تكليف السياسي السني اللبناني سعد الحريري برئاسة الوزراء للمرة الثالثة أصبح في حكم المؤكد وذلك بعد أن فاز بتأييد أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال المشاورات الرسمية اليوم الخميس 24 مايو الجاري ومن المتوقع أن يبدأ المفاوضات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية. ومنصب رئيس الوزراء في لبنان مخصص للسنة في نظام اقتسام السلطة المسمى بالمحاصصة الطائفية ويعتبر الحريري المدعوم من الغرب أوفر المرشحين حظا رغم خسارة تيار المستقبل بزعامته أكثر من ثلث نوابه في الانتخابات التي جرت في التاسع من مايو. ويجري الرئيس ميشال عون مشاورات رسمية مع النواب كل على حدة يوم الخميس. ومن المقرر أن تستمر الاجتماعات حتى بعد ظهر يوم الخميس. ويجب أن يكلف عون الشخص الذي يحظى بتأييد أكبر عدد من أعضاء مجلس النواب. ومن المتوقع أن تعكس الحكومة الائتلافية الجديدة تزايد النفوذ السياسي لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفائها الذين يؤيدون احتفاظها بالسلاح. وفازت الجماعة وحلفاؤها بسبعين مقعدا على الأقل من مقاعد البرلمان وعددها 128. ورغم حصول الحريري على تأييد واسع لم يرشح نواب حزب الله أحدا للمنصب. وقال محمد رعد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله بعد الاجتماع مع عون "مستعدين للتعاون بإيجابية". ودعا كل الزعماء اللبنانيين إلى تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة التي ستسعى إلى إنعاش الاقتصاد الذي يعاني من الركود ومعالجة مستويات الدين العام التي لا يمكن استمرارها. لكن يجب أن توازن الحكومة الجديدة مثل الحكومة المنتهية ولايتها بين مصالح كل الفرقاء اللبنانيين الرئيسيين وربما يستغرق هذا وقتا. وقال مسؤول كبير مطلع على تفكير الجماعة إن حزب الله الذي تصنفه الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية يريد ثلاث حقائب وزارية بعدما كان يحتفظ بحقيبتين في الحكومة المنتهية ولايتها التي ضمت 30 وزيرا. وكانت مصادر مطلعة على تفكير الجماعة قالت لرويترز إن حزب الله الذي يشغل حتى الآن مناصب حكومية هامشية يسعى أيضا للحصول على وزارات خدمية أهم في الحكومة الجديدة. ويعتقد حزب الله كذلك بضرورة تخصيص حقيبة وزارية لأحد حلفائه السنة الذين انتزعوا بعض المقاعد من تيار المستقبل بزعامة الحريري. ويسعى حزب القوات اللبنانية المناهض لحزب الله للحصول على نصيب أكبر من المناصب الوزارية بعد أن ضاعف عدد نوابه في البرلمان إلى 15. وانتخب البرلمان يوم الأربعاء السياسي الشيعي نبيه بري وهو حليف لحزب الله رئيسا له ليواصل احتفاظه بالمنصب الذي يشغله منذ عام 1992. كما انتخب حليفا آخر لحزب الله هو إيلي فرزلي نائبا لبري.