تطرقت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية ، إلى محاولات دولة قطر لكسر الحصار الخليجي المفروض عليها ، خلال تقرير مطول بعنوان "قطر تحاول شق طريقها للخروج من الحصار"، وتضمنت محاولات قطر خطة وأسلحة "سرية" اعتمدت عليها في محاولاتها لكسر المقاطعة ولتحويل دفة الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن قطر قد حققت تقدم في أعمال الأنشاء التي تعج بها العاصمة القطريةالدوحة ، استعدادًا لنهائيات كأس العالم 2022 ، والتي تظهر قطر الدولة غير المتأثرة على الإطلاق بالحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بسبب مزاعم بدعم قطرللإرهاب، ومحاولة زعزعة استقرار بعض الدول العربية. واعتمد تقرير الجريدة على 3 محاور، الأول: اقتصادي، والثاني: داخلي، والثالث: سياسي. الاقتصادي: تحدث تقرير الجريدة عن أول سلاح قطري لمحاولة كسر الحصار ، وهورصدها 200 مليار دولار، على برنامج لتطوير البنية التحتية، عن طريق بناء طرق وسكك حديدية، كما رصدت أيضًا مبلغ 50 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية القطرية لحماية القطاع المصرفي والمحافظة على سعر الصرف. وقال "جهاد أزعور" ، المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي، في تقرير الجريد :"تمكنت قطر من التكيف بعدد من التدابير الهامة، والتي تمكنت من تعويض أي تهديد للتجارة أو التمويل لديها". وتابع:"لكن هذا ليس الوضع الأمر، لأن أي تهديد أو قطيعة تجارية بين دولة ودولها المجاورة يؤثر على معنويات الاستثمار والمستثمرين". وتابعت الصحيفة: "بعدما نجت الدوحة من تبعات المرحلة الأولى في الدوحة، بدأت قطر في التفكير في تعزيز النمو الاقتصادي". ونقلت الصحيفة عن أحد الاستشاريين الاقتصاديين الغربيين، قوله: "تقريبا قطر تأثرت اقتصاديا بنسبة 15% فقط بسبب المقاطعة، وهو ما جعلها قادرة على تصحيح الأوضاع سريعا". وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الدوحة اهتمت بتوفير فائض في كافة المنتجات بالمراكز التجارية والمباني والفنادق، حتى تتمكن من مواجهة الحصار في حالة استمراره حتى كأس العالم 2022، بينما اعتمد شريف العمادي، وزير المالية القطري، تغييرات في القوانين، التي تسمح للأجانب بشراء العقارات في أي مكان في قطر. ولفتت الجريدة إلى للوهلة الأولى للأسواق القطرية : "كنت تجد محلات البقالة ممتلئة بالخضروات ومنتجات الألبان السعودية، لتجد بدلا منها حاليا بعض المنتجات المحلية بجانب الفواكه القادمة من إيران والخضروات القادمة من بنغلاديش". كما دشنت الدوحة مؤسسة مالية محلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وعن ذلك قال الشيخ محمد آل ثاني، وزير التجارة والاقتصاد القطري السابق: “كان ينبغي أن نقضي على هذا التهديد، ما نعلمه حاليا أننا نربح وهم يخسرون”.
الداخلي: وذكرت الجريدة في تقريرها ، إلى أن الجانب الأخطر في قرار الحاصر كان "داخليًا" ، حيث راهنت الدول الأربع على حدوث مظاهرات شعبية تهدد أمير قطر ، مشيرًة إلى أن "العكس ما حدث، حيث توحدت قطر للرد على المقاطعة، وأظهرت دعما كبيرا لأمير البلاد". وتابعت: "تجد صور مرسوم لأمير قطر في كل مبنى تقريبا، وبات الزعيم البالغ من العمر 37 عاما، بطلا شعبيا". ونقلت الصحيفة عن هيا الوليد آل ثاني، الطالبة في جامعة “جورجتاون” الأمريكية والتي اتخذت قرارا بالعودة إلى الدوحة: "وحد الحصار البلد بأكمله: مواطنين ومقيمين وطلاب". وتابعت: "حتى يتم حل هذه المشكلة لن نعود إلى الولاياتالمتحدة على الإطلاق، كيف نزور أمريكا ونحن لا نثق بهم، كيف يمكننا العودة إليهم؟". السياسي: وأفادت الصحيفة إلى أن السلاح الأهم في خطة قطر لكسر الحصار كان "سياسيًا "، مشيرًا إلى أن قطر "سعت لأن ترسخ وجهة نظر أن المقاطعة تحدث انشقاقا في حلفاء أمريكا الأقوياء، وتقوض أي محاولات أمريكية لتشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب". وتابعت: "ضغطت الدوحة بقوة من أجل أن تعود الولاياتالمتحدة لتمارس ضغوطا من أجل التوصل لاتفاق تسوية، وسط قناعة إماراتية سعودية بضرورة عزل قطر". وأشارت الجريدة ، إلى أن الدوحة استغلت تصريحات "محمد بن سلمان" والذي وصف فيها الأزمة ب"التفاهة"، لتعزيز وجهة نظرها التي تروجها للإدارة الأمريكية عن حدودث انشقاق في صفوف حلفائها يعوق تشكيل "جبهة موحدة". لكن كان قرار إدارة ترامب الأسبوع الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، المدعوم بقوة من منافسي الدوحة في الرياض وأبو ظبي بمثابة “ضربة لتلك الخطة”، بحسب الصحيفة. وبحسب الجريدة ، فأن قرار إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المدعوم من الرياض وأبو ظبي بمثابة ضربة لخطة قطر ، ولكن شكك مسؤولون قطريون في تلك التخمينات ، خاصة وأن العلاقات التجارية الإيرانية مع دبي أكبر بكثير من العلاقات القطريةالإيرانية. ونقلت الصحيفة عن لولوة الخاطر، المتحدثة باسم الخارجية القطرية: "تهيمن الإمارات وحدها على 90% من التجارة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، حتى بعد الحصار".