شهدت جنوب السودان اتفاقا تنتظره بين رئيس جنوب السودان سالفا كير وخصمه رياك مشار اليوم الأربعاء 27 يونيو على وقف "دائم" لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 72 ساعة، وذلك في العاصمة السودانية الخرطوم، ما يثير أملًا بالتوصل الى إتفاق سلام لوضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد. وقال وزير خارجية السودان الدرديري محمد أحمد: "اتفقت كل الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار سيبدأ في غضون 72 ساعة". وبعد ذلك وقع الخصمان وثيقة بذلك بحضور الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم. وقال كير عقب التوقيع على الاتفاق: "هذا يوم توقعه شعبنا في جنوب السودان وقد أتى الآن". أما مشار فقال إن وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي في النهاية إلى "إنهاء الحرب". ويشارك كير ومشار منذ الإثنين في جولة جديدة من المحادثات في الخرطوم على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده البلاد منذ 2013. وكان الزعيمان أعربا في الأيام الأخيرة عن أملهما في التوصل إلى اتفاق سلام. وتأتي المحادثات في أعقاب قمة لدول شرق أفريقيا في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا انتهت من دون تحقيق اختراق، وذلك بعد أن أمهلت الأممالمتحدة أطراف النزاع حتى نهاية يونيو من أجل التوصل "إلى اتفاق سياسي قابل للاستمرار" مع التلويح بفرض عقوبات. وقال البشير: "نقدم هذا الاتفاق هدية إلى شعب جنوب السودان .. هذا الاتفاق يقول إن السلام قد بدأ في العودة إلى جنوب السودان". واندلعت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر 2013 عندما اتهم كير نائبه في ذلك الوقت مشار بالتخطيط للانقلاب عليه. وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو أربعة ملايين. وبينما اشتعلت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان -الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار- ظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل في ما بينها ما يثير الشكوك في شأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب. وحصل جنوب السودان الذي يضم إثنيات عدة على استقلاله عن السودان في 2011 بعد حرب طويلة ودموية.