراز التقدم المنشود فى تنفيذ بنود خطة العمل العربية وقال "فشل الحل العربي سيكون له نتائج كارثية على الوضع في سوريا والمنطقة بمجملها وهو ما تعمل الجامعة العربية على تجنبه حفاظا على أمن سوريا واستقرارها وتجنبا للفتنة وللتدخلات الخارجية".